السبت 28 أيلول , 2024 02:00

الإمام الخامنئي عن الجريمة الإسرائيلية: حماقة لن تضعف حزب الله المنتصر

المجمع المدني السكني الذي استهدفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية

في أعنف هجوم إسرائيلي جوي منذ بدء العدوان على لبنان، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الـ 27 من أيلول / سبتمبر 2024، 10 غارات وحشية (بواسطة 83 قنبلة زنة طن) على مجمع سكني مدني في الضاحية الجنوبية لبيروت، بذريعة استهداف المقر المركزي لقيادة المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله. وقد شكّلت الغارات حزاما ناريا أحدث دويا هائلا تردد صداه في مختلف مناطق العاصمة وحتى في المناطق القريبة منها، وأثار حالة من الرعب لدى المدنيين، وخلف دمارا كبيرا، حيث سويت حوالي 7 مبان بالأرض وارتفعت أعمدة الدخان من المكان.

ويعتبر هذا العدوان الجوي الأخير، هو السادس من نوعه على الضاحية، بعد اغتيال الشهيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والشهداء القائدان الجهاديان الكبار في حزب الله، فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل، مع مجموعة من قادة قوة الرضوان الخاصة العسكرية، واغتيال قائد الوحدة الجوية الشهيد إبراهيم قبيسي، ومحاولة اغتيال القائد الحاج علي كركي.

لكن لم تكتف إسرائيل بكل ما حصل، لتلجأ من بعدها الى حملة ترهيب نفسية ضد البيئة الشعبية الحاضنة للمقاومة، من خلال تهديد عدة أحياء في الضاحية الجنوبية بالقصف لدفعهم للإخلاء والتشرّد، وتنفيذ حملة قصف جوي بأكثر من 140 غارة لأهداف زعم جيش الاحتلال بأنها تعود لحزب الله في الضاحية وفي غيرها من المناطق.

وبالعودة الى الهجوم الأساسي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان متلفز بأن جيش الإحتلال نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي لـ"منظمة حزب الله في الضاحية". في حين أفادت إذاعة الجيش بأن الهدف كان مقر هيئة أركان الحزب، وأن المستهدف الرئيسي هو الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.

ومع تضارب الروايات الإعلامية حول مصير نصر الله، لجأ الكيان الى حرب نفسية أخرى مؤكّداً فيها استشهاد السيد نصر الله ونجاح عملية الإغتيال، فيما لم يصدر حتى اللحظة أي بيان من الحزب، بما يوحي أن المقاومة تتعمّد إشاعة الغموض البنّاء، لإفشال الأهداف الإسرائيلية النفسية، تحضيراً لمرحلة ما بعد الاعتداء في المنطقة كلّها، والتي ستكون بالتأكيد مختلفة جداً عما قبلها، بالشكل والزخم.

وفي سياق متّصل، أظهرت المقاومة في لبنان مرونتها الميدانية بشكل لافت، حينما استطاعت المحافظة على زخم جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجبهة الدفاع عن لبنان، من خلال استكمال مسار تصعيد العمليات الهجومية الصاروخية، والتي وصل بعضها الى مستوطنات في الضفة الغربية لأول مرة، وبهذا أفلشت الهدف الرئيسي لاعتداءات الكيان المؤقت، وعلى الجميع انتظار المرحلة المقبلة وما قد تحمله من متغيرات.

الإمام الخامنئي: مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله المنتصر

وفي خطوة لافتة بالمضمون والتوقيت والطريقة، أصدر قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بياناً حول الجريمة الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، مضيفاً الغموض البنّاء حول مصير السيد نصر الله، أكّد فيه على ما ذكره منذ أيام، بأن حزب الله يمتلك بنية صلبة لن تستطيع إسرائيل التأثير عليها، وبأن الحزب سيخرج في نهاية الأمر منتصراً، وسيحدد مع باقي قوى المقاومة مصير المنطقة.

وهذا نص البيان:

"إنَّ مجزرة الشعب الأعزل في لبنان، من جهة، قد كشفت مرة أخرى عن الطبيعة الوحشية لكلب الصهيونية المسعور أمام الجميع، ومن جهة أخرى أثبتت قصر النظر والسياسة الحمقاء لقادة النظام الغاصب. إنَّ عصابة الإرهاب الحاكمة على الكيان الصهيوني لم تتعلم من حربهم الإجرامية التي استمرت لمدة عام في غزة، ولم يدركوا أن القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لا يمكن أن يؤثر على البنية القوية للمقاومة أو يطيح بها. الآن يختبرون نفس السياسة الحمقاء في لبنان.

يجب أن يعلم المجرمون الصهاينة أنهم أصغر بكثير من أن يلحقوا أذىً مهمًا بالبنية القوية لحزب الله اللبناني. جميع قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب حزب الله وتدعمه. إن مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة، وعلى رأسها حزب الله المنتصر. لم ينسَ شعب لبنان أنه في وقت مضى كانت القوات العسكرية للنظام الغاصب تطأ حتى بيروت، وكان حزب الله هو الذي قطع أرجلهم وجعل لبنان عزيزًا وشامخًا. اليوم أيضًا، وبحول الله وقوته، سيجعل لبنان العدو المعتدي والشرير والجبان نادمًا. ومن الواجب على جميع المسلمين أن يقفوا بإمكاناتهم إلى جانب شعب لبنان وحزب الله المنتصر، ويساعدوه في مواجهة هذا النظام الغاصب والظالم والشرير".

لذلك، وانطلاقاً مما ورد في بيان الخامنئي، يمكننا استخلاص النقاط التالية:

_ الجرائم الوحشية الإسرائيلية بحق المدنيين العزّل في لبنان، كما حصل في غزة، تثبت للعالم كلّه طبيعة الكيان الحقيقية، وتثبت عجزه وحماقته في مواجهة قوى المقاومة، عبر لجوئه للقتل الجماعي للإطفال والنساء والمدنيين.

_ على الكيان المؤقت بمسؤوليه ومستوطنيه، أن يعلموا بأنهم لن يستطيعوا إلحاق أذىً مهم بالبنية القوية لحزب الله.

_ التأكيد على وقوف جميع قوى المقاومة في المنطقة إلى جانب حزب الله وتدعمه.

_ التذكير بالتجربة السابقة والفاشلة للإحتلال في لبنان، والتأكيد على أن حزب الله سيكون منتصراُ.

_ دعوة المسلمين بصفة الوجوب الى نصرة ومساعدة "حزب الله المنتصر"، ولذلك سنشهد مرحلة جديدة من المعركة والحرب – بمدى عالمي - لن تكون نتيجتها إلا النصر لمحور المقاومة وشعوب المنطقة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور