الخميس 01 شباط , 2024 02:45

وقف بايدن لتصاريح الغاز المسال: خيارات أوروبا تنفذ

في قرار وصفه الجمهوريون على أنه "تهديداً للأمن القومي"، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، تجميد الموافقة على إصدار تصاريح جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الخارج. هذا الإعلان الذي يأتي مع بدء حملة بايدن الانتخابية، أثار خلافاً حاداً في أوساط الجمهوريين ولوبيات النفط، وحمل تداعيات هامة على حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين الذين كانوا قد انتقلوا للاعتماد على الغاز الأميركي بعد قطع الامداد النفطي الروسي عنهم.

تأتي المعارضة المتصاعدة في الوقت الذي يتجه فيه بايدن إلى انتخابات رئاسية صعبة دونها الكثير من التحديات، حيث ستكون إمدادات الوقود الأحفوري قضية رئيسية. ويتعين على المرشح أن يستقطب الناخبين الشباب المهتمين بالمناخ. كما يجب عليه طمأنة الحلفاء الأجانب بأن الولايات المتحدة ستظل مزوداً موثوقاً به للوقود الأحفوري الذي يعتمدون عليه.

قال بايدن خلال ترشيحه للولاية الرئاسية الحالية، إنه سينقل الولايات المتحدة بعيداً عن صناعة النفط. لكنه أنقذ إلى حد كبير مصدري الغاز الطبيعي من الحواجز التنظيمية، وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا تعهد بتوفير إمدادات ثابتة من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي ليحل محل الغاز الروسي.

خلال العامين الماضيين، غادرت مئات الشحنات المحملة بالغاز فائق التبريد ساحل الخليج الأميركي حيث توجه المشترون الأجانب إلى الولايات المتحدة للحصول على إمدادات الطاقة. استغل مطورو محطات التصدير الزخم للمضي قدما في خطط بناء مصانع جديدة وإنتاج المزيد من الغاز الطبيعي المسال.

يرى نقّاد هذا القرار، بأن موقف بايدن من المشاريع المقترحة غير واضح. وهذا يخلق حالة من عدم اليقين للمطورين والمستهلكين الأجانب. في حين وصف رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، القرار بأنه نتيجة "فشل مقرف هو يعمل على زيادة قدرة روسيا".

أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة الصادرات الأميركية. منذ آذار/ مارس عام 2022، وقع المستثمرون الأمريكيون 57 اتفاقية توريد تمثل حوالي 73 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، وفقاً لـ S&P Global Commodity Insights - أكثر من أربعة أضعاف عدد العقود التي وقعوا عليها بين عامي 2020 و2021.

ويرى المعارضين الداخليين ايضاً، ان الصادرات تدفع الكثير من الغاز خارج الولايات المتحدة لدرجة أن المستهلكين الأميركيين سيضطرون في النهاية إلى دفع المزيد مقابل الوقود ويشيرون إلى مخاوف بشأن الانبعاثات من المجتمعات التي تعيش بالقرب من منشآت الغاز الطبيعي المسال.

ويقول مدير الطاقة وتغير المناخ في مجموعة أوراسيا، هينينج جلويستي، ان ما قد يزعج الحلفاء، خاصة في أوروبا، هو رسالة مفادها أنهم قد لا يكونوا قادرين على الاعتماد بقوة على الإمدادات من الولايات المتحدة في السنوات المقبلة: "ما يبرزه هذا حقاً بالنسبة لأوروبا هو أن الخيارات تنفد".

كما انضم معهد البترول الأميركي إلى مجلس الاستكشاف والإنتاج، ومركز الغاز الطبيعي المسال (CLNG)، وعشرات المجموعات الصناعية الأخرى من جميع أنحاء سلسلة قيمة الغاز الطبيعي المسال في حث إدارة بايدن على رفض الدعوات لوقف تصاريح منشآت تصدير الغاز المسال. وقالت في تصريح مشترك "إن إمدادات أمتنا الوفيرة من الغاز الطبيعي هي أداة جيوسياسية مؤثرة، تساعد على عزل المستهلكين الأميركيين عن زيادة عدم الاستقرار العالمي مع تعزيز المصالح الوطنية الأمريكية وضمان أمن الطاقة لحلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين". معتبرين "إن المضي قدماً في وقف الموافقات الأميركية الجديدة على تصدير الغاز الطبيعي المسال لن يؤدي إلا إلى تعزيز النفوذ الروسي وتقويض التزام بايدن بتزويد حلفائنا بالطاقة الموثوقة، وتقويض المصداقية الأميركية وتهديد الوظائف".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور