الثلاثاء 30 كانون الثاني , 2024 02:30

المشرق العربي: من التنافس الغربي إلى التنافس الآسيوي

ممر الحزام والطريق الصيني

يبرز في منطقة غرب آسيا مشروعان اقتصاديان مهمان، هما مبادرة الحزام والطريق الصينية منذ إعلانها سنة 2013، ومشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي تمّ الإعلان عنه سنة 2023، وينطوي هذان المشروعان على تنافس بين دولتي الهند والصين على مسرح المنطقة العربية، خصوصاً مع تراخي النفوذ الغربي ومشروعاته المعاصرة في الشرق الأوسط.

في هذا الإطار، نشر مركز الزيتونة للدراسات ورقة علمية بعنوان "المشرق العربي: من التنافس الغربي إلى التنافس الآسيوي"، للكاتب أ. د. وليد عبد الحي. 

الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا

سنورد الخلاصات التي توصلت إليها الدراسة:

- إن أهمية المنطقة العربية لكل من الصين والهند (كأسواق ومصادر طاقة ومواقع امتصاص عمالة كبيرة) يجعل العملاقان الآسيويان أكثر حرصاً على التواجد في المنطقة.

- إن الخلافات الصينية الهندية خلافات عميقة، وقد تدفع لجر المنطقة العربية لروابط سياسية أو اقتصادية أو عسكرية لإدارة الصراع الهندي الصيني، خصوصاً في ظلّ انعدام استراتيجية عربية موحدة.

- قد تعرف منطقة الخليج اضطرابات اجتماعية إذا ما اتخذت دول عربية سياسات غير متوافقة مع توجهات الدولتان الآسيويتان، ويبدو أن هذا الاحتمال مع الهند أعلى منه مع الصين.

- إن احتمالات العسكرة للمنطقة في حال اتساع مصالح البلدين هو أمر غير مستبعد، مما يترك اثاراً على سياسات المنطقة ومستويات استقرارها، خصوصاً إذا ترافق التنافس الآسيوي مع تحالفات غربية مع الهند، وخصوصاً من الجانب الأمريكي في الشرق الأوسط لمواجهة المشروع الصيني.

- إن "إسرائيل" تحاول الاحتفاظ بعلاقاتها مع القوّتين الآسيويتين، وتبدو ناجحة بقدر معقول في هذا الجانب، وهو ما يشكل تحدياً لبعض قوى المنطقة مثل إيران، وسورية، وأجنحة المقاومة العربية الأخرى، وهو ما يستوجب من الطرف العربي دعم التواصل مع المعارضة الهندية لحزب بهارتيا جاناتا، وخصوصاً حزب المؤتمر الهندي، وإبقاء "التواصل" مع التيار الأقل براغماتية في الحزب الشيوعي الصيني للاستفادة من توصياتهما تجاه المنطقة.

- إن الآفاق الاستراتيجية للمشروعين الهندي والصيني تشير إلى احتمالين متضادين هما:

أ. تحويل الصراع في المنطقة من صراع صفري Zero–sum Game إلى صراع غير صفري Non Zero Sum Game، من خلال إدماج "إسرائيل" في قلب المشروعات العربية الآسيوية، وهو ما تسعى له "إسرائيل" وكلاً من الهند والصين طبقاً لمشروعيهما، وهو ما سيوسع دائرة المصالح المشتركة بين أطراف المشاريع على حساب المصالح المتناقضة التي تقع القضية الفلسطينية في صلبها.

ب. فشل الاحتمال الأول يعني تزايد التنافس الآسيوي بين المشروعين الهندي والصيني، مما قد يدفع إلى عسكرة المنطقة وزيادة الاستقطابات الإقليمية للمشروعين، مما يجر المنطقة لصراعات جديدة وعدم استقرار أعلى من مستوياته الحالية، خصوصاً أن الطرف الغربي سيبقى حاضراً في هذه الاستقطابات خلال الفترة المتوسطة القادمة مما يزيد الوضع تعقيداً.

للاطلاع على الدراسة من هنا


المصدر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات




روزنامة المحور