الثلاثاء 13 حزيران , 2023 12:45

نظاما السعودية والبحرين.. بين تصفير المشاكل وانتهاكات حقوق الانسان

العلم السعودي والبحريني

على الرغم من التهدئة المعلنة التي تريدها السعودية في المنطقة، والتي تكرست بعد الاتفاق مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ثم الانفتاح على سوريا واستقبال الرئيس بشار الاسد من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في القمة العربية بجدة، على الرغم من كل ذلك إلا ان الثابت الوحيد الذي لم يتغير حتى الساعة هو الشدة والقسوة المستخدمة من النظام السعودي في الداخل ضد الشعب لا سيما في المنطقة الشرقية حيث تتواصل الاعدامات بحق المواطنين مع غياب المحاكمات العادلة وعدم مراعاة أبسط معايير حقوق الانسان التي تتيج للمتهم بالدفاع عن نفسه والتمسك بالمحاكمات العلنية والشفافة.

وعلى نفس المنوال السعودي يسير النظام البحريني الذي يعتمد بشكل كبير على الحماية السعودية إقليميا وعلى الرعاية الاميركية والبريطانية دوليا، فهذا النظام يصرّ على توطيد ارتباطه بالكيان الصهيوني المؤقت ولو من كان ثمن ذلك البطش بالشعب البحريني المسالم، ومؤخرا تعمّدت أجهزة النظام اعتقال أحد الرموز البارزين للشعب وخطيب الجمعة في مسجد الامام الصادق(ع) في الدراز الشيخ محمد الصنقور لمجرد انتقاده التطبيع مع العدو وتعديل بعض المناهج التربوية تبعا لذلك، ومن ثم تقصّد النظام تسريب معلومات الى الاعلام عن تعرض سماحة الشيخ للتعذيب والإهانة في محاولة لضرب صورة الرموز لدى الناس وإرسال رسائل لمن يعنيهم الامر ان النظام لا يعترف بأي خطوط حمر طالما انها تتعارض مع مصالحه وعلاقاته بالعدو الاسرائيلي.

لكن كيف يمكن تفسير هذا التصعيد السعودي والبحريني مع الناس في الداخل على الرغم من التهدئة المفترضة والاعلان الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية؟ وأي دور للكيان الصهيوني في ذلك؟ كيف ينعكس ما يجري على صورة النظامين وبالتحديد النظام السعودي وبالتحديد اكثر صورة ولي العهد محمد بن سلمان مع كل الادعاءات بالحفاظ على حقوق الانسان ودعمها وصيانتها؟ وماذا عن مقولة "تصفير المشاكل" في المنطقة؟ أليس الاولى للنظام السعودي وضمنا للنظام البحريني، تصفير المشاكل مع شعبهما وبقية شعوب المنطقة؟

حول كل ذلك قال الناشط البحريني السيد علوي الموسوي في حديث خاص لموقع الخنادق "لبرهة قصيرة، في أعقاب التوافقات الاقليمية، ظنّ العالم بأن المنطقة ستشهد تحولا استراتيجيا ايجابيا يوفر مناخا للاستقرار بعد عقد دامٍ وصاخب، إلا أن جرائم الإعدام السياسي الأخيرة كانت صادمةً ومخيبةً للآمال، إعدامات بالجملة نفذها النظام السعودي بعد محاكمات جائرة وغير قانونيّة شابها الكثير من التجاوزات، ظنّا منه أن ذلك يعطيه بعض المكتسبات وأوراق الضغط على الطرف الآخر"، ولفت الى ان "كل خطوة تصالحية تنعكس على التسويات تماما بعكس الانتهاكات الشنيعة التي تعرقل هذا المسار التقاربي وتؤجج الفتن"، ورأى ان "هذه الإنتهاكات تتطلب تصحيحا خاصة في ظل استمرار الأزمة البحرينية والقبضة الحديدية، كما يتطلب تحكيما للعقل والمنطق واستجابة للمطالب الشعبيّة المنطقية".

وأشار السيد الموسوي الى ان "النظام السعودي منذ اجتياحه للبحرين في مارس/آذار 2011 يواصل تدخله في شؤونها الداخلية وهو تدخل -بشهادة أمير الكويت السابق- غير قانوني، وبالتالي فهو ينتهك التزاماته الدولية والاقليميّة"، وأكد ان "حكومة المنامة مرتهنة للرياض ورسالتها إلى المعارضة السلمية بأن ضريبة المطالبة بالحقوق والحريات هو الدم"، وقال "انطلاقا من الوظيفة التي أنشأت من أجلها هذه الأنظمة الديكاتورية، يصر هذين النظامين(السعودي والبحريني) على التعنت وبناء أبراج من الوهم على جماجم المواطنين، كما أنهما يحاولان إيهام الشعوب بأن إيران تخلت عنهم وهذا انقلاب على الوعود والعهود".

ونبه الموسوي من ان "التفاؤل المفرط ليس سليما بظل إعدامات سياسية بالجملة، فهناك أكثر من 38 إنسانا أعدمهم ابن سلمان منذ مطلع العام الجاري ما يؤكد بأنّ نظامه الجائر لم يغير عقيدته القمعيّة التكفيرية"، واوضح ان "نظام الرياض نظام آحادي لن يعرف شيء من الانفتاح، وبالتأكيد من دون هذه التسوية لكانت الأجواء أكثر دموية، فالنظام السعودي تورط في سفك دم البحرينيين منذ 2011 ومن ثم تورط بدماء الشعب اليمني كما تورط سابقا بقتل العراقيين والسوريين".

وهنا لا بد من أن نشير إلى وجود 26 معتقل رأي محكومون بالإعدام في البحرين، 12 منهم قد استنفذوا كل سبل المراجعة القانونية وقد يواجهون الإعدام بأي لحظة في ظل صمت وتواطئ المجتمع الدولي، ويأتي اعتقال الشيخ الصنقور في مثل سياق الاضطهاد الديني والتضييق على الحريات ولما يمثل سماحته من قامة وطنية وعلمائية مؤثرة في البلاد ولما تتضمن خطبه من مواقف قوية مناهضة للتطبيع مع العدو ولسياسات الحكومة الفاسدة ولاستمرار اعتقال نشطاء الرأي وقيادات المعارضة.

وقال الموسوي "بلا شك ما جرى ويجري من قمع منهج رسالة للقاعدة الشعبية المناهضة للتطبيع"، واكد ان "للكيان الصهيوني مصلحة في قمع شعب البحرين وتحديدا في إخماد الصحوة الإسلامية المرتبطة بتصاعد محور المقاومة ومشروعه"، وتابع "نحن على يقين بأن للكيان الصهيوني مصلحة في قمع شعب البحرين ذو الهوية الايمانية المقاومة وقد يكون له يد مستقبلا في ظلّ تغلغله للمفاصل الدولة في تعذيب معتقلي الرأي أو ربما تصفيته لا سيما القيادات الوطنية المخلصة فهذا ديدنه".

وشدد الموسوي على ان "النظامين السعودي والبحريني هي أنظمة قمعية منسلخة عن شعوبها ولا تفقه شيء من الحريات والحقوق، وهي تدار من واشنطن"، ورأى ان "القيادات في الخليج عليها أن تستوعب بأن العالم يشهد تغيرات جذرية وأن تستجدي قنوات الحوار والتواصل الايجابي البنّاء مع الشعب وأن سفك الدماء لم ولن يضمن لها استقرار عروشها".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور