الاعدامات في السعودية: أعداد الضحايا مرشحة إلى الارتفاع

أكدت منظمة العدل الدولية أن السعودية قامت بإعدام 100 شخص منذ أول العام الجاري، بينما ينتظر عدد آخر -بينهم دون 18 عاماً- دورهم. وفي الوقت الذي تحاول فيه الرياض التعتيم على الجرائم الإنسانية التي تمارسها على المدنيين، مستخدمة البروباغندا الإعلامية والغسيل الرياضي، إلى جانب ممارسة سياسة الالهاء بما تقدمه هيئة الترفيه، تسجل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية أعداد الضحايا كمصير أسود لم يستطع ولي العهد الخلاص منه بعد.

في أيار/ مايو الماضي، أكدت هيئة حقوق الإنسان السعودية في رسالة إلى منظمة العفو الدولية أن "تطبيق عقوبة الإعدام على الأحداث في جرائم التعزير قد ألغي تماماً"، إلا أن ذلك لم يطبق. اذ ينتظر 7 شبان دورهم بالقتل التعزيري، على الرغم من ان العقوبات التعزيرية ليست ثابتة في الشريعة أو الفقه الإسلامي، وبالتالي فإن حجم العقوبة متروك لتقدير القضاة.

في عام 2018، أدخلت السعودية قانون الأحداث الذي حدد عقوبة قصوى بالسجن لمدة 10 سنوات لأي شخص دون سن 18 عاماً يدان بجريمة التعزير. كما منع أمر ملكي صدر عام 2020 القضاة من فرض أحكام إعدام تقديرية على الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً وقت ارتكاب الجريمة التي أدينوا بها. لكن القرار لم يصمد طويلاً وانهار مع أول اعدام بعد عدة أشهر.

تعليقاً على وصول عدد الضحايا إلى المئة، وسط توقعات بارتفاع أعدادهم خلال الفترة الماضية، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مرايف، ان "موجة القتل التي تشنها السلطات بلا هوادة تثير مخاوف جدية على حياة الشبان المحكوم عليهم بالإعدام والذين كانوا تحت سن 18 عاماً وقت ارتكاب الجرائم".

مشيرة إلى ان "السعودية هي واحدة من أكثر الدول تنفيذاً لعقوبة الإعدام في العالم. وقد وثقت المنظمة العديد من الحالات التي حكمت فيها السلطات على أشخاص بالإعدام بسبب أي شيء يتراوح بين بضع تغريدات وجرائم تتعلق بالمخدرات في أعقاب محاكمات بالغة الجور لم تف بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان. وتضيف مرايف، انه خلال شهر آب/ أغسطس، أقدمت الرياض على إعدام 4 أشخاص أسبوعياً.

وتنشر وكالة الأنباء السعودية (واس) تقارير منتظمة عن عمليات الإعدام، وأكدت هذا الصباح وقوع 100 شخصاً نفذت عملية الإعدام هذا العام. قد يكون العدد الحقيقي لعمليات الإعدام أعلى في ضوء عدم الإبلاغ عن العدد الفعلي لعمليات الإعدام في عام 2022.

اذ سجلت منظمة العفو الدولية 196 عملية اعدام خلال عام 2022، وهو أعلى عدد سنوي لعمليات الإعدام التي سجلتها المنظمة في المملكة خلال السنوات الثلاثين الماضية.

وتستمر المحاكم في إصدار أحكام منتظمة على الأشخاص بالإعدام. في يوليو/تموز 2023، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية على محمد الغامدي بالإعدام لمجرد تغريدات انتقد فيها السلطات السعودية. وقال شقيقه، ناصر، لمنظمة العفو الدولية إن حكم الإعدام كان عملا انتقامياً من آرائه السياسية.

أخيراً، سلّط تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الضوء على الأموال التي تنفقها السعودية لشراء نجوم كرة القدم في صفقة وصفتها بـ "الغسيل الرياضي". وقالت انه اذا كان الهدف من ذلك تحسين صورة المملكة فإنه "لم ينجح... أفضل دليل على هذا الفشل أنه مع كل إعلان تقريباً عن استثمار صندوق الاستثمارات العامة في دوري، أو شراء فريق، أو الكشف عن عقود ضخمة لنجوم كرة القدم، تتكرر تفاصيل انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية". مشيرة إلى انه على الرياض القيام بالمزيد لأجل محو هذا السجل وإلا سيصبح ولي العهد مجرد "مدير حلقة في سيركه الخاص".