الثلاثاء 06 شباط , 2024 05:55

لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. الضغط على حماس لتقديم تنازلات

ولي العهد محمد بن سلمان-وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن

اجتمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الرياض، الذي وصل أمس الإثنين إلى السعودية، وهي المحطة الأولى في جولته الجديدة بالشرق الأوسط، حيث سيواصل "انخراطه الدبلوماسي في المنطقة للحد من توسع الصراع". يسعى بلينكن بزيارته إلى المنطقة للمرة الخامسة منذ عملية طوفان الأقصى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: التقدم في صفقة الرهائن، والتنسيق بشأن "اليوم التالي" في غزة، ومحاولة الولايات المتحدة عدم حدوث تصعيد في المنطقة.

في سياق الاجتماع، التقى بلينكن ومحمد بن سلمان لأكثر من ساعتين، ويشير بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، إلى أنهما تحدثا عن التطبيع، وكذلك عن حل الدولتين. ووفقاً لميلر، فإن الجانبين "ناقشا أهمية بناء منطقة أكثر تكاملاً وازدهاراً، وأكدا مجدداً على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".

التقدم في صفقة الرهائن

سيناقش بلينكن في جولته التي بدأت في الرياض مقترح هدنة للحرب بين حركة حماس و"إسرائيل" في قطاع غزة، مستنداً إلى اجتماع عقده كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين في باريس الشهر الماضي.

وأمام تشدد نتنياهو بالتزامه بتحقيق "النصر الحاسم" غير الواقعي، وإيقاف القتال بصورة مؤقتة، ترى حماس من جهتها إنها لن توافق على هدنة أو إطلاق سراح الرهائن إن لم تحصل على ضمانات أن إسرائيل ستنسحب من غزة وتُنهي الحرب.

بحسب وكالة الصحافة الفرنسية دعا بلينكن ولي العهد إلى الضغط على حركة حماس من أجل تقديم تنازلات، ومن المتوقع إعادة طرح ذلك مع الدول الأخرى خلال زيارته في الأيام القادمة، وهم مصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية.

التنسيق بشأن "اليوم التالي للحرب"

يقوم الطرح الأميركي في اليوم التالي للحرب على إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية الحالية المتمثلة بمحمود عباس، وإعادة تفعيل الطرح السياسي القديم "حل الدولتين" إلا أنه بحسب استطلاع للرأي العام أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني لأبحاث السياسة والمسح (PSR)، أيّد حوالي 90 في المائة من المستجيبين استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ودعا 60 في المائة إلى تفكيك السلطة الفلسطينية نفسها، هذا ما يجعل السلطة الفلسطينية فاقدة للمشروعية الشعبية داخل الأراضي الفلسطينية، بالمقابل يرتفع المؤيدون لحركة حماس، مما يجعلها "رقماً صعباً" أو بحسب تعبير صحيفة هآرتس "لاعباً سياسياً بارزاً في الساحتين المحلية والإقليمية" لا يمكن استبعادها عن المشهد السياسي لحكم غزة بعد الحرب.

أما بالنسبة للطرح الآخر المتمثّل بـ"حل الدولتين" من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إنجاز سياسي يتعلق بالقضية الفلسطينية، أولاً من أجل التسويق له انتخابياً، وثانياً من أجل إنهاء التوتر الأمني في نطاق كيان الاحتلال، مع العلم أن بند حل الدولتين مرفوض إسرائيلياً وفلسطينياً، لكن قد تستطيع الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل للموافقة على هذا الطرح، مع سلة متكاملة من بنود يرغب بها نتنياهو، تبدأ بضمانات أمنية مع دول الجوار مستندة على استكمال مسار التطبيع مع السعودية.

تعتقد السعودية أن حماس شنّت هجومها لوقف التطبيع خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف القضية الفلسطينية بشكل أكبر، كما تنظر لعملية طوفان الأقصى باعتبارها حدثت بالتنسيق مع محور المقاومة، وهذا ما يفسر ابتعادها عن المشهد السياسي في الفترة السابقة، بالإضافة إلى سعيها إلى استكمال مباحثات التطبيع التي تم تعليقها مع بداية الأحداث، وهو مفتاح دخولها بتسوية "اليوم التالي" للحرب وهو ما يفضّله الأميركي بالمقارنة مع غيرها من الدول العربية. لكن ما يعرقل هذا الدور بالدرجة الأولى الصراع مع قطر التي تربطها علاقات متينة مع حركة حماس، واشتراط السعودية بانعدام أي دور لقطر في المرحلة التي تلي وقف إطلاق النار، لتشارك في التسوية المحتملة.


الكاتب: حسين شكرون




روزنامة المحور