الأربعاء 05 أيار , 2021 04:12

عودة العلاقات السورية السعودية: خيار الضرورة

كشفت وسائل إعلامية عن زيارة وفد سعودي كبير لسوريا، ترأسه رئيس جهاز الاستخبارات خالد الحميدان، والتقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد، ونائبه للشؤون الأمنية اللواء علي المملوك.

وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها بين البلدين، منذ اندلاع الحرب على سوريا، والتي كان للرياض دور كبير فيها، عبر دعم الجماعات المسلحة الإرهابية، وتشديد العزلة الخارجية من خلال تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية.

هذه الزيارة قد تشكل مقدمة لعودة العلاقات الرسمية بين البلدين. بعدما جرى الاتفاق على أن يعود الوفد السعودي في زيارة مطولة بعد عيد الفطر، والتوافق على أن إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، يشكل خطوة أولى لاستعادة العلاقات بين البلدين.

تغير الحسابات السعودية

منذ فترة بدأت السعودية تتخذ خياراً مختلفاً عن السابق، في علاقاتها الخارجية، فبعد أن كانت إيران العدو الأول، في السنوات الماضية، تم الإعلان مؤخراً عن عقد لقاء سعودي إيراني في بغداد. ثم تبع اللقاء تصريحات إعلامية إيجابية للأمير محمد بن سلمان، يتحدث فيها عن الطموح بأفضل العلاقات مع إيران. أما الزيارة الأخيرة لدمشق فهي تفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين بعد أن تدهورت خلال العقد الماضي.

بالإضافة إلى أن السعودية صالحت قطر في قمة العلا الخليجية مطلع هذا العام، وأعادت الحرارة للعلاقة مع تركيا من بوابة استيراد الأسلحة التركية.

ويبدو أن الدافع الرئيسي وراء هذه التحولات، هو الأجواء الإيجابية الصادرة من محادثات فيينا، والتي ستؤدي لرفع العقوبات عن إيران، لذا تغيّرت الحسابات السعودية كليا، وباتت قيادتها تسعى لتحسين علاقاتها مع محور المقاومة، وإعادة كافة أشكال العلاقات بين الرياض وطهران ودمشق، ما يسهل لها الوصول إلى مخرج من أزمتها في اليمن بأسرع وقت ممكن.

كما أن وصول الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى الحكم، واتخاذه عدة خطوات ضدها من السماح بنشر تحقيقات الاستخبارات حول مقتل الخاشقجي، وإعلانه وقف الدعم العسكري للحرب السعودية على اليمن، بالإضافة إلى تعثر بن سلمان الداخلي، وخصوصاً من الناحية الاقتصادية، الأمر الذي دفعه لاستبدال خطته التي تحمل عنوان "رؤية 2030 " بخطة "رؤية 2040 " تشكل عوامل أخرى لهذه التحولات.

الدور الروسي

تحاول روسيا منذ فترة العودة إلى المنطقة، عبر إقامة علاقات جيدة خاصة مع الدول العربية. وتسعى من خلال دورها المهم في سوريا، إلى لعب دور في إعادة العلاقات ما بين الدول العربية وسوريا.

ففي عام 2018، خططت السعودية بتشجيع روسي لإعادة تفعيل عضوية سوريا في الجامعة العربية، حيث أعادت دول خليجية عديدة مثل الامارات والبحرين، علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، كما أن روسيا حثت دائماً الدول العربية في الخليج، على المساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وفي عملية إعادة الإعمار في سوريا.

إلا أن إدارة ترامب أوقفت هذه المبادرة، من خلال الضغط على الدول العربية لعدم التعامل مع دمشق. وفي الوقت نفسه، أقرت واشنطن "قانون قيصر" الذي يفرض العقوبات على أي جهة تقيم علاقات اقتصادية مع سوريا.

التأثيرات الإقليمية لعودة العلاقات

إن لعودة العلاقات الرسمية بين سوريا والسعودية، أهمية وتأثير كبير، على كافة دول المنطقة من خلال:

_ التشجيع على بدأ مسار سلمي لوقف الحرب على اليمن، من خلال العلاقة الجيدة لدمشق مع حكومة صنعاء وحركة أنصار الله.

_ تسهيل التعاون التجاري بين دول المنطقة، مما يساعد في حل المشاكل الاقتصادية: لبنان، سوريا، الأردن، العراق، مصر.

_ رعاية حل المشاكل السياسية في اليمن والعراق ولبنان، لما لتأثير الدولتين على الأطراف السياسية الداخلية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور