تعتبر القوات الرديفة التابعة للجيش السوري، من أهم ما تم تشكيله من قوات شعبية خلال الحرب على سوريا، حيث كان لهذه القوات الدور المهم في التصدي للمجموعات الإرهابية، وقد تطورت مهامها، من قوات حماية للمؤسسات الرسمية والأحياء الشعبية، إلى قوات تساهم بقوة في تحرير المناطق السورية المختلفة من سيطرة الجماعات المسلحة الإرهابية، كما حصل في مناطق عدة مثل حمص وحلب والغوطة الشرقية والعربية ومناطق محافظة دير الزور. ومن أشهر هذه القوى والوحدات: لواء الباقر، قوات الرضا، فوج مغاوير البحر، كتائب البعث، قوات الدفاع الوطني، صقور الصحراء، نسور الزوبعة، لواء القدس.
وللتفاصيل الأكثر عن الهدف من إنشاء هذه القوات ومدى أهمية دورها، تم إجراء مقابلة مع الخبير العسكري العميد عمر معربوني، وهذا ما جاء فيها:
_ في مرحلة من مراحل الحرب، ارتأت الدولة السورية أن الدفاع عن البلد يحتاج الى وحدات إضافية، لم تكن متوفرة عند وحدات الجيش الأساسية. من هذا المنطلق، بدأ التفكير الجدي لإنشاء هذه القوات الرديفة لكي تقاتل الى جانب الجيش.
_ أولى هذه الوحدات كانت كتائب البعث، التي انتظمت في مكانين أساسين خلال الحرب، وهما دمشق وحلب. لتنطلق فيما بعد عملية تأسيس هذه الكتائب على نطاق واسع، ومن ثم بدأ تأسيس وحدات الدفاع الوطني.
_ كلتا القوتين وصلتا من ناحية العديد البشري والقدرات التسليحية (التي كانت تتجهز بها من مخازن الجيش)، الى أن يصبحا قوة أساسية الى جانبه.
_ كان لها دور كبير في تأمين مقتضيات الميدان، مثل توفير الحماية للمؤسسات الرسمية وللطرقات. وفيما بعد كان لها دور قتالي واضح في حلب وأرياف حلب، إضافة لدورها الأساسي في محافظة دمشق بدور مباشر.
_ بالإضافة لهاتين القوتين، أنشأت العديد من الوحدات الأخرى بمسميات مختلفة. لكن كتائب البعث كانت هي الأبرز، لأنها اعتمدت في رفد صفوفها من أعضاء حزب البعث بشكل أساسي، ولاحقاً تم تأسيس "قوات البعث لبنان" التي تعتمد على العنصر اللبناني، والتي كان لها دور كبير أيضاً خلال المعارك في كل محاور القتال من الشمال الى الجنوب، ولا سيما في محاور منطقة البادية المختلفة.
_ هذه القوات حتى اللحظة تشكل رديفاً أساسياً لوحدات الجيش سواء على صعيد الحماية، أو على صعيد المشاركة المباشرة في الميدان من خلال تواجد وحدات قتالية تراكمت لديها خبرات واسعة وهائلة جداً.
_ تجربة التكامل العسكري ما بين هذه القوات والجيش وحزب الله، أسست لمدرسة عسكرية بمكن تسميتها بالمدرسة السورية.
_ القوات الرديفة بمختلف وحداتها كانت بإشراف ورعاية الشهيد القائد قاسم سليماني.
_ على مستوى تجربة هذه الوحدات، يمكننا تشبهيها لناحية الدور والتشكيلات، وحدات حرس الثورة الإسلامية في إيران، ووحدات المقاومة الإسلامية في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وحركة أنصار الله في اليمن، ووحدات فصائل المقاومة الفلسطينية.
_ هذه التجربة مميزة وجديرة بالقراءة، لكن باختصار هي مدرسة عسكرية مختلفة تماماً عن المدارس الكلاسيكية التي طبعت عمل الجيوش في منطقتنا.
_ القوات الرديفة بمختلف الوحدات (سورية، أو حلفاء سورية)، هي ما زالت قائمة وموجودة، وهي جزء لا يتجزأ من القوات المقاتلة في سوريا.
_ وهناك مسألة جديرة بالطرح، وهي أن قوى محور المقاومة المختلفة سواءً كانت دولاً أو فصائل، وصلت الى خلاصات بضرورة وحدة الجبهات والإرادات، خاصة على صعيد المواجهة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. حيث أنه في حال حصول أي مواجهة مع الكيان على مستوى شامل، بالتأكيد سيكون لهذه القوات الرديفة مساهمات حقيقية، خصوصاً أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في فترة من المراحل، طرح المعادلة الإقليمية لحماية القدس المحتلة والمسجد الأقصى (القدس مقابل حرب إقليمية).
كما أن السيد نصر الله حينما أعلن عن الـ 100 ألف مقاتل، قال بأنهم لبنانيين، ما يعني أن فصيل أو قوة في محور المقاومة قد تتعرض قواته لمعركة، ستكون كل قوات المحور وممن ضمنها هذه القوات الرديفة في تصرف هذا الفصيل المعني بالمواجهة المباشرة.
_ في كل وحدات هذه القوات الرديفة هناك عديد قوة بشرية يتراوح ما بين 100 و125 ألف مقاتل.
_ هذه الوحدات إضافة للجيش انطلقت بعد تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب، نحو القتال الجبهوي، الذي يعتمد على قوات مؤلفة من كتائب وألوية مدعومة بدبابات ومدرعات ومسيرات، واستطاعوا من خلال هذا نوع القتالي تحرير مناطق شاسعة في منطقة البادية بمختلف جهاتها، إضافة للعمليات التي حصلت في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية لدمشق. ناهيك عن استخدام أنماط مختلفة من القتال، التي أسست للمدرسة العسكرية السورية، والتي تقدم خلاصاتها وتجاربها إضافة لتجارب ساحات المحور الأخرى، لتقدم الى قيادة محور المقاومة للاستفادة منها.
الكاتب: غرفة التحرير