صدرت منذ أيام، على خلفية زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأخيرة الى الكيان المؤقت، والتي تبعها زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع كبار القادة العسكريين الأمريكيين، العديد من المؤشرات على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ينتقل الى مرحلة عسكرية جديدة من العدوان على قطاع غزة، تصفها الإدارة الأمريكية بالجراحية. والتي يأملون بأنها قد تستطيع تحقيق الأهداف المستحيلة، التي وضعها بنيامين نتنياهو في بداية المعركة وأبرزها: القضاء على حركة حماس في القطاع، واسترجاع الأسرى من دون قيد أو شرط.
فما هي أبرز المعطيات والتكتيكات التي تم تداولها في الإعلام، والتي قد تشكّل معالم المرحلة الجديدة للعملية العسكرية الإسرائيلية؟
_ بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، فإن المرحلة الجديدة التي يتصورونها، تشمل تشكيل مجموعات صغيرة من قوات النخبة الإسرائيلية (لواء الكوماندوس عوز)، والتي ستتحرك داخل وخارج المراكز السكانية في القطاع، وتنفذ مهام أكثر دقة للعثور على قادة المقاومة الفلسطينية وقتلهم، وإعادة الأسرى الإسرائيليين وتدمير الأنفاق.
كما ذكرت الصحيفة بأن الوزير أوستن خلال زيارته للكيان سيشارك المسؤولين الإسرائيليين التجربة الأمريكية عندما انتقلت من الحرب الواسعة في العراق وأفغانستان إلى عمليات صغيرة (وهي التي فشلت في تحقيق أي هدف استراتيجي بطبيعة الحال).
وقد أشار رئيس جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إلى تطابق خططه الجديدة مع المقترحات الأمريكية خلال إحاطة أمنية قدمها لمجلس وزراء الاحتلال، عندما سأله العديد من الوزراء عن متى سيدمر الجيش الإسرائيلي حماس ويقتل قادتها أو يحقق إنجازاً؟ فأجابهم هاليفي بأن اغتيال قادة حماس سيستغرق وقتًا. وطرح كمثال أن الولايات المتحدة الأمريكية استغرقت 10 سنوات حتى استطاعت تسليم رأس أسامة بن لادن. وهذا ما لاقى استهجان العديد من الوزراء في مقدمتهم إيتمار بن غفير، لكن هاليفي ألمح بأنه بعد عام واحد سيكون جاهزاً للمساءلة حول ما تم تحقيق من أهداف الحرب.
وكان لافتاً قول عضو كابينت الحرب غادي آيزنكوت ورئيس الأركان السابق ومنظّر "عقيدة الضاحية" خلال الاجتماع، أن إسرائيل بحاجة إلى الابتعاد عن القتال العنيف في أسرع وقت ممكن، لتعزيز شرعيتها الدولية، وأن "الجمهور لا يفهم أنه عندما نقول: إسقاط حماس وتدمير قدراتها، فهذا لا يعني أنه لن تكون هناك حماس بعد الآن".
_ بحسب مقال للمراسل العسكري في صحيفة هآرتس "عاموس هارئيل"، فإن الخطط العسكرية الإسرائيلية وضعت لتغيير طبيعة الحرب في غزة خلال شهر، لكن نتنياهو قد يكون لديه خطط أخرى.
أما تفاصيل الخطط بحسب هارئيل فهي:
1)تريد أمريكا إنشاء منطقة عازلة على طول حدود غزة، وبين النصفين الشمالي والجنوبي للقطاع أيضاً.
2)خفض بعض قوات الاحتياط والتحول إلى غارات على مستوى الفرقة. تجري الآن مناورات برية بطيئة، من قبل 4 فرق داخل غزة. وهو ما قد يكون تمهيداً لتولي مجموعات أصغر مهامها وفق مربعات قتالية ومهام محددة. خاصةً أن الإسرائيليون اكتشفوا بأن كتائب القسام قد قامت ببناء نظام غير مركزي للقيادة والسيطرة، مما جعل مقاوميها يستمرون في المواجهة رغم مزاعم جيش الاحتلال بقضائه على التسلسل المحلي لقيادة الكتائب في مختلف المحاور.
3)تتركز المداولات حالياً على مسألة الوقت المناسب لتنفيذ التغيير – في منتصف شهر كانون الثاني / يناير من العام 2024 أو في نهايته.
_ زعم جيش الاحتلال مؤخراً، بأنه يقاتل في مناطق جديدة في أحياء الدرج والتفاح بمدينة غزة، في إطار الانتهار من القتال في منطقة الشمال بالكامل. لكن المجريات الميدانية تؤكّد بأن لم يسيطر فعلياً على منطقة شمالي القطاع، حتى في بيت حانون ومخيم الشاطئ والشجاعية وجبالياً، ما زال يواجه في هذه المناطق مقاومة شرسة يتكبد خلال الكثير من الخسائر.
_ تشير مصادر مطّلعة بأن هناك نية لدى الإسرائيليين في نقل العمليات الى منطقة الوسط وخاصة دير البلح (ربما قبل تغيير التكتيكات خلال كانون الثاني / يناير المقبل).
الكاتب: غرفة التحرير