الأربعاء 07 شباط , 2024 04:03

حرب المعلومات والفشل الإسرائيلي في الجبهة الشمالية

الجبهة الشمالية-حرب المعلومات

ما يدور بين لبنان والكيان المؤقت نوع محدد وخاص من الحروب لم يعتد عليه الطرفان، إذ إن قواعد الاشتباك بين المقاومة و"إسرائيل" ما تزال إلى الآن منضبطة جغرافياً وعملياتياً بالشكل الذي يحدد مساحة الاشتباك وكمّه، ويمنع التدحرج إلى الحرب المفتوحة. وبما أن هذا النوع من الحرب خاص، فبالتالي لديه ميزات وقواعد خاصة، وهذه الميزات والخصائص تفرض على الطرفين واقعاً صعباً في التحرك على الجبهة، ذلك مع التطور النوعي لأساليب الرصد والجمع المعلوماتي والتي تجعل استهداف القوات المعادية أكثر سهولة من حالات الاشتباك الأخرى، التي تكون مباشرة دفاعية كانت أو هجومية، ويمكن تحديد ما يحصل على الجبهة بين لبنان والكيان المؤقت كالتالي: هو اشتباك غير مباشر يعتمد فيه على الصواريخ القوسية والموجهة والمسيّرات والطائرات الحربية المُستندة على عمليات الرصد وجمع المعلومات.

 حرب المعلومات

على الرغم من تفوق جيش الاحتلال التقني، إلا أنه وحتى الآن يواجه صعوبةً كبيرة في استهداف قدرات المقاومة البشرية والعسكرية، إذ إن عدد شهداء المقاومة في لبنان وبعد مرور ثلاثة أشهر من الحرب مقارنةً بحجم العمليات التي قامت بها ضد الاحتلال والخسائر التي لحقت بجنود الاحتلال (أكثر من 2000 إصابة)، تظهر أنها تستخدم أساليب عسكرية قتالية قائمة على تخطيط مسبق وإدارة نوعية للقتال القائم، متماهيةً مع نوع الاشتباك الجاري مع قوات الاحتلال. بالإضافة إلى ذلك، فإن المقاومة ومن خلال عملياتها أيضاً أظهرت مدى دقة بنك الأهداف الذي بحوزتها، فإن مجمل عملياتها استهدفت تقنيات الاحتلال المساعدة له في عملية جمع المعلومات والعديد من تحركاته من آليات وجنود في المناطق التي يقع ضمنها الاشتباك.

أما بالنسبة للعدو فإن مجمل ضرباته لم تشكل أي عبء على تحركات المقاومة ولم تؤدي إلى توقف عملياتها، لذا بدأ يعتمد أسلوباً إعلامياً في سبيل زيادة الضغط النفسي على بيئة المقاومة، وتعزيز ثقة جمهوره، ذلك من خلال التصريحات الصادرة عن مسؤولين رسميين أو صحافيين تفيد بأن الجيش الإسرائيلي قد استهدف البنى التحتية لحزب الله، من دون أن يقدم صورة واضحة أو فيديو يظهر مصداقية ذلك.

تقييم الفشل الإسرائيلي

مع تطور مجريات الأحداث وتيقن الكيان من أن المقاومة في لبنان ماضية في خيار إسناد قطاع غزة بشتى الوسائل التي تقتضيها المرحلة، ومع تداعيات الاشتباك القائم على الجبهة اللبنانية، أمسى الاحتلال أمام سلسلة من الأهداف المرتبطة ببعضها البعض وعلى رأسها ردع حزب الله، الردع  الذي يؤدي إلى:

- إيقاف عمليات المقاومة.

- إعادة الأمن إلى الشمال.

- إعادة المستوطنين المهجرين إلى مستوطناتهم.

ولتحقيق هذه الأهداف يعمل الكيان الإسرائيلي بشتى الوسائل من أجل ضمان تحقيقها وهي:

- ضرب البنية التحتية العسكرية للمقاومة جنوب الليطاني.

- استهداف القرى الحدودية كنوع من الضغط على المقاومة.

- الحملات النفسية الإعلامية ضد بيئة المقاومة وعمليات التأثير على الجمهور اللبناني عموماً.

- دفع الأمريكي للضغط على الدولة اللبنانية نحو رفض أعمال المقاومة.

- الضغط الأمريكي على وكلائه في لبنان للتهجم على المقاومة.

- المطالبة بتنفيذ القرار 1701.

-ارسال المبعوثين الدوليين للتهويل على لبنان واللبنانيين، والتهديد بتوسيع الحرب.

لم تفلح جميع هذه الأدوات في تحقيق الأهداف الإسرائيلية حتى الآن، إذ إن عمليات المقاومة ما زالت قائمة وأمن الشمال على المستوطنين بات معدوماً، بل بات المستوطنون يشكلون حالةً من الضغط المستمر على الحكومة الإسرائيلية لإعادة الأمن إلى المنطقة المحاذية للحدود مع لبنان. ومما ساهم من سوء المشهد بالنسبة للكيان، ارتفاع الخسائر البشرية والمادية، وصورة إسرائيل في الداخل والخارج.

وعليه فإن الكيان المؤقت لم يستطع تحقيق أي من أهدافه ضد المقاومة في لبنان، وبالتالي يمكن القول بأن الفشل هو التعبير الأدق في تقييم المواجهة لدى الكيان المؤقت.





روزنامة المحور