تعتبر كتائب حزب الله في العراق، من أولى حركات محور المقاومة، التي استجابت لدعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باعتماد معادلة ردع جديدة إقليمية، تثبت حماية مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى مقابل حرب إقليمية تشمل كل المنطقة بما فيها دول وقوى محور المقاومة. يومها أعلنت الكتائب هذا التأييد في بيان لها استعرضت فيه خلفيات قرارها، حيث قالت بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي حاول طوال العقود الماضية، فرض معادلة أمنية تمكّنه من مواجهة أيّ قوة تهدّد كيانه، من داخل فلسطين المحتلة أو خارجها. فأباح لنفسه الاعتداء مستغلاً في ذلك دعم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الحكام. مشيرةً إلى أن الكيان ارتكب جرائم كبيرة بحق شعوب المنطقة، ومنها العراق الذي شنّ ضده عدة اعتداءات (قصف مستودعات عسكرية للحشد الشعبي وفصائل المقاومة في منطقة القائم)، ولا يزال يهدّد بتنفيذ المزيد منها بحق أبنائه (تهديدات بينيت وغانتس وكوخافي). لافتةً إلى أن وحشية الكيان لم تقتصر على الفلسطينيين، بل تعدت ذلك لتصل إلى سائر شعوب المنطقة. حيث كشفت بأن الإسرائيليين اغتالوا قادة ومقاتلين كانوا في مهمة قتال داعش (المشاركة الإسرائيلية في اغتيال الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما). الأمر الذي دفع ب"الأحرار من العراقيين" لأن يختاروا الدفاع عن شعبهم ومقدساتهم، ولاسيّما المسجد الأقصى. وأشار البيان إلى أن شعوب المنطقة أصبحوا متيقنين من أنهم لن يشعروا بالأمان، مع وجود هذا "العدو".
ولمعرفة التفاصيل عن كيفية مشاركة الكتائب في هذه المعادلة، قمنا بتوجيه هذا السؤال للمتحدث الرسمي باسمها الأستاذ محمد محيي، الذي أكد في جوابه على الأمور التالية:
_ أن الحساب مع "إسرائيل" على كل جرائمها واعتداءاتها، هو حساب مفتوح لأنها استهدفت مواقع للكتائب ومخازن أسلحة، بتغطية أمريكية.
_ المعادلة الإقليمية هي معادلة هجومية جديدة وغير دفاعية.
_ الفصائل العراقية تعد نفسها لتحقيق هدف تحرير القدس، الذي لا يأتي بالأماني بل بالتجهيز والتدريب وتأمين كل ما يستلزم لتحقيق هذا الهدف.
_ من حق الشعب العراقي التجهز بكل الوسائل والتدرب عليها، في سبيل حماية وردع أي اعتداءات على بلده.
_ ستشارك الكتائب والفصائل بعدة أوجه، سواء بتلك القريبة من فلسطين جغرافياً، أو بالوسائل التي لا تقف "الجغرافيا" حائلاً دونها. وقد بات لدى الفصائل أسلحة عابرة للحدود، تؤذي الجيوش (الكلاسيكية) بأسلحة تكتيكية مهمة.
_ هذه المعركة ستكون الفاصلة والمصيرية، التي ستكون نتيجتها زوال كيان الاحتلال، الذي افتضح ضعفه خصوصاً في المعركة الأخيرة "سيف القدس"، وعليه فإن الفصائل حاضرة للإجهاز على "الكيان الغاصب".
_ وعلى مبدأ "رب ضارة نافعة"، فإن الحرب مع داعش كانت السبب في إعطاء الزخم والتجربة لتنفيذ هكذا هدف. بحيث كانت فرصة كبيرة للتدرب على التنسيق والقتال المشترك، عبر الاستفادة من وجود قوى محور المقاومة المختلفة، وعلى رأسهم الجيش السوري وحزب الله.
يكرر المسؤولون السياسيون والعديد من القادة العسكريين في كيان الاحتلال، أن لديهم معلومات حول قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بنقل صواريخ بالستية وطائرات بدون طيار إلى داخل العراق. وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، فإن عناصر كتائب حزب الله تتدرب على كيفية استخدام هذه الطائرات، وإتقان تنفيذ المناورات الجوية للتملص من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
كما أن الجيش الإسرائيلي ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، خلال إجرائهم لعدة مناورات محاكاة لسناريوهات أي حرب مقبلة، صنفوا العراق كساحة تهديد استراتيجي، الذي باعتقادهم سيشارك من خلال شن هجمات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وإذا دققنا في المعطيات الجغرافية ما بين العراق وفلسطين المحتلة، وقمنا بمقارنتها مع ما صرح به المتحدث باسم الكتائب، ومع السيناريوهات الإسرائيلية، سنصل الى النتائج التالية:
1)المسافة ما بين منطقة وسط العراق (النجف وكربلاء) ومدينة تل أبيب، لا تتعدى 900 كم، وإلى إيلات لا تتعدى 1000 كم. أي أن الفصائل إذا امتلكت صواريخ باليستية (مثل صاروخ الحاج قاسم سليماني ذو المدى 1000كم)، أو صواريخ كروز (مثل صاروخ كروز أبو مهدي المهندس ذو المدى الأكثر من 1000 كم)، ستستطيع ضرب كل مناطق الكيان الاستيطانية.
2)وجود المساحات الشاسعة في العراق، يمكن استثمارها في تنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة بمختلف أنواعها (انتحارية – هجومية – استطلاعية)، وبكثافة أعداد كبيرة.
3)التجاور الجغرافي ما بين العراق وسوريا (المسافة ما بين بغداد ومنطقة الجنوب السوري اقل من 900كم) ستتيح لمقاتلي الفصائل العراقية من رفد جبهات المقاومة، بمدة زمنية قصيرة، وبأعداد كبيرة من المقاتلين المجهزين والمدربين، والقادرين على تحقيق هدف التحرير.
الكاتب: غرفة التحرير