هل يتحرك الاحتلال عسكريًا تجاه الخيمتين؟

قرية الغجر الحدودية

نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية حالة الانقسام في جيش الاحتلال حول خيارات التعامل مع الخيمتين التابعتين لحزب الله عند منطقة "الغجر" الجنوبية الحدودية. يصبح الانقسام أكثر جديّة حين يُطرح خيار التحركي العسكري مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات الحزب الصاروخية. وتابعت الصحيفة أنّ الذين لا يؤيدون الخيار العسكري إنما ينظرون على أنّ السيد حسن نصر الله "هو الزعيم الأكثر قدرة على الردع الذي تواجهه إسرائيل"، بالإضافة الى قدرة الحزب على إلحاق الضرر بالجبهة الداخلية.

المقال المترجم:

هناك نقاش مستمر في قيادة الجيش الإسرائيلي حول ما إذا كان اندلاع اشتباكات كبيرة مع حزب الله أمرًا حتميًا ومتى، وما إذا كان سيكون من الذكاء شن ضربة استباقية أو يكون من الأفضل تأخير النزاع لأطول فترة ممكنة.

نوايا حزب الله هي محور الاهتمام في المستويات العليا للدفاع (وزارة الحرب)، حيث ينظر الجيش الإسرائيلي إلى أكثر من 150 ألف صاروخ لحزب الله على أنها تهديد أكبر على المدى القريب، وهناك نقاشات بالوكالة لهذه القضية الكبرى.

في الوقت الحالي، يناقش كبار قادة الجيش الإسرائيلي ما إذا كانوا سيستخدمون القوة لإزالة موقع غير مهم نسبيًا (من حيث الحجم) وعديم المعنى (من حيث الخطر) المكون من خيمتين تتسللان إلى الأراضي الإسرائيلية في الجبل المتنازع عليه. منطقة دوف (الغجر اللبنانية) - وفي حالة استخدام القوة، ما مقدارها ومتى؟

اتفق جميع كبار الضباط تقريبًا على أن محاولة إقناع حزب الله بإزالة الخيمتين باستخدام الدبلوماسية من خلال اليونيفيل كانت الخيار الأفضل في البداية. لكن بعد مرور أسابيع، بدأ يدور الحديث كبار ضباط الجيش الإسرائيلي حوب خيار إنهاء هذه المسألة بسرعة بالقوة، ودون مزيد من التأخير. حتى أن البعض أشار إلى "جيروزاليم بوست" أن العملية كان من المقرر إجراؤها الأسبوع الماضي، لكن من الواضح أنهم لم يفزوا بالمناقشة بعد.

إن مواجهة حزب الله في مسألة الخيمتين هي الأكثر منطقية؟

هاتان المسألتان مترابطتان تمامًا.  بالنسبة لأولئك الذين يرون أن الحرب مع حزب الله حتمية، وستأتي عاجلاً وليس آجلاً، والذين يفضلون توجيه ضربة استباقية، فإن مواجهة حزب الله بسبب الخيمتين عاجلاً أمر منطقي للغاية. إنهم لا يرون خوفًا من اندلاع حرب غير ضرورية عن طريق الخطأ، لأن هؤلاء القادة يميلون إلى افتراض أن حربًا أكبر هي مجرد مسألة وقت وليس إذا. في هذه الحالة، فإنهم يفضلون أن تأخذ إسرائيل زمام المبادرة وتهيئ ساحة اللعب وتكون قادرة على الاستفادة من المفاجأة.

لماذا سيكون من المهم للغاية بالنسبة لبعض المسؤولين العمل الآن ضد الخيمتين والشروع في عمل أوسع ضد حزب الله؟

قال قائد المنطقة الشمالية، أوري جوردون إنه في الأيام الأولى من الحرب القادمة مع حزب الله سيكون الأخير قادرًا على إطلاق حوالي 4000 صاروخ يوميًا على شمال إسرائيل، بما في ذلك حيفا وطبريا ومواقع رئيسية أخرى.

علمت صحيفة The Post أن الأرقام يمكن أن تكون أعلى في البداية. قال جوردون إنه حتى بعد مدّة طويلة من استمرار صراع، يمكن لحزب الله أن يحتفظ بمعدل إطلاق 1500 إلى 2000 صاروخ في اليوم.

لإعطاء القراء سياقًا لهذه الأرقام، فإنّه خلال حرب غزة 2014، قال الجيش الإسرائيلي إن حماس أطلقت حوالي 4500 صاروخًا على إسرائيل خلال فترة الخمسين يومًا، أي بمعدل حوالي 90 صاروخ يوميًا. وفي أيار / مايو الماضي، تمكنت حركة الجهاد الإسلامي في غزة من إطلاق 1234 صاروخًا على إسرائيل في أربعة أيام، أو ما معدله 308 صواريخ يوميًا.

يعتقد قادة الجيش الإسرائيلي الذين يريدون توجيه ضربة بشكل استباقي أن قدرة حزب الله على إطلاق 4000 صاروخ أو أكثر بشكل أولي يمكن أن تنخفض.

تدرك الصحيفة أن اختراق استخبارات الجيش الإسرائيلي لحزب الله وتخطيط أسلحته أعمق عدة مرات مما كان عليه في عام 2006. يجادل بعض هؤلاء الضباط الكبار بأن إزالة الخيمتين بثقة قد تردع حزب الله عن الحرب. في المقابل، يرى قادة آخرون في الجيش الإسرائيلي أن زعيم حزب الله حسن نصر الله هو الزعيم الأكثر قدرة على الردع الذي تواجهه إسرائيل.

في حين أن قادة الجيش الإسرائيلي الذين هم على يقين من أن الحرب لا مفر منها يأخذون كل إرسال نصر الله لعنصر لتنفيذ عملية في "مجيدو"، وإطلاق الصواريخ من لبنان كإشارات على أنه مستعد حقًا للحرب.

يشعر قادة الجيش الإسرائيلي بالقلق بسبب قدرة حزب الله على إلحاق الضرر بالجبهة الداخلية الإسرائيلية أكثر من أي وقت مضى. فحتى لو "انتصرت" إسرائيل عسكريًا، فإنهم يعتبرون المخاطرة التي قد تؤدي إلى حرب عامة خطأ جسيم.


المصدر: جيروزاليم بوست




روزنامة المحور