الجمعة 22 أيلول , 2023 11:46

أزمات جيش الاحتلال: سرقة دبابة من قاعدة عسكرية وبيعها خردة

دبابة اسرائيلية

الواقع أن قضية السرقة في جيش الاحتلال هي مشكلة قديمة يغرق فيها الإسرائيلي، لكنّ اللافت هذه المرة أن ما سُرِق هو دبابة كاملة، وتمت سرقتها من قاعدة عسكرية إسرائيلية للتدريبات في المنطقة الشمالية. صحيح أنها دبابة متروكة للتدريب ولم تعد صالحة للاستخدام، إلا أنه يمكن الاستفادة منها لبيع الحديد. وعليه، فتحت شرطة الاحتلال تحقيقًا مشتركًا مع جيش الاحتلال حول ملابسات القضية، وأَبلغ ممثل من قبل وزارة أمن الاحتلال الشرطة عن السرقة، وبدأ محققون من لواء الساحل التحقيقات، وتمكنوا من العثور على الدبابة في ساحة خردة.

حسب التحقيقات الأولية حول ظروف الحادث، فإن الحديث يدور عن دبابة من طراز "ميركافا 2" خرجت من الخدمة قبل سنوات طويلة، ولا تحتوي على وسائل قتالية، وأجهزتها غير فعالة، وكانت موضوعة في منطقة إطلاق نار مفتوحة للمتنزهين، واستُخدمت كمركبة ثابتة لتدريب الجنود. ويُذكر أن نشطاء في الاحتجاج ضد "التعديلات القضائية"، وهم عسكريون في الاحتياط، كانوا أقدموا قبل ستة أشهر على سرقة مدرعة شاركت في حرب "يوم الغفران"، من موقع في الجولان المحتل، وذلك كجزء من الاحتجاجات ضد "التعديلات القضائية"، حيث وضعت على المدرعة "وثيقة الاستقلال".

على خطّ آخر متعلّق بمشاكل الجيش، قال وزير الأمن ورئيس الأركان سابقًا، شاؤول موفاز، في الذكرى الخمسين لمؤتمر حرب "يوم الغفران" في الكلية الأكاديمية نتانيا، إن "بعض قادتنا يواصلون التباهي وتهديد أعداء إسرائيل. خطيئة الغطرسة لم تختف. ولم نتعلم بعد أنه بدون الوحدة الداخلية فإننا ندمر ما بنيناه في بلدنا منذ 75 عاما". وفي حديث للقناة 12، أوضح موفاز أن "المستوى السياسي يقسم الشعب اليوم، والحكومة الحالية تضر بالجيش. من دون الطيارين لا يمكن أن ننتصر في الحرب، ومن دون سلاح جو كامل لا يمكن أن ننصر في الحرب. ومن دون عناصر الاحتياط ليس لدينا القوة الكافية لنقل الحرب إلى أرض العدو".

ووسط التوترات المُتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك تحدٍ أمام الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية وهو الفصل بين الساحات المختلفة. وقالت الصحيفة إن التنظيمات (الفلسطينية) تحاول الربط بين الساحتين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وقطاع غزة، من خلال التحريض والإعلانات، وفي المؤسسة الأمنية، يقاتلون بقوة أكبر للحفاظ على الفصل بين الساحات قدر الإمكان، والهدف أيضا هو فصل شمال السامرة (الضفة) عن بقية (مناطق) الضفة، وخلق تمايز بين مخيمات اللاجئين المختلفة. وأضافت الصحيفة: "فيما يتعلق بالمؤسسة الأمنية، فإن السبيل للحفاظ على الفصل بين الساحات هو تعزيز السلطة الفلسطينية في الأماكن التي تكون فيها ضعيفة، وتقوية الاقتصاد وحرية العمل للفلسطينيين، من خلال توسيع تصاريح العمل، إضافة إلى عمليات الاعتقال التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على أساس المعلومات الاستخبارية".

بسبب تصاعد الخطاب "التهويلي" على الجيش، يبدو أن حكومة نتنياهو تحاول منع إيصال رسائل خارجية وداخلية ضدّ رواية تراجع كفاءة الجيش. ثمة رمزية أو دلالة مثلًا لتوقيت الكشف عن الأدوات والخطوات التنفيذية لخطة رئيس أركان الاحتلال، خلال زيارة نتنياهو لنيويورك، إذ ذكر موقع "واللا" الإلكتروني أن خطة جيش الاحتلال متعددة السنوات، من المتوقع أن يُجمل تفاصيلها قريبًا رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي، ستتضمن من بين جملة أمور: تحسين مواقع وقواعد التدريب؛ شراء طائرات إف 35، وإف 15 إضافية؛ إقامة مدارس إعدادية ما قبل عسكرية جديدة؛ تحسين المواقع القديمة للجيش الإسرائيلي على الحدود المختلفة؛ تطوير وأبحاث ذكاء اصطناعي؛ إقامة منظومات كهرباء طاقة شمسية مستقلة للجيش الإسرائيلي، وتطوير منظومة الليزر "ماغِن أور" (درع ضوء).


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور