الجمعة 25 آب , 2023 10:57

ماهر الأخرس.. مواجهة الاحتلال بالأمعاء الخاوية وخيار محور المقاومة

الأسير ماهر الأخرس

"جوابي دائماً للاحتلال، حرّيتي أو الشهادة"، بهذا الموقف الواضح، حضر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في جنين، ماهر الأخرس، في ساحات مواجهة الاحتلال. فمرّة تكلّم باسم المقاومة وأيّدها، ومرّة ثانية رفع صوت الشعب الفلسطيني في مختلف القضايا ضد ممارسات كيان الاحتلال، ومرّة ثالثة كان وجهاً الى وجه أمام الاحتلال في سجونه.

الأمعاء الخاوية.. سلاح الأخرس في مواجهة الاعتقال

في الثالث والعشرين من شهر آب/أغسطس 2023، وضمن حملة اعتقالات واسعة شنّها الاحتلال في مناطق عديدة من الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال القيادي الأخرس، ليبدأ الأسير الأخرس معركة الأمعاء الخاوية للمرّة الثانية، إذ أعلن عن إضرابه عن الطعام فور اعتقاله، رغم وضعه الصحي قبل الاعتقال.

خاض الأسير الأخرس، معركته الأولى ضد الاعتقال الإداري في العام 2020، واستمر بها لمدّة 103 أيّام. فقد اعتقل الاحتلال الأخرس  بتاريخ 27 تموز/ يوليو، ولم يطلق سراحه الا بعد إصرار الأسير على الاستمرار في الإضراب عن الطعام، وتدهور وضعه الصحي، في 26 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه. 

وكان الاحتلال قد اعتقل الأخرس في معتقل "حوارة"، حيث بدأ الإضراب، ثمّ نقله لاحقاً الى سجن "عوفر"، حيث حكم عليه بالاعتقال الإداري.

الأسر منذ الشباب

لم تكن هاتان التجربتان هما الوحيدتان في حياة القيادي الأخرس، بل إنّ تجربة الأسر بدأها منذ أن كان في الثامنة عشر من العمر، إذ اعتقلته قوات الاحتلال حينها لمدّة 7 أشهر عام 1989. كذلك اعتقل الاحتلال الأخرس عام 2004 لمدّة سنتين.

أمّا في العام 2009، فقد خاض الأخرس تجربة الاعتقال الإداري، استمرت سنة و4 أشهر. ثمّ مرّة أخرى في العام 2018 لمدّة 11 شهراً.

ليكون الاعتقال في العام 2023، هو السادس، ومفصليّ بسبب الظروف في الضفة الغربية، حيث تتصاعد المقاومة في مختلف المناطق منذ العام 2021، وفي ظل تكثيف الشباب الفلسطيني للعمليات في نقاط التماس مع الاحتلال وسط تحقيق القتل والإصابات. الى جانب وصول حكومة، يشكّل فيها اليميني المتطرّف ايتمار بن غفير "رأس الحربة"، ويشنّ منذ تسلّم الحكم أواخر العام 2022، عدواناً ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وضد الأسرى في السجون على وجه الخصوص.

مواقف الأخرس من المقاومة والأسرى

وفي هذا السياق، سجّل القيادي الأخرس قبل اعتقاله الأخير مواقف عدّة تتعلّق بالمقاومة وبالموقف من اليمين المتطرّف. اذ شدّد أنّ "الإجرام الصهيوني لا يختلف يمينه عن يساره"، لكن مع وصول اليمين المتطرّف فـ "المشهد أوضح".

يعتقد الأخرس في مواجهة هذا الكيان وإجرام تياراته، بالمقاومة كخيار وحيد، ويرفض بشدّة أي مسارات أخرى مثل ما يسمى  "حلّ الدولتين"، أو التسويات والمفاوضات. وأوضح أنه " لا يمكن الحل الوسط بيننا وبينهم"، مضيفاً "ما يُسمّى السلام هو طريق الخدمة لهذا الاحتلال، وهي طريق الفشل، وهي طريق دعم قتل الفلسطيني.. كل شعب يُريد أن يتحرّر ولا يُمكن أن يتحرّر بالمفاوضات والكلام الفارغ". 

وأكدّ في مسألة المقاومة، أنّ "الشعب الفلسطيني يحمل السلاح في وجه هذا المُحتل المجرم ولا يُمكن أن يُلقي السلاح، سنبقى ثابتين، لن نُطيع لا رئيس ولا أيّ حكومة عربية ولا المجتمع الدولي ولا مجلس الأمن بأن نُسلّم سلاحنا لهذا الاحتلال ونبقى نذوق منه الويلات والقتل والكُلّ ينظُر إلينا".

ومن موضع العارف بتجرية الأسر وانتهاكات الاحتلال ومصلحة سجونه، يعتقد الأخرس أنّ الخلاص الوحيد لكل الأسرى هو "بخطف المزيد من ضباط وجنود الاحتلال والتبادل"، أو أن "يكون خلاصهم كما خلصوا من جنوب لبنان ودخل عليهم رجال حزب الله وقلعوا عليهم هذه الأبواب وهذه السجون".

العلاقة مع محور المقاومة.. فهم الأخرس للمعادلة

انطلاقاً من التمسّك بفلسطين ومقاومتها، فإنّ القيادي الأخرس له مواقف متميّزة من المحور الداعم للقضية الفلسطينية. وقد ظهر في أكثر من مناسبة وبرفقته صورة قائد قوّة القدس في حرس الثورة الإسلامية، الشهيد قاسم سليماني، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وحول الثورة الإسلامية في إيران، شدّد الأخرس، أنه "مَن لم يؤيّد إيران ويُؤيّد خيار إيران الثورة الإسلامية التي قادها الخميني وتِبعه كل قادة الثورة الإسلامية في إيران لا يفهم المعادلة، هذه المعادلة التي وضعها الله في شعب إيران وفي قادة إيران من أجل النَيل من هذا الاحتلال"، و"لا يُمكن أن نغمض عنها، هؤلاء القادة الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل فلسطين.. و دماؤه تفضح سياسة الاحتلال ومَن تعاون مع الاحتلال".

أمّا عن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، فإنّ الأخرس يرى فيه "عنوان للمقاومة وقبله السيد عباس وقبله كل القادة الذين ساروا على نهج المقاومة". كما شدّد أنّه بثبات السيد نصر الله وعزيمته يتحقّق النّصر.

كذلك، يقدّر الأخرس الموقف الثابت لسوريا ورئيسها بشّار الأسد، إذ قال إنّ "الجيش السوري وسوريا وحافظ الأسد وإبنه بشّار الذين ساروا على درب المقاومة وحموا المقاومة الفلسطينية التي بقيت حاملة للسلاح ولم تُطبّع مع هذا الاحتلال ولم تعترف بهذا الاحتلال نُحيّيهم على هذه المواقف".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور