الثلاثاء 09 نيسان , 2024 12:49

انتقادات الديموقراطيين لبايدن: هل ينهي نتنياهو مسار بايدن السياسي؟

ارتكز الترويج الدعائي لما جرى في أعقاب 7 أكتوبر، في الأوساط الأميركية أن الرئيس جو بايدن قادر على التعامل مع هذه الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر التي تحمي إسرائيل بالدرجة الأولى ولا تقوّض نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة او يتسع معها شعاع الحرب. في حين كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة، أن "التحدي المستمر" لرئيس الوزراء الإسرائيلي، لما يؤثر على تلك الأهداف وحسب بل على حظوظ بايدن الانتخابية، وهي المخاوف الجادة التي أكدها الأخير في اتصاله الذي وصف "بالصعب".

فشل بايدن فشلاً مركباً في سياسته الخارجية خلال الأشهر الماضية تحديداً. اذ ان المعارضة العارمة التي تواجهه اليوم، والتي بدأت تطفو إلى سطح مكتبه وإدارته، فضلاً عن خصومه السياسيين، أكبر من تلك التي تعرض لها عند انسحابه من أفغانستان. وبدلاً من ان يكون شغل مستشاريه الشاغل، تقديمه كزعيم متمرس في السياسة الخارجية لناخبيه، ظهروا على حال واحدة تشي بالقلق البارز في تصريحاتهم، كتيم كين وبيرني ساندرز.

وقدم تيم كين، مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس في عام 2016، اعتراضاً شديد اللهجة لنهج إدارة بايدن تجاه إسرائيل، الأمر الذي اعتبر أحدث اشارة على موجة متزايدة من الاستياء بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت 7 من عمال إغاثة من المطبخ المركزي العالمي في غزة.

وقال كين في بيان إن "موقف الولايات المتحدة الحالي تجاه حليفها لا يُترجم عملياً". مضيفاً أن "الهجوم الإسرائيلي القاتل على عمال المطبخ المركزي العالمي هذا الأسبوع يبلور الإحباط الذي وصل إلى نقطة الغليان".

وعلى رغم اشادته بتأثير بايدن على بنيامين نتنياهو لفتح معبر "حدودي آخر من إسرائيل للسماح بإيصال قوي للمساعدات الإنسانية"، أكد على ان "هذا كان حلاً واضحاً كان يجب أن يحدث قبل أشهر". وأضاف أنه "على إدارة بايدن حجب القنابل والأسلحة الهجومية الأخرى التي يمكن أن تقتل وتجرح المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية".

ويأتي التصريح الأكثر صخباً وحدة للسناتور بيرني ساندرز، الذي قال رداً على سؤال حول ما يجب أن تكون عليه رسالة بايدن إلى نتنياهو في حلقة على برنامج "Pod Save America": "سيد نتنياهو، أنا هنا لأبلغك أن إذا لم تدخل آلاف الشاحنات لبدء إطعام الناس الذين يتضورون جوعاً فستتوقف جميع المساعدات العسكرية. أتمنى لك نهارا سعيداً". في الوقت نفسه، سخر من أداء بايدن وطريقة ادارته للأزمة الإنسانية في القطاع والتي وصلت إلى حد مقتل عدد من الأطفال والمدنيين جوعى، وقال منتقداً حزمة المساعدات العسكرية الأخيرة التي أقرها البيت الأبيض: "في يوم من الأيام يكون الرئيس غاضباً من نتنياهو، وفي اليوم التالي يكون غاضباً جداً. واليوم التالي غاضب جداً جداً، كما تعلمون. وماذا في ذلك؟...لا يمكنك الاستمرار في الحديث عن مخاوفك بشأن الوضع الإنساني في غزة، ثم إعطاء نتنياهو 10 مليارات دولار أو أكثر من القنابل. لا يمكنك فعل ذلك. هذا نفاق".

هذه الانتقادات عالية النبرة والتي تحدث أمام مرأى ومسمع الناخبين الأميركيين، والذين باتوا يشاهدون التأنيب الدولي لأداء الحكومة الإسرائيلية في حربها على غزة، باتت تترجم في استطلاعات الرأي. وتشير النتائج التي صدرت عن مؤسسة غالوب، أن تأييد استراتيجية بايدن في الشرق الأوسط انخفض 60%، فيما لم تتعدّ نسبة تأييده بين المستقلين الـ 21%.  

من ناحية أخرى، يتصدر مؤتمر الحزب خلال الفترة القادمة قلق الديموقراطيين وسط توقعات أن يصادف بايدن في جولته احتجاجات داعمة لوقف الحرب على غزة. اذ ان الصور التي تنشر كل يوم عن الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب، تؤثر على حماسة الناخبين ليوم الاقتراع، خاصة الناخبين الشباب والأميركيين العرب والمسلمين والتقدميين الغاضبين من عجز الولايات المتحدة عن وقف الحرب المستمرة لأكثر من 6 أشهر.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور