هل ينفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في الضفة؟

عملية فدائية في كيان الاحتلال

شكلت العملية الفدائية الأخيرة في الضفة الغربية صدمة لكيان الاحتلال. ولأن الانقسام السياسي الداخلي أكبر من ان يتم احتواءه، لا تزال الحكومة المتطرفة تدرس خيارات الرد المناسبة. وتقول صحيفة هآرتس العبرية في مقال لها، ان "الضغوط السياسية تدفع إلى إطلاق عملية عسكرية، في حين تميل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية نحو تدخل محدود لتهدئة الوضع على الأرض وتهدئة مطالب اليمين المتطرف".

النص المترجم:

ومن المتوقع أن يؤدي مقتل الإسرائيليين الأربعة بعد ظهر يوم الثلاثاء في محطة الوقود بالقرب من مستوطنة إيلي في الضفة الغربية إلى تسريع الاستعدادات لعملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية. إذا تم إطلاق العملية بالفعل، فستحدث بشكل رئيسي بسبب الضغط من الساحة السياسية.

ومع ذلك، في ضوء التحفظات على المستوى المهني، يجدر الانتباه إلى القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء والجيش الإسرائيلي: العملية التي سيتم تسويقها على أنها "حارس الجدار الثاني" (في إشارة إلى العملية الأصلية لهذا الاسم في عام 2021) لن تعكس بالضرورة اسمها. من المرجح أن تسعى مؤسسة الدفاع إلى الاكتفاء بعملية محدودة لبضعة أيام تهدف إلى تهدئة الأمور مؤقتا على الأرض، ولكن ليس أقل من ذلك – لتهدئة مطالب اليمين.

كان الهجوم الإرهابي يوم الثلاثاء موجها إلى نقطة ضعف إسرائيل: حركة المرور المدنية على الطرق في الضفة الغربية. المستوطنات نفسها تخضع لحراسة وحماية جيدة نسبيا ومعظمها محاط بسياج خلال الانتفاضة الثانية (على الرغم من أن بعض البؤر الاستيطانية غير المرخصة لا تزال مكشوفة). لكن الطرق مشتركة بين شعبين، وليس من الصعب على خلية مسلحة على دراية بالمنطقة مهاجمة هدف مدني على أحد الطرق ثم محاولة مغادرة المنطقة بسرعة.

هذا ما حدث في الهجمات الإرهابية الأخيرة بالقرب من مستوطنة هرمش وبالقرب من بلدة يعبد، وكلاهما يقع غرب جنين. وقتل مواطن إسرائيلي وجرح خمسة آخرون في تلك الهجمات. ولا تزال عملية البحث عن الإرهابيين جارية.

هذه المرة أظهر المسلحون جرأة أكبر واختاروا هدفاً ثابتاً ومزدحماً لزيادة عدد الضحايا. وصل الإرهابيان بالسيارة إلى محطة وقود إيلي وخرجا وفتحا النار من مسافة قصيرة على المدنيين في مطعم في المحطة. وقتل ثلاثة مدنيين داخل المطعم وقتل رابع في مكان قريب.

وقتل الإرهابي الأول في تبادل لإطلاق النار مع مدني مسلح. أما الإرهابي الآخر، الذي فر من المحطة في سيارة مسروقة، فقد تمكن من الانتقال إلى سيارة أجرة فلسطينية. وسرعان ما رصدته شرطة اليمام لمكافحة الإرهاب وقوات الأمن الشاباك في قرية طوباس في شمال غور الأردن، وقتل بالرصاص هناك.

وكان الإرهابيان معروفين لدى المؤسسة الأمنية بأنهما ناشطان في حماس وسكان قرية عوريف جنوب نابلس. وكان الاثنان قد أمضيا مؤخراً عقوبة السجن في إسرائيل. وكان قاتل الأخوين ياغل وهاليل يانيف في حوارة في فبراير ناشطا في حماس.

ومعظم الهجمات الإرهابية التي وقعت هذا العام في الضفة الغربية وداخل إسرائيل ذاتها لم ينفذها أعضاء في منظمات إرهابية منظمة، بل نفذها إرهابيون منفردون أو خلايا مرتبطة بجماعات محلية مثل عرين الأسود في نابلس وأبناء المخيم في جنين. وتتلقى هذه الجماعات تمويلا خارجيا – من حماس وأحيانا أيضا من إيران وحزب الله. هذه المرة يبدو أن العملية نفذتها حماس نفسها.


المصدر: هآرتس

الكاتب: عاموس هرئيل




روزنامة المحور