أثبت أعداء الجمهورية الإسلامية في إيران بالأمس الأربعاء، أنهم يخشون الشهيد قاسم سليماني أكثر من اللواء قاسم سليماني، من خلال اعتدائهم التفجيري ضد زوار ضريحه، خلال الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاده.
فخلال مراسم وفعاليات إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد الفريق سليماني، التي شهدتها محافظة كرمان، وسط إقبال شعبي كبير على هذه الفعاليات من كافة المناطق الإيرانية. دوى انفجاران إرهابيان خلال المراسم قرب مسجد "صاحب الزمان" في محافظة كرمان حيث ضريح الشهيد سليماني، ما أدى الى ارتقاء 84 شهيداً وإصابة 141 جريحا. انفجاران نجما عن تفجير عبوتين ناسفتين عن بُعد، بشكل مختلف كثيراً عن عمليات تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، وبشكل يشبه كثيراً أسلوب التفجيرات السابقة لجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد. وما يزيد من احتمال مسؤولية الأخير عنها أيضاً، هو حصولها ضمن سياق المرحلة الثالثة لمعركة طوفان الأقصى، التي على ما يبدو بدأت مؤخراً باغتيال الشهيد القائد رضي موسوي في دمشق، ثم باغتيال الشهيد القائد صالح العاروري في بيروت، ثم اعتداء كرمان بالأمس، واليوم الخميس باغتيال القائد في الحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي "ابو تقوى".
الرد الإيراني مؤكّد
وبالعودة الى عملية الاغتيال، فإنها بلا شك ستلقى رداً قوياً وقاسياً من قبل الجمهورية الإسلامية، بحيث ستطال كل شبكة منفّذي الاعتداء ومخطّطيه.
وهذا ما عبر عنه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي في بيانه للتعزية بالشهداء حينما قال: "فليعلموا أنّ جنود النهج الساطع لسليماني لن يتسامحوا مع خبثهم وجرائمهم، فسواء تلك الأيادي الملطّخة بدماء الأبرياء أو العقول المُفسدة الشريرة التي قادتهم إلى هذا الضّلال ستكون من هذه اللحظة هدفاً أكيداً للقصاص والعقاب العادل. فليعلموا أنّ هذه الفاجعة سيعقبها ردّ قاسٍ، بإذن الله".
وتلقى هذه التوصية المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي أوعز إلى جميع أجهزة الاستخبارات في البلاد، بسرعة متابعة الأدلة التي تم الحصول عليها من موقع العملية الإرهابية، والتعرف على منفذيها من المرتزقة. كما شدّد المجلس على وجوب تحديد دور "العقول الفاسدة التي لعبت دائمًا دورًا من خلال دعم الإرهابيين في الاستهداف الأعمى للرجال والنساء والأطفال الأبرياء". موجّها المؤسسات ذات العلاقة لاتخاذ "الإجراءات اللازمة للتنبؤ والمتابعة والتعامل بحزم مع مرتكبي هذه الجريمة ومعاقبة مرتكبيها والداعمين لها بشكل عادل".
أمريكا تسارع الى نفي مسؤوليتها
وكعادة المريب في مسارعته الى نفي تورطه، الذي يتمكن من الحصول على كل الأدلة والمعلومات الاستخباراتية في الكثير من الأحداث التي تحصل في مختلف الأماكن في العالم، بما يخدم مصالحه، إلا أنه يعجز عن ذلك، عندما يعارض ذلك مصلحته ومصلحة تابعيه. نفت الإدارة الأمريكية عبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي علمها بأي تفاصيل حول كيفية حدوث هذا الاعتداء أو من قد يكون وراءه، وأن بلاده ليس لديها دليل على أن إسرائيل تقف وراء انفجارين!!
وعليه فإنه من خلال تصاعد هذه العمليات، وحصولها في ساحات وبلاد مختلفة من محور المقاومة، تزداد المخاطر في جرّ إسرائيل المنطقة برمتها نحو حرب إقليمية، قد تستطيع تحديد بداياتها لكنها حتماً لن تملك النهاية.
الكاتب: غرفة التحرير