في الذكرى السنوية الحادية والأربعين لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر نستعرض سيرته الذاتية وبعض محطات حياته.
السيد محمد باقر حيدر الصدر من مواليد عام 1935 في مدينة الكاظمية، نشأ السيد في كنف والده السيد حيدر الصدر وهو من علماء العراق المسلمين البارزين، ومن المحققين في الفقه والأصول.
بدأ السيد الصدر دراسته في مدارس منتدى النشر الابتدائية في الكاظمية، فتعلم القراءة والكتابة، وفي سن الحادية عشر بدأ بدراسة علم المنطق ثم درس في كتاب معالم الأصول على يد أخيه السيد إسماعيل الصدر. وفي العام 1946 انتقل السيد إلى النجف الأشرف لمتابعة دراسته، فتتلمذ على يد المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي (رضوان الله تعالى عليه). وبعد نحو 13 عامًا أي سنة 1959، أنهى السيد دراسته الفقهية والأصولية، وبدأ بالتدريس فتخرج على يديه العديد من العلماء الكبار أمثال السيد محمد باقر الحكيم، السيد كاظم الحائري، السيد محمود الشاهرودي وغيرهم.
في حياته، عُرف الشهيد الصدر بنضاله ونصرته للثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام روح الله الموسوي الخميني (قدس سره)، ونتيجة لبعض المضايقات من النظام البعثي في العراق كان الشهيد الصدر ينوي الهجرة من النجف الأشرف إلى إيران، إلا أنه وبطلب من الإمام الخميني بقي السيد لمتابعة أمور الحوزة العلمية.
فيما بعد، ونتيجة لمواقفه المعارضة للنظام البعثي آنذاك في العراق، تعرض الشهيد الصدر إلى الاعتقال ثلاث مرات، فالأولى كانت في العام 1971 حيث كانت حالته الصحية متدهورة فنقلوه إلى المستشفى مكبل اليدين وربطوه بسلاسل إلى السرير. المرة الثانية كانت في العام 1974، وذلك بعد أن ازداد مؤيدوه من الشعب العراقي، فاعتُقل واقتيد من النجف إلى بغداد. ونتيجة للمظاهرات التي لفت محافظات العراق وطالبت بالإفراج عن السيد، أطلق سراحه ولكن وضع وعائلته تحت الإقامة الجبرية المشددة.
ولم تمنع الإقامة الجبرية السيد من أداء تكليفه الشرعي تجاه شعبه؛ فأصدر ثلاث نداءات إلى الشعب العراقي يحثهم فيها على رفض الحكم الدكتاتوري الذي فُرض عليهم وأذلهم طيلة حكم البعثيين، كما واساهم في نداءه الثاني بما يلاقيه من إذلال وقتل وارهاب على يد البعثيين الكفار، وأعلن بأنه قد صمم على الشهادة حيث قال: "وأنا أعلن لكم يا أبنائي (أنني) قد صممت على الشهادة ولعل هذا آخر ما تسمعوه مني"، ثم أفتى بوجوب العمل على إدانة الجهاز والنظام الحاكم في العراق علنيا ولو كلفهم ذلك حياتهم. وشدد السيد في ندائه الأخير على ضرورة تلاحم أفراد الشعب بكل فئاته وطوائفه عرباً وأكراداً، شيعة وسنة ومؤكداً لهم أنه يبذل كل ما في وسعه من أجل السني والشيعي، العربي والكردي على حد سواء لأنهم جميعاً أبناء الإسلام.
وفي 5 نيسان عام 1980، وبعد 10 أشهر من الإقامة الجبرية، اعتقلت السلطات العراقية السيد الصدر للمرة الثالثة مع أخته السيدة آمنة (بنت الهدى)، وذاقوا أشد أنواع العذاب، وبعد 3 أيام استشهد السيد الصدر على يد صدام حسين، ودفن هو أخته في مقبرة وادي السلام. وعلى إثر شهادته أعلن الامام الخميني الحداد العام في الجمهورية الإسلامية في إيران.
الكاتب: غرفة التحرير