الدروز في الأراضي المحتلّة: لتذهب إسرائيل إلى الجحيم

الدورز في الجيش والأراضي المحتلّة

يعلق الكيان المؤقت في التشرذمات المتعددة على خلفية التوجهات والايديولوجيات والقوميات المختلفة والمتناقضة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عام 1948 والجولان السوري المحتل. كما أنّ الاحتلال وعلى الرغم من محاولاته كي وعي العرب من الفلسطينيين والسوريين و"دمجهم" ضمن النسيج "الإسرائيلي" – من خلال منحهم البطاقات الزرقاء أو تجنيدهم في الجيش - إلا أنّ هؤلاء لم ينسلخوا عن هويتهم الحقيقية، وظلوا في كلّ مرّة يعبّرون عن انتماءهم لهويتهم ونبذهم لـ "إسرائيل".

عادت قضية الدروز من الفلسطينيين والسورين في الأراضي المحتلّة الى الواجهة من جديد، بعد سلسلة من الأحداث في الفترة الأخيرة. فقد انتشرت مقاطع لجنود دروز في جيش الاحتلال وهم يعبّرون عن رفضهم لممارسات واعتداءات الجيش في الضفة الغربية وقطاع غزّة. وقد ظهر 3 جنود في فيديو يقولون فيه "الله مع جنين وفلسطين"، و"لتذهب إسرائيل إلى الجحيم"، وهم يرتدون بزّاتهم العسكرية خلال خدمتهم في مركز نقل تابع للجيش جنوب فلسطين المحتلّة.

كذلك عبّر عدد من العرب الدروز داخل تلك الأراضي المحتلّة عن استيائهم الشديد من أبناء طائفتهم الذين يخدمون في الجيش ويشاركون في الحروب ضد المقاومة والشعب الفلسطيني، لاسيما في غزّة. في هذا الإطار، قال الفلسطيني الدرزي زاهي عليا – هو قريب أحد الدروز المسؤولين في الجيش - في حديثه مع وكالة الصحافة الفرنسية، " أنا أتألم لما يجري لشعبي في قطاع غزة. هم أهلي وإخوتي وأنا واحد منهم، أنا فلسطيني عربي أنتمي إلى هذا الشعب المضطهد". وأضاف "أنا أقف مع أبناء شعبي الذين وقع عليهم ظلم ويعيشون تحت القصف في قطاع غزة بسبب التعنت الصهيوني الذي تدعمه أميركا". وكان عليان من بين الفلسطينيين المشاركين في مظاهرة في مدينة حيفا تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزّة عام 2014.

واقع العرب الدروز في الأراضي المحتلّة

يعيش في الأراضي المحتلّة حوالي 130 ألف درزي عربي تعاني قراهم من مصادرة أراض ومنع تراخيص للبناء، ومن التوسّع الاستيطاني. فرض الاحتلال عليهم، عكس الفلسطينيين الآخرين، التجنيد الالزامي في الجيش منذ العام 1956. وكلّ من يرفض الخدمة من أبناء هذه الطائفة يتعرّض للاعتقال لفترة تتراوح بين عدد من الأشهر وتصل الى 3 سنوات. فيما يلجأ بعضهم للتهرّب الى الادعاء بالإصابة بحالة صحية جسدية أو عقلية نفسية.

بالإضافة الى ذلك، يتعرّض العرب الدروز الى تمييز في القبول في الوظائف والجامعات كما أنهم يتعرضون لمضايقات في قبولهم في العمل وفي مساكن الجامعات ومجالات أخرى.

الاحتجاجات في الجولان المحتل

على إثر تكثيف الاحتلال للمشاريع الاستيطانية منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق لما يسمى "صفقة القرن" التي تزعم السيطرة الكاملة للاحتلال على الجولان السوري المحتل، تواصل حكومات الاحتلال منذ العام 2018 ببناء مزيد من البؤر الاستيطانية.

أخيرًا تدفع حكومة بنيامين نتنياهو اليمينة المتطرفة الى البدء بمشروع مزرعة رياح تهويدي. اذ إنّ هذا المشروع سيمنع السكان من العرب الدروز في الجولان من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها. كذلك يمنح هذا المشروع مزيد من سيطرة الاحتلال على المنطقة المحتلّة وفرض تغيير ديموغرافي جديد. ناهيك عن التداعيات السلبية للتوربينات الهوائية على صحة السكان.

خرج العرب الدروز في هضبة الجولان في مظاهرات رافضة للمشروع، وسط وقوع اشتباكات مع شرطة الاحتلال التي أرادت قمع هذه المظاهرات مستخدمة الرصاص المطاطي، والقنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه، فيما أضرم المتظاهرون النار بموقع تابع للشرطة. أدت الاشتباكات الى وقوع حوالي 30 إصابة في صفوف الدروز.

انسحب الاحتجاج على مشروع التوربينات الى صفوف الجنود، الذين "غادروا قاعدة ماتشافا ألون عسكرية في أعقاب الاحتجاجات". وعلّقت القناة 11 العبرية أنّ ذلك جاء "استمرارًا للاحتجاج الدرزي والشعور الشديد بالإهانة لدى الجمهور الدرزي في مواجهة ما يسمونه تمييزًا". في المقابل، يتعنّت وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير على تمرير هذا المشروع زاعمًا "الأعمال في الجولان ستستمر حتى عشية عيد الأضحى، وستتوقف في العيد، وستستمر بعد ذلك مباشرة".  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور