السبت 25 تشرين ثاني , 2023 12:53

أمريكا تخاطر بقواتها في العراق وسوريا

من إحياء يوم القدس العالمي في العراق عام 2023

لم تستفد الولايات المتحدة الأمريكية من هجماتها واعتداءاتها مطلع هذا الأسبوع، أي شيء يذكر، في وقف ومنع أو تخفيف هجمات المقاومة الإسلامية في العراق ضد قواعدها العسكرية. فعلى ما يبدو لا تزال الإدارة الأمريكية تجهل، بأن من تواجههم من مجموعات وأفراد عراقيين لا يخشون الاستشهاد، في سبيل قضيتهم المركزية: تحرير فلسطين من البحر الى النهر.

فالمقاومة الإسلامية العراقية منذ بدء معركة طوفان الأقصى، وفي إطار تضامنها مع الشعب الفلسطيني وردا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين، نفذت أكثر من 70 عملية استهداف لقواعد تابعة للاحتلال الامريكي في العراق وسوريا، بالصواريخ أو بالطائرات المسيّرة، والتي أصيب خلالها ما لا يقل عن 62 جندياً أميركياً. كما لم تقتصر عملياتها على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا فقط، بل باتت هجماتها تطال أهدافاً لكيان الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، عبر استهداف مدينة أم الرشراش (إيلات).

ولأن ما تقوم به المقاومة العراقية يؤلم الأمريكيين جداً، نفذت قواتهم فجر الأربعاء الماضي، ضربات على موقعين للحشد الشعبي وكتائب حزب الله في العراق، وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية إنها تأتي في إطار الرد على الهجمات المتكررة ضد قواتها في العراق وسوريا. وعلى إثر الغارات الأمريكية، التي حصلت ضد مواقع في منطقة "جرف الصخر" جنوبي غربي بغداد، ارتقى 8 مقاومين تابعين لكتائب حزب الله وضمن صفوف الحشد الشعبي.

لذلك أكد الحشد الشعبي بأن العدوان الأمريكي يستدعي توسيع دائرة الأهداف إذا ‫ما استمر العدو الأميركي بنهجه الاجرامي، مشددا على أن جريمة القصف الاميركي لمقرات الحشد ‫التي ارتقى خلال هؤلاء الشهداء ما مرت ولن تمر دون عقاب.

وهذا ما حصل فعلاً، عندما أفاد مسؤول عسكري أميركي الخميس الماضي، بتعرض قواتهم إلى هجمات جديدة بطائرات مسيّرة وصواريخ في العراق وسوريا. بحيث تعرضت قاعدة عسكرية أمريكية في مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان العراق لهجومين، وقاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار لهجوم بعدة طائرات مسيّرة، في حين استهدفت قاعدة أمريكية في شرق سوريا بالصواريخ.

المقاومة الفلسطينية تحيي المقاومة العراقية

جهود المقاومة العراقية لاقت الترحيب والإشادة الكبيرين من قادة المقاومة الفلسطينية، بحيث وجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التحية لها، خلال كلمة له حول الهدنة قائلاً بأنها تشارك في المعركة بـ"رجولة وشهامة". وكذلك أشاد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بالمقاومين العراقيين قائلاً " نشيد بإخواننا في العراق الذين يضربون القواعد الأمريكي". أمّا الناطق العسكري في كتائب القسام "أبو عبيدة" فقد توجّه بالتحية للمقاومة العراقية واصفاً مقاوميها بإخواننا في العراق الحر.

محلل روسي: أمريكا تخاطر بقواتها

هذا الواقع الذي تواجهه القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ينذر بالتصعيد الكبير ضدها خلال الفترة المقبلة، لا سيما إذا ما استمر عدوانها الذي تنفّذه إسرائيل في قطاع غزة. وهذا ما يتقاطع مع ما قاله محلل الشؤون السياسية والعسكرية الشرق أوسطية الروسي كيريل سيمينوف بأن المشاعر المناهضة لأميركا في العراق قوية، لذلك فمن المتوقع زيادة الضغط على الأميركيين في العراق، الأمر الذي ستنتج عنه إجراءات انتقامية. وتساءل سيمينوف عن حدود التصعيد، الذي من الممكن أيضاً أن يؤدي إلى نشوب صراع مباشر في العراق، وهو العامل الذي قد يجبر القوات الأمريكية على المغادرة.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور