يتأثّر كيان الاحتلال بسلسلة من التداعيات على مختلف الأصعدة، نتيجة الأزمة السياسية الداخلية المستمرة منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرّفة منصبها. أُضيفت إليها الأزمة الأمنية التي خلقتها صواريخ المقاومة باستهدافها الجبهة الداخلية من الساحتين الموحدتين غزّة ولبنان. تعدّ التداعيات الاقتصادية من بين أبرز ما يعانيه الاحتلال. هذا ما أكّدته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، التي قالت إنّ "عدم الوضوح السياسي، إلى جانب الاضطرابات الأمنية المصحوبة بهجمات وإطلاق صواريخ في الشمال والجنوب، إلى تجدد ضعف الشيكل في الأيام الأخيرة".
الشيكل تراجع بنسبة 10%، منذ بداية هذا العام
أوضحت الصحيفة أنّ اليورو تجاوز عتبة الـ 4 شيكل للمرة الأولى منذ أيول / سبتمبر 2020، في ذروة أزمة انتشار وباء كورونا، وتم تداوله بنحو 4.02 شيكل، ثمّ تجاوز معدل 4.03 شيكل. وبذلك، أكمل اليورو زيادة بنسبة 20% منذ آب / أغسطس من العام الماضي، عندما انخفض سعره إلى 3.26 شيكل. ارتفع الدولار، مقابل تراجع الشيكل، منذ أدنى مستوى له عند 3.04 شيكل قبل عام الى سعر 3.69 شيكل. تمثّلت ذلك بزيادة قدرها 1.2% للدولار مقابل الشيكل مقارنة بآخر سعر مسجّل مطلع شهر نيسان / أبريل الحالي.
لفتت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أنّ هذه الزيادة التي ترافقت مع فترة الأعياد اليهودية "أثّرت على ارتفاع تكلفة المعيشة، فبالنسبة لمئات الآلاف من المستوطنين الذين ذهبوا إلى الخارج لقضاء العطلة، فإنّ هذا يعني زيادة إضافية في سعر مشترياتهم".
في هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي ومالك Energy Finance لإدارة المخاطر المالية، يوسي فرانك، إنّ "بنك إسرائيل لم يعمل خلال الأعياد وسمح للمضاربين بتشغيل أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الشيكل، مشيرًا إلى أن "بنك إسرائيل لم يتدخل في التداول المفتوح لعدة أشهر". فقد ضعف الشيكل بمرور الوقت بحوالي 8% -10% منذ منتصف شهر كانون الثاني / يناير 2023.
بدوره اعتبر كبير الاقتصاديين في شركة الاستشارات "بي دي أو"، تشن هيرتسوغ، أنّ "انخفاض قيمة العملة خلال العيد يعكس استمرار القلق وعدم الثقة في الأسواق الاقتصادية". مضيفًا أن ميزانية الكيان (التي ستناقش في أيار المقبل) "لا تقدّم إجابة للمشاكل الأساسية للاقتصاد الإسرائيلي، ولا تخلق رافعات النمو المطلوبة لفترة الأزمة الاقتصادية المحلية والعالمية".
خلال تلك الفترة الماضية أيضًا، ذكر موقع "ذا إنترسبت" الأميركي أنّ التعديلات القضائية والأحداث في الكيان "أخافت رأس المال الأجنبي الذي بدأ يفر من إسرائيل". وقد سجّلت البورصة الضعف الكبير للشيكل منذ بداية العام (حوالي 3% بالنسبة للدولار وحوالي 4% بالنسبة لليورو) كأحد العوامل التي كان لها تأثير سلبي على التداول في بداية العام.
على الرغم من أنّ "الشيكل" عاد وارتفع بنسبة طفيفة هذا الأسبوع، الا أنّ الرئيس التنفيذي لشركة Freeco Risk Management and Investments (شركة لإدارة المخاطر والاستثمارات)، يوسي فريمان، رأى أنّ " عدم اليقين بشأن مستقبل الإصلاح القضائي، وكذلك عجز الميزانية والحاجة إلى التعامل مع استكمال الموافقة على الميزانية بحلول 27 مايو، سوف يدعم التقلبات وكذلك التقلبات في الأسعار".
مشاكل اقتصادية أخرى
نُشر إعلانان اقتصاديان أيضًا، مؤخرًا، كل منهما مهمًا بالنسبة للاقتصاد:
_ مؤشر أسعار المستهلك لشهر آذار / مارس، اذ حسب تقرير المكتب المركزي للإحصاء يوم الجمعة 14/4/2023، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.4% وبذلك بلغ معدل التضخم 5% في الأشهر الـ 12 الماضية، على غرار معدل التضخم المسجل في الولايات المتحدة.
_ تصنيف "موديز" (شركة تقييم المخاطر المتكاملة العالمية) الذي أفاد بتراجع الثقة الائتمانية بـ "الاقتصاد الاسرائيلي". وقد انعكس بشكل مباشر على قطاع "الهايتك" الذي تضرّر بفعل الأزمتين السياسية والأمنية.
الكاتب: مروة ناصر