السبت 17 شباط , 2024 03:13

مراوغة أميركية – مصرية...سكان رفح إلى مصر

تجير الفلسطينيين من رفح

أعلن كيان الاحتلال أنه سيشن هجوماً على منطقة رفح للسيطرة على "آخر معقل" لحركة حماس، التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني نازح من المناطق المدمّرة في قطاع غزة. في هذا الإطار، نقلت أربعة مصادر لوكالة "رويترز" أن مصر بدأت بتمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين. في ظل، نفي القاهرة عن أي استعدادات، وتأكيد رفضها نقل الفلسطينيين إلى سيناء. أما الجانب الأميركي المُعنى أيضاً إلى جانب مصر بقرار الهجوم على رفح، فلا يمانع من تنفيذ الهجوم مع شرط إجراء خطة لنقل المدنيين من منطقة العمليات. يبدو أن نتنياهو استطاع أن يحصل على ضوء أخضر أميركي بشن العملية، وتنازل مصري بشأن انتقال السكان.

مراوغة أميركية - مصرية

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال بأن إدارة بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة إلى إسرائيل من شأنها أن تضيف إلى ترسانتها العسكرية في الوقت التي تظهر فيه الولايات المتحدة موقف يدعو إلى وقف إطلاق النار في الحرب على غزة. "تأتي عملية نقل الأسلحة المزمعة خلال لحظة حاسمة في الحرب على غزة حيث تستعد إسرائيل لشن هجوم على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة". على الجانب الآخر، تصرّح مصر أيضاً برفضها انتقال السكان إلى منطقة سيناء، لكن تؤكد مصادر مطّلعة بأنه جرى اتفاق مع مصر بشأن سكان رفح، حيث سيتم نقلهم إلى الأراضي المصرية.

بناء على ذلك، سيتم إطلاق عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، ومن المتوقع أن تبدأ قبل شهر رمضان، ويبدو أن سيناريو انتقال سكان غزة إلى الأراضي المصرية، الأكثر ترجيحاً بين السيناريوهات المطروحة، والتي من ضمنها انتقال السكان إلى غرب قطاع غزة. أما الولايات المتحدة فستدعم قرارات الكيان الوظيفي التابع لها في شن العدوان، الذي جرى التمهيد له بغارات جويّة، في موازاة استمرار الخطاب السياسي المراوغ الداعي إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين.

مصر تقيم منطقة عازلة قرب حدودها مع رفح

صرحت ثلاثة مصادر أمنية لوكالة "رويترز" بأن مصر بدأت بتمهيد منطقة صحراوية وإقامة بعض المنشآت البسيطة التي قد تُستخدم لإيواء لاجئين فلسطينيين، مشددة على أن هذه خطوة "طارئة". فيما، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلاً عن مصادر مصرية -لم تحدد هويتها- ومحللين أمنيين إن مصر تقيم منطقة عازلة محاطة بجدران خرسانية قرب الحدود مع قطاع غزة تحسباً لاحتمال تدفق كبير للنازحين الفلسطينيين، بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح. وأضافت الصحيفة أن المنطقة العازلة التي تقع في شمال سيناء وتقارب مساحتها 13 كيلومتراً مربعاً تقع بعيداً عن التجمعات السكنية، ونشرت صوراً التقطتها أقمار اصطناعية لشركة "لابس بي بي سي" ومقرها في سان فرانسيسكو، تظهر تجريف التربة في المنطقة المغلقة المفترضة بين 4 و14 فبراير/شباط الجاري.

من جهتها، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً عن الموضوع نفسه اعتماداً على الفيديو الذي نشرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان وصور أقمار اصطناعية. وقال مسؤول مصري سابق للصحيفة "إنه ينبغي التعامل مع أسوأ السيناريوهات، مضيفاً أن الجيش المصري لا يمكنه إطلاق النار على الفلسطينيين في حال تدفق عشرات آلاف منهم عبر الحدود".

تحمل الأيام القادمة المزيد من الازدواجية الأميركية، إلى جانب مواقف خارجية "منافقة" تجيّر في الداخل انتخابياً، على ضوء المزيد من المآسي الإنسانية التي ستقع على سكان غزة، بغض النظر عن المكان الذي سيتم نقلهم إليه.


الكاتب: حسين شكرون




روزنامة المحور