تحت شعار "معا من أجل الأمن والسلام"، أجرت الجمهورية الإسلامية في إيران مناورات بحرية مشتركة، مع كل من الصين وروسيا، شمالي المحيط الهندي وخليج عمان، وعلى مساحة 17 ألف كيلومتر مربع.
وقد أعلن المتحدث باسم مناورات "حزام الأمن البحري المركب 2024″ الأدميرال الإيراني مصطفى تاج الديني عند انطلاقها، بأن النسخة الرابعة منها تهدف إلى:
_ضمان الأمن بالمنطقة وتوسيع التعاون مع الحلفاء.
_ تعزيز التجارة الدولية ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري.
_تبادل المعلومات في مجال الإنقاذ.
ولفت تاج الديني إلى مشاركة دول صديقة بصفة مراقب في هذه المناورات أيضاً، مثل باكستان وسلطنة عمان وكازاخستان وأذربيجان وجنوب أفريقيا. مضيفاً بأن التدريبات تشمل التعاون المشترك على إنقاذ السفن من الحرائق والاختطاف، والرماية على أهداف محددة، وإطلاق نار ليلي على أهداف جوية.
توقيت المناورات: رسالة قوية للإدارة الأمريكية
بالرغم من أن هذه المناورات لم تحصل لأول مرة، فقد بدأ إجراؤها منذ العام 2019، في المحيطين الهندي والأطلسي وبحر عُمان، فإنها توجّه رسالة واضحة لأمريكا في هذا التوقيت المتزامن مع معركة طوفان الأقصى - وتداعياتها على الساحة البحرية خاصةً من خلال جبهة المساندة اليمنية للمقاومة الفلسطينية في البحرين الأحمر والعربي وصولاً الى آخر منطقة المحيط الهندي عند رأس الرجاء الصالح- بأنها لم تعد الدولة المهيمنة على البحار، وإذا جاز الوصف، يمكن التعبير بأن البحار استعادت جزءاً من حريتها من "البلطجة الأمريكية والغربية"، التي حصلت طوال السنوات الماضية ولا تزال.
ومن اللافت بأن منطقة المناورات تشبه مثلثاً للمضائق هرمز وباب المندب وملقا، ما يعني بأنه هذه الدول قادرة على التعامل مع أي تهديد، قد يطال مسار مرور السفن التجارية وتدفق الطاقة العالمية في هذه المنطقة، وأن بإمكانها ضمان المضائق الإستراتيجية دون أي مشاركة من الدول الغربية.
ومن جهة أخرى، تثبت هذه المناورات لدول المنطقة (خاصةً دول الخليج)، بأن الأمن الإقليمي يشكّل خياراً أفضل بكثير، من أي تحالفات بحرية تشارك فيها الدول الغربية بقيادة أمريكا (الذين يستخدمون الوجود العسكري المباشر كوسيلة ابتزاز سياسية واقتصادية).
ولا بد الإشارة إلى أن الحضور العسكري الروسي في هذه المنطقة، يشكّل تحديا للهيمنة البحرية الغربية وتجاوزا للخطوط الأميركية الحمراء (التي لطالما جهدت لمنع وصول روسيا والاتحاد السوفياتي السابق الى ما يُعرف بالمياه الدافئة). وعليه قد تكون سلسلة هذه المناورات البحرية ليست سوى بداية لسياسة إستراتيجية طويلة المدى، تهدف لمواجهة الحضور البحري الغربي والأميركي في المنطقة، وربما يمتدّ الى مناطق أخرى كما حصل سابقاً مع فنزويلا.
بعض تفاصيل المناورات
_ شاركت الصين من خلال سفينتين مزودتين بصواريخ موجهة، وسفينة إمداد.
_ شاركت روسيا بمجموعة من أسطولها للمحيط الهادي بقيادة الطراد الصاروخي "فارياج".
_ شاركت إيران بقطع بحرية تابعة للقوات البحرية في الجيش الإيراني وحرس الثورة الإسلامية، وكانت مدمرة "سهند" بارجة قيادة المناورات. كما تمت جميع مراحل المناورات بإشراف ومراقبة جوية للمنطقة نفذتها مروحيات القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني ولحرس الثورة الإسلامية.
الكاتب: غرفة التحرير