الأحد 17 كانون الاول , 2023 11:21

لماذا تستمر الحرب على غزة؟

بنيامين نتنياهو

ارتكز خطاب المسؤولين الإسرائيليين الموجّه إلى جمهورهم بالدرجة الأولى في معركة طوفان الأقصى على نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين، ومن ناحية أخرى، حول استمرارية الحرب، في ظل تغييب فشل الخطط الإسرائيلية في العملية البرية، عبر تصريحات يضرب بها المتحدثون في المستوى القيادي على وتر خطاب حتمية النصر، وتحقيق الأهداف، متجاهلين عدم قدرتهم على الوصول إلى غايتهم.

تحليل خطاب قادة الكيان حول استمرارية الحرب

- إجماع شامل وتصميم لمواصلة الحرب، حتى تحقيق إنجاز واضح، قادر على تسويق نصر لإسرائيل. مثال على ذلك، تصريح بنيامين نتنياهو: "نحن مستعدون للاستمرار حتى الحسم المطلق".

- عدم الالتزام بأطر زمنية محددة للحرب، مثل تصريح وزير الأمن، يوآف غالانت:"إسرائيل ستقاتل في غزة لعدة أشهر للقيام بعمليات تطهير والقضاء على جيوب المقاومة الإرهابية"، وفي تصريح آخر "سنصل إلى قادة حماس فوق الأرض وتحتها.. العمليات تسير ببطء وتتطلب وقتاً".

- أُسقطت في هذه الحرب المعايير المؤثرة في استمرارية الحرب، كالرأي العام، الأثمان، الخسائر البشرية والعسكرية، الضغط الدولي والشرعية. مثال على ذلك، تصريح وزير الخارجية في الكيان المؤقت إيلي كوهين: "حتى لو انتهى الدعم الدولي، فسوف نستمر في التحرك نحو تحقيق الهدفين اللذين وضعناهما لأنفسنا: تدمير حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن، إسرائيل تحمي الأمن القومي والمواطنين في الشمال والجنوب".

- استمرار الحرب لإنشاء ردع إقليمي، وإزالة التهديدات الأمنية. يظهر ذلك بشكل واضح في تصريح رئيس جهاز الشاباك، رونين بار: "حدد لنا مجلس الوزراء هدفاً، هو القضاء على حماس، هذه ميونخ الخاصة بنا، سنفعل ذلك في كل مكان، في غزة وفي الضفة الغربية وفي لبنان وفي تركيا وفي قطر. قد يستغرق الأمر بضع سنوات، لكننا مصممون على تنفيذه، المسؤولية الأمنية ملقاة علينا، وواجبنا تحقيق الأمن والشعور به".

الخطاب الرسمي التعليلي لاستمرارية الحرب

نقلت قناة "كان" الإسرائيلية بإشارة منها إلى عدم تحديد مدة زمنية للحرب باعتبارها ستطول "التحضير لأشهر طويلة من القتال داخل غزة، على غرار القتال في يهودا والسامرة، وإنشاء فرقة أخرى في فرقة غزة". كما نقلت القناة "12" وموقع "I24" بالاستناد إلى مصدر عسكري أن "الحرب ستستمر ولا نية لإيقافها"، "يحتاج الجيش الإسرائيلي 3 إلى 4 أسابيع إضافية لاستكمال العملية البرية في مدينة خان يونس في قطاع غزة، وإطار زمني مماثل لاستكمال المرحلة الأولى من الحرب، الولايات المتحدة لم تمنح إسرائيل مهلة محددة، لكن واشنطن أبلغت تل أبيب أن الوقت ينفد".

يهدف الخطاب المتداول حول استمرارية الحرب إلى الحفاظ على تسامح الجمهور الصهيوني وما تبقّى من تأييد عالمي لمدة طويلة تجاه سقوط الشهداء الفلسطينيين، بالإضافة إلى أنها رسالة إلى الأميركي الذي قام بتحديد مدة زمنية يلزم بها الإسرائيلي بوقف العدوان، وأخيراً، إدراك الإسرائيلية بصعوبة القضاء على مصدر التهديد، الذي يتمثّل بالصمود الأسطوري لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة، وصمود الشعب الفلسطيني الذي يواجه أبشع صور الإبادة الجماعية من جهة أخرى.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور