الجمعة 21 تموز , 2023 03:22

الجسر البري بين السعودية وكيان الاحتلال: مصر أول المتضررين

الجسر البري بين السعودية وكيان الاحتلال

يروّج كيان الاحتلال لمشروع جسر بري يربط الامارات بميناء حيفا في فلسطين المحتلة مروراً بالسعودية والأردن. وعلى الرغم من تكتم السعودية على الجهود المبذولة للدفع نحو انجاز هذا المشروع، تصر "إسرائيل" على الكشف عن التعاون المشترك بين الجهتين، في ظل المحادثات الجارية لتطبيع العلاقات بينهما، والتي يتوقع وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، ان تثمر نهاية العام الجاري.

يهدف المشروع لربط الخليج مباشرة بالموانئ في فلسطين المحتلة، لتصدير البضائع من الشرق إلى أوروبا، إلى ان يُطوَّر لاحقاً ليشمل حركة السياح والمسافرين. وسيمكّن الربط البري الشاحنات من نقل البضائع مع توفير في تكاليف النقل بنسبة تصل إلى 20% وتوفير في الوقت من عدة أسابيع إلى أيام قليلة.  

ويقوم المشروع، على ان تصل الشاحنات التي تغادر الإمارات إلى ميناء حيفا عبر جسر اللنبي. فيما ترصد هذه الدول عدة ثغرات، منها الخضوع لإجراءات بيروقراطية بما في ذلك تغيير السائق واللوحات والانتظار الطويل.

قدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخطة إلى المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين. فيما تولى مسؤولون أميركيون مهمة الترويج للمشروع في الدول المعنية، مع جهود في توسيع نطاق عمله ليشمل البحرين وعمان.

سيعتمد الجسر البري على الطرق الحالية، لكنه سيتطلب صيانة بعض الممرات بالإضافة إلى رصف أجزاء معينة. كما ستتطلب الخطة من الأطراف المعنية بالاتفاق توحيد الشاحنات حتى يتمكنوا من التنقل والاتفاق أيضاً على رخص القيادة للسائقين الذين سيسمح لهم بالتحرك على طول المسار دون تأخير.

تكمن خطورة هذا المشروع في توفير فرصة لكيان الاحتلال لإحكام قبضته على مساحة واسعة من مسار الاقتصاد العربي، مع تأكيد وزارة الخارجية الإسرائيلية على ان المشروع "سيعزز المشروع الربط بين إسرائيل ودول المنطقة في مجالات النقل والبنية التحتية والمعلومات".

كما يعترف كيان الاحتلال في وثيقة لدى وزارة خارجيته، ان هذا المشروع أصبح ممكنا بفضل توقيع اتفاقيات التطبيع والالتزام الأميركي بتوسيع الشراكة مع هذا الكيان في المنطقة.

في الوقت نفسه، يواصل الأمريكيون الترويج لخطة لربط الخليج بالكيان ومن هناك إلى أوروبا، لكن هذا مشروع سيستغرق سنوات لتنفيذه، في حين أن الربط البري يمكن أن يبدأ تشغيله في وقت قصير.

وفي تعليق لكوهين على المشروع، أشار إلى ان الهدف الأول هو "زيادة المشاريع الإقليمية التي من شأنها تعزيز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط". مضيفاً "مشروع ربط بري إقليمي يغير قواعد اللعبة بين دول الخليج وإسرائيل من شأنه رفع مستوى التجارة العالمية في الشرق الأوسط، وتحسين مكانة إسرائيل كمركز لنقل البضائع من الشرق الأقصى إلى العالم الغربي، وتسليط الضوء على دور الولايات المتحدة في المنطقة".

مصر أول المتضررين

تستمر السعودية إضافة للإمارات بتقديم مصالح كيان الاحتلال على مصالح دول المنطقة، خاصة الدول العربية فيها. اذ يهدف المشروع إلى التخلي عن النقل البحري وتحديداً المرور عبر قناة السويس.

تضرب الأزمة الاقتصادية في مصر مختلف القطاعات، وتسببت في انهيار سعر صرف العملة مقابل الدولار. ويعول المصريون على قناة السويس كإحدى الوسائل التي تؤمن إيرادات مهمة من العملات الصعبة.

وكانت حركة الملاحة المصرية قد سجلت في كانون الثاني/يناير عام 2023، "أرقاماً قياسية جديدة وغير مسبوقة على صعيد إحصائيات العبور اليومية، محققة أعلى معدل عبور يومي في تاريخ القناة، بعبور 107 سفن من الاتجاهين دون انتظار، بإجمالي حمولات صافية قدرها 6.3 مليون طن".

مقابل أمل المصريين بتعافي اقتصادهم شيئاً فشيئاً في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وصعوبة التوصل إلى التعافي قريباً، تبرز اهتمامات الرياض وأبو ظبي في مكان آخر، مع سعيهم الدائم لتوطيد العلاقة مع كيان الاحتلال.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور