الإثنين 15 كانون الثاني , 2024 03:58

أوروبا هي الخاسر الأكبر من العسكرة الأمريكية للبحر الأحمر

القوات البحرية الامريكية

تُجمع الآراء من مختلف الجهات، حتى الغربية منها، على أن قرار الإدارة الأمريكية الاعتداء على اليمن، بهدف حماية الشريان الاقتصادي الحيوي لإسرائيل، قد زاد من تصعيد الصراع العسكري في المنطقة، بل ويهدد بتحويل هذا المسطح المائي الاستراتيجي والحيوي بالنسبة للعالم، الى كرة من نار عسكرية، ستكون أمريكا ومن يتبعها من دول، من فريق الخاسرين حتماً، ومن المتسببين بخسارة أي طرف آخر حول العالم.

وهذا ما عبر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه خلال الاحتفال التكريميّ ‏بذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد الجهادي وسام حسن طويل "الحاج جواد" (14-1-2024)، عندما ناقش هدف الإدارة الأمريكية المعلن من تحالفها العسكري الدولي في البحر الأحمر أي "حماية الملاحة البحرية" فقال السيد نصر الله: "الملاحة ‏‏البحرية لم تكن في خطر واليمنيون أعلنوا ذلك، من سماحة السيد عبد الملك إلى إخوانه أنّه نحن لا ‏نستهدف ‏الملاحة البحرية، هناك السفن الإسرائيلية أو السفن الذاهبة إلى فلسطين المحتلة فقط، وكلّ سفن ‏العالم أهلًا ‏وسهلًا تأتي وتذهب وتسرح وتمرح في البحر الأحمر، ما قام به الأمريكي ماذا سيؤدي؟ أولًا ‏سوف يستمر ‏استهداف السفن الإسرائيلية والسفن الذاهبة إلى فلسطين المحتلة، وهذا أقل الردّ اليمني على ‏العدوان ‏الأميركي وأعلنوا هم ذلك ولست أنا من يعلن ذلك نيابة عنهم، لكن الأخطر أنّ ما فعله الأميركي ‏في البحر ‏الأحمر سيضر بأمن الملاحة البحرية كلّها، حتى السفن غير الذاهبة إلى فلسطين، حتى السفن ‏غير ‏الإسرائيلية، حتى السفن التي ليس لها علاقة بهذا الموضوع عندما أصبح البحر الأحمر ساحة قتال ‏‏وصواريخ ومسيّرات وبوارج اختلّ الأمن، فإذا كان هناك نسبة 95% من الأمن للملاحة البحرية العالمية ‏‏الدولية في البحر الأحمر فهؤلاء المستكبرون الأغبياء الحمقى قاموا بتدميره الآن ولن يستطيعوا أن يحموا ‏‏إسرائيل، وكل هذا من أجل ماذا؟ من أجل حماية إسرائيل، من أجل تخفيف الضغط على إسرائيل".

وفي هذا السياق، كان لافتاً وصف العديد من الجهات الغربية وفي مقدمتهم الأمريكية، خطوة الإدارة الأمريكية بعسكرة البحر الأحمر، بالأمر السيئ والخطر للغاية عليها وعلى غيرها من الدول. بل إن بعض الخبراء وصف تصرفها بتعبير ذكي أنها كـ "مشعل الحرائق ورجل الإطفاء"!

ففي أحد مقالات معهد كاتو، تم وصف هذه الخطوة بغير الحكيمة، لأن "عملية حارس الرخاء" التي بدأت في 18 ديسمبر/كانون الأول (2023)، تكلف الولايات المتحدة الكثير. وأضاف المقال بأن نشر السفن والطائرات التابعة للبحرية في البحر الأحمر يكلف دافعي الضرائب الأميركيين تكاليف الوقود والذخائر وغيرها من المواد الاستهلاكية (على سبيل المثال، الأفخاخ الرادارية التي قد يتم نشرها كجزء من العمليات)، ويعرض تلك السفن والطائرات الأميركية لأخطار أكبر.

تداعيات اقتصادية عالمية

من جهة أخرى، من أخطر نتائج العسكرة الأمريكية للبحر الأحمر، هي في التأثير الاقتصادية السلبية على العديد من دول العالم، وخاصة الأوروبية منها (قارة أوروبا هي الجهة العالمية الأكثر اعتماداً على النقل في هذا المسطح المائي).

فعسكرة هذه المنطقة ستمنع شركات النقل البحرية من استخدامها، وهذا ما سيؤدي مباشرةً الى ارتفاع تكاليف نقل البضائع والشحن والتأمين الى معدلات قياسية، بعد استخدام مناطق أخرى للعبور.

وفي هذا الإطار أعلنت غرفة الشحن الدولية أن 20 في المائة من سفن الحاويات في العالم باتت تتحاشى حالياً طريق البحر الأحمر، وتستخدم بدلاً من ذلك الطريق الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، أو ما يعرف بطريق "رأس الرجاء الصالح"، واعترفت قناة السويس منذ أيام، بتراجع عدد السفن العابرة عبرها بنحو 30 في المائة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور