الثلاثاء 13 نيسان , 2021 12:30

أدوات البروباغندا الأمريكية: زي علماء الدين الشيعة نموذجاً

ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تفشل عبر إعلامها أو عبر الإعلام العربي التابع لها، في التأثير في مجريات الحرب الناعمة ضد مشروع المقاومة في المنطقة، فلا التأطير الإعلامي لصالح كيان الإحتلال الإسرائيلي، والذي يظهر فصائل المقاومة بصورة المعتدي والارهابي حقق نجاحاً. كما لم تستطع بواسطة اللعب على الإختلافات المذهبية بين الشيعة والسنة، في تفريق الشعوب العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية. حيث استطاع علماء المقاومة من المذهبين، في تحقيق انتصار نوعي، عبر تكوين وعي عام يتمثل في الالتزام بقضية فلسطين كقضية جامعة مهما تفرقت الأراء في القضايا الأخرى. والرفض الجماعي لصفقة القرن أولاً، ولاحقاً لخيار التطبيع أكبر دليل على ذلك. لذا لجأت أمريكا إلى استخدام وسيلة جديدة، عبر دعم رجال معممين، في سبيل اختراق بيئة المقاومة في الساحتين اللبنانية و العراقية خصوصاً.

لكنها وفي هذا المسعى أيضاً، لم تستطع تحقيق أي خرق يذكر لعدة أسباب أهمها:

_ اعتمادها على شخصيات أثبتت ضعف صدقيتها وافتقارها للقوة الشعبية، وتتحرك في مواقفها الجديدة بناءً لمصالح آنية وخلافات شخصية، بعد أن أبعدت عن دائرة صنع القرار. لذا فإن هذه الشخصيات عندما تتبنى خطاباً يخالف الرأي العام، وتضعه في قالب النقد والمراجعة الذاتية، سيضعها الجمهور في خانة التشكيك بالحد الأدنى، ريثما تتضح حقيقة تعامل هذه الشخصيات مع السفارات. لأن الجمهور يؤمن بنظرية المؤامرة، التي  وإن كانت شعبوية، إلا أنها اثبتت صحتها في تحصين المجتمعات.

_في علم سيكولوجيا الجماهير، فإن الناس تفضل المعطيات الواضحة، وتؤمن بالأفكار التي عايشتها، أكثر من تلك الأفكار الملتبسة والتي تحتمل التأويل. خصوصاً عندما تأتي من رجال يلبسون الزي الديني، ويقدمون أفكاراً لا تتوافق مع الحد الأدنى من الهوية الثقافية.

_ المجتمع المقاوم هو مجتمع مثقّف وواع، وبات مطلعاً على أساليب الخداع الأمريكي في الكثير من المحطات، فقد اختبر الكثير من الشخصيات التي ادعت المشاريع الوطنية أو الدينية، ثم تبين فيما بعد ارتباطها المباشر تمويلاً وتخطيطاً بأجهزة الإدارة الأمريكية.

_ إن قادة المقاومة في لبنان أوالعراق، راكموا خطابهم الإعلامي على التضحيات والانتصارات التي رافقت كل المراحل والاستحقاقات، وكان أساس خطابهم مع الجمهور المعطيات الصادقة والمعلومات الدقيقة، حتى في الحروب النفسية ضد العدو، لم تختلق الإنجازات، ولم يهدد العدو بالكلام والخطابات، بل بالخطط والاستعدادات، بينما تأتي هذه الفئة بخطاب يتبنى مشروعاً غير واقعي مبني على نظريات لا أكثر.

_ بات جمهور المقاومة حاضرًا بقوة على وسائل التواصل الإجتماعي، بمختلف توصيفاته ومستواه الثقافي. فيعتبر أي هجوم على المقاومة، هو استهداف شخصي له، حتى لو كان الهجوم من شخصيات مقاومة سابقة، فالمقاومة مشروع يقوم على الفكر المؤسساتي وليس الشخصي. وعليه رأى أن من واجبه الدفاع عن المقاومة ودحض الأكاذيب والدعاية السلبية، حتى باتت حملات البروباغندا مصدر سخرية واستهزاء عنده، لقلة صدقيتها ولكثرة المبالغات اللامنطقية بها.

الخلاصة

تستفيد المقاومة من التطور التكنولوجي المستمر لوسائل التواصل، والتي لم تعد محصورة بتطبيق الكتروني محدد.

وعلى الرغم من كل القيود التي تفرض على الجهات المقاومة، وتمنعها من الحضور وعرض الآراء، وكشف الأضاليل والأكاذيب.

إلا أن الاستخدام الشعبي العفوي لهذه الوسائل، والدفاع عن المقاومة بوجه هذه النماذج التي ارتضت النهج الأمريكي عقيدة، حقق انجازاً نوعياً لصالح المقاومة، بعكس ما تسعى له واشنطن، وزاد من فشل وعزلة هولاء الذين يخدمون السياسة الأمريكية بزي رجل الدين.


الكاتب: غرفة التحرير



دول ومناطق


روزنامة المحور