لم تتم إقالة وزير الجيش يوآف غالانت، رسميًا بعد. الا أن أسماء المرشحين لخلافته، تُتداول في أوساط كيان الاحتلال، ومن بينهم، وزير الزراعة الحالي آفي ديختر، المعروف بمواقفه المؤيدة للتعديلات القضائية، التي يريد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف تمريرها.
ولـ "ديختر" سيرة في العمل في جيش الاحتلال، و"الشاباك"، كما الحياة السياسية، أبدى فيها خططته الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني وزعمه التمسّك بأرض فلسطين المحتلّة لإقامة اليهود فيها.
ديختر في الجيش
_ تجند ديختر في الجيش في شباط / فبراير 1971، وتطوع في دورية عامة. بعد تدريب المظليين، خضع لدورة تدريبية كمقاتل في الوحدة بالإضافة إلى تدريبه كقائد فصيلة. خدم ديختر في الوحدة كمقاتل لمدة ثلاث سنوات ونصف، شارك خلالها في الأنشطة التشغيلية السرية للوحدة.
_ في حرب "أكتوبر 1973"، تم تعيينه في منصب قيادي، بعد إصابة قائد الفريق بنيران مصرية.
_ انضم إلى الشاباك في العام 1974، لكنه واصل الخدمة في الاحتياط ضمن "دورية لقوات الدفاع" لغاية العام 1990، وشارك في عملية لإنقاذ فريق تعرّض لمشاكل في سوريا.
_ خضع لدورات في الاستخبارات، الى أن انتُدب في المنطقة الجنوبية، حيث عمل منسقًا في الشمال ووسط قطاع غزة.
_ عام 1980 عين منسقاً إقليمياً. وفي عام 1983 عين منسقاً لمنطقة صيدا (جنوب لبنان).
_ عام 1992 عين رئيسًا للمنطقة الجنوبية، ويذكر لديختر بصمات في اغتيال الاحتلال للمهندس في كتائب القسّام يحيى عيّاش عام 1996.
_ عام 1996، بعد اغتيال رئيس الوزراء اسحاق رابين، تم تعيين ديختر رئيسًا لقسم الأمن.
_ في عام 1999 عين نائبا لرئيس الشاباك.
ديختر رئيسًا للشاباك
في أيار / مايو عام 2000، عيّنه رئيس الوزراء إيهود باراك في منصب رئيس "الشاباك"، وذلك بالتزامن مع اندلاع انتفاضة الأقصى الفلسطينية. وُصف مقتل وزير السياحة آنذاك رحبعام زئيفي بعملية نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 2001، ردًا على اغتيال الاحتلال لأمينها العام "أبو علي مصطفى" بـ "أكبر فشل"، بالإضافة الى مقتل حوالي 1000 إسرائيلي.
لكنّ عدوان الاحتلال الواسع على الضفة الغربية ولا سيما مخيم جنين، الذي عرف باسم "السور الواقي"، ساهم في استعادة صورة الاستخبارات الإسرائيلية.
يعتبر ديختر من داعمي بناء الجدار الفاصل في مختلف المناطق الفلسطينية، وأحد المبادرين في هذه الخطة. وقال حينها لرئيس الحكومة ارئيل شارون لشارون "إذا لم تنفع القوة مع العرب فسينفع المزيد من القوة".
كما دعم خطة لاغتيال كوادر حركة حماس في عملية عرفت باسم "عملية قطف شقائق النعمان" مطلع أيلول / سبتمبر من العام 2003. أراد ديختر استخدام قنابل من نوع MK-84 في هذه العملية، وهي أمريكية الصنع، استخدمت في حرب الفيتنام. لديها قدرة عالية نسبيًا على التدمير، اذ تخلق حفرة بعرض 15.2 مترًا وعمق 11 مترًا. قادرة على اختراق ما يصل إلى 380 ملم من المعدن أو 3.3 مترًا من الخرسانة. وتتسبب بإطلاق شظايا مميتة. رفض الاحتلال اعتماد طرح ديختر، مستخدمًا القنبلة من نوع MK-82، ولم تتحقق نتائج العدوان.
في 15 أيار/ مايو 2005، أي قبل أشهر من انتهاء الانتفاضة، أنهى ديختر فترة ولايته وتقاعد من الشاباك. لكنه كان من بين المعارضين لخطة "فك الارتباط" (انسحاب الاحتلال من قطاع غزّة). معتبرًا أن ذلك سيحول جنوب فلسطين المحتلّة إلى جنوب لبنان.
مع تطور المقاومة الفلسطينية ودخولها مرحلة إطلاق الصواريخ التي تطورت تدريجيًا، دعا ديختر حكومة الاحتلال الى دعم تصعيد "نشاط" الجيش في قطاع غزّة، واستعادة "السيطرة" على بعض المناطق بزعم وقف إطلاق الصواريخ.
الحياة السياسية
دخل ديختر الى العمل السياسي بعد تقاعده من الشاباك، وانضم الى حزب " كاديما" بزعامة أرئيل شارون. أسس شارون هذا الحزب في تشرين الثاني / نوفمبر 2005 بعيد انسحابه من حزب "الليكود"، اختلافات في الخط السياسي مع زعامات جديدة دخلت الى الحزب ومنها بنيامين نتنياهو. التحق بهذا الحزب، مسؤولين مثل شمعون بيرز وايهود باراك.
في 4 أيار / مايو 2006، بتشكيل الحكومة الحادية والثلاثين برئاسة إيهود أولمرت، تم تعيينه وزيراً للأمن الداخلي. وفي 3 آب / أغسطس 2011 ، قدم ديختر، إلى جانب 39 عضوًا آخر في "الكنيست"، اقتراحًا بعنوان "القانون الأساسي: إسرائيل - الدولة القومية للشعب اليهودي"، وبموجبه يتم التعريف بأن الكيان المؤقت "الوطن القومي للشعب اليهودي". كما ادعى الاقتراح ووفقًا للاقتراح أيضًا أن الكيان سيعمل من أجل الاستيطان اليهودي "داخل أراضيه".
في 13 / 8/ 2012، انخرط ديختر في حزب "الليكود" تلبيةً لعرض زعيمه بنيامين نتنياهو، وشغل منصب وزير الحرب في حكومته. وبعدها دخل الى "الكنيست". وتولى في العام 2016 منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، كما شغل منصب رئيس اللجنة الفرعية للاستخبارات والمخابرات.
الكاتب: غرفة التحرير