الأحد 15 آب , 2021 04:48

طالبان من كابل: سلّموا السلطة سلميًا

طالبان

وصلت طالبان إلى كابل غير انه لن "تتم مهاجمة المدينة ونؤكد ان عملية الانتقال ستتم بشكل سلمي" كما أعلن القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، بعد اعلان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله ان "المقاتلين أمروا بالوقوف عند نقاط الدخول في العاصمة" مؤكدًا أنهم "لم يقتلوا أو يصيبوا أحدًا". حيث وردت معلومات عن انه من "المقرر وصول فريق طالبان إلى القلعة وتولي علي أحمد جلالي رئاسة الإدارة الانتقالية".

مصادر ميدانية أكدت أن "5000 عنصر من قوات المارينز و660 من القوات البريطانية وصلوا إلى كابول، بهدف منع طالبان من السيطرة على العاصمة".

وكانت قد جرت فجرًا، معارك شرسة على أكثر من جبهة، وسقطت مزار شريف بيد حركة طالبان، رابع أكبر مدينة من حيث عدد السكان في أفغانستان (563 ألف نسمة)، وسط معلومات ميدانية أكدت اخلاء الجيش والقوات الأفغانية القاعدة المركزية في المدينة ولجوئهم إلى المطار، إضافة لفرار بعضهم إلى الحدود مع أوزباكستان.

ماذا تعني السيطرة على مزار شريف؟

بعد اطباق طالبان سيطرتها على الجهة الجنوبية الغربية وسقوط قندهار من جهة، والجهة الشمالية الغربية من جهة أخرى، تكون الحركة بذلك قد استطاعت الوصول إلى مشارف العاصمة كابل، وجعلت من سقوط العاصمة مسألة وقت، حيث تربط مزار شريف وكابول خط بري بطول 320 كلم تقريبا وتبعد عنها حوالي 70 كيلومتر.

واللافت ان الرئيس الأفغاني أشرف غاني وقبل ساعات من سقوط المدينة قام بتعيين الجنرال سميع سادات مسؤولًا عن الأمن في العاصمة والدفاع عنها، ما يؤكد ان المعركة فيها قد باتت وشكية.

يحمل سقوط مزار شريف كثير من استدعاء تاريخ الصراع في البلاد، فالحركة قد خسرتها مع بداية الغزو الأميركي للبلاد عام 2001، لصالح تحالف الشمال، في معركة كانت فاتورتها البشرية والعسكرية ضخمة، بعد ان كانت قد سيطرت عليها في آب 1998.

من جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن ان الولايات المتحدة قد "ذهبت إلى أفغانستان لهزيمة من هاجمونا في 11 أيلول 2001 وأسفرت المهمة عن مقتل بن لادن وتراجع القاعدة... كنت الرئيس الرابع الذي يشرف على وجود قوات أميركية بأفغانستان ولن أمرر هذه الحرب إلى رئيس خامس".

وعن مخاوف الولايات المتحدة من سيطرة طالبان على كابل شدد بايدن "أبلغنا ممثلي طالبان في الدوحة أن أي عمل يضع مهمتنا وافرادنا في خطر سيواجه من قبل القوات الأميركية... قمنا بنشر قرابة 5000 جندي للتأكد من إجراء انسحاب منظم وآمن للموظفين الأميركيين بأفغانستان". فيما تلقى موظفو السفارة الأميركية تعليمات وأوامر بإحراق واتلاف "المواد الحساسة" بالتوازي مع نشر 3000 جندي لتأمين مطار العاصمة لإتمام عمليات الاخلاء.

تموضع مقاتلي الحركة بالقرب من كابل دفع عددًا من الدول كبريطانيا والدانمارك وألمانيا واسبانيا تسحب العاملين في سفاراتها، فيما دعت آخرين للإعلان عن خفض وجودهم في أفغانستان إلى الحد الأدنى، كالسويد وهولندا.

دخلت الولايات المتحدة قبل حوالي ربع قرن إلى أفغانستان "لمكافحة الإرهاب والقضاء على طالبان والقاعدة"، غير ان ما تشهده البلاد جعل من تصريحات بايدن مثيرة للسخرية وهو اليوم يحتاج لآلاف الجنود الأميركيين لتأمين انسحاب مقاتليه من البلاد. فطيلة فترة غزوها لم تقدم واشنطن مساعدة لبناء "دولة" يكن بمقدورها ان تحارب التطرف، بل كانت تساهم "بإنتاج أجيال من طالبان والقاعدة". وان كانت تعلم أولا تعلم ذلك، فالأمر سواء.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور