الثلاثاء 23 نيسان , 2024 04:33

ما بعد هاليفا.. رؤوس كثيرة ستتدحرج

في الإطار قائد وحدة 8200 والى جانبه رونين بار وبعض جنرالات جيش الاحتلال

بات من المحسوم مع تقديم رئيس شعبة أمان الجنرال أهارون هاليفا استقالته وقبولها من قبل هيئة الأركان الإسرائيلية، أن قطار الاستقالات وربما الإقالات في الكيان المؤقت قد انطلق، خاصةً في السلك العسكري والأمني والاستخباراتي، على خلفية التسبّب بالفشل الاستراتيجي الكبير، قبل وخلال وبعد عملية طوفان الأقصى التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية، والتي فاجأت خلالها العدو والصديق.

وعليه من المرجّح جداً أن يتبع هاليفا في ذلك، العديد من الجنرالات والضباط في الجيش، وفي جهاز الشاباك بشكل رئيسي، كونهم المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين عما حصل، بالإضافة الى غيرهم من المسؤولين السياسيين الذين تجد لجان التحقيق عليهم ارتباطاً بما حصل طيلة الفترة السابقة.

وفي هذا السياق، توقعت صحيفة يسرائيل هيوم (المقرّبة من بنيامين نتنياهو) أنه "بسبب الفشل في السابع من أكتوبر، وبعد استقالة رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، من المتوقع أن نرى المزيد من الاستقالات والتقاعد عن الخدمة في صفوف ضباط الجيش الإسرائيلي، من رئيس الأركان ونائبه إلى قائد المنطقة الجنوبية وقائد فرقة غزة مروراً برئيس جهاز الشاباك". وهذا ما يتقاطع مع ما عبّر عنه نتنياهو في إحدى تغريداته على منصة إكس منذ أشهر، قبل أن يسارع إلى حذفها، بعد تعرضه لهجوم كبير من أعضاء مجلس وزراء الحرب. فنتنياهو يتلقى دعوات متكرّرة من قوى ما يُسمى بالمعارضة (التي يقودها الرئيس الأسبق للحكومة يائير لابيد)، بتحمّل مسؤولياته والاستقالة فوراً وإجراء انتخابات مبكّرة لأعضاء الكنيست، كونه المسؤول الأعلى عن الفشل الذريع في السابع من أكتوبر.

فمن هم أبرز المسؤولين الآخرين الذين يتوقع تقديمهم لاستقالاتهم أو تنفيذ إقالتهم؟

_ قائد وحدة 8200 التابعة لجهاز أمان الكولونيل "يوسي ساريئيل": فهو المسؤول الأول والمباشر عما حصل قبل حصول هجوم الـ 7 من أكتوبر، بحسب ما كشفته العديد من الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية والأجنبية، كونه لم يأخذ بتقييم إحدى المحلّلات التابعات له في الوحدة على محمل الجدّ، والتي حذرته فيه بعد حصول مناورة لكتائب القسام حضرها أحد أبرز قادة الكتائب بشكل غير مسبوق، من أن ذلك يعني وجود نية لدى الكتائب لتنفيذ عملية ذات أهمية كبيرة. وقد جاوبها حينها قائد الوحدة بأن حماس مردوعة، ولن تقدم على أي عمل عسكري، فجلّ اهتمامها يتعلق بأمور القطاع السياسية والاقتصادية.

كم أن من الأمور التي قد تتسبب أيضاً بإقالة " ساريئيل"، هو فضيحة التمكّن من الكشف عن هويته منذ أسابيع، من خلال كتابه التذي يتحدّث فيه عن كيفية الاستفادة من الذكاء الإصطناعي في تغيير وجه الحروب الحديثة.

_ وفقاً للتراتبية العسكرية، فإنه من بين القيادات المتوقع أن تقدم استقالتها: قائد فرقة غزة أفي روزينفلد (كونه المسؤول المباشر عن ساحة العملية، ولم يستطع إعادة السيطرة على الميدان – لا هو ولا قادته - إلا بعد عشرات الساعات وبدعم كبير من باقي أذرع الجيش الإسرائيلي بل حتى بدعم أمريكي غير مسبوق). لذلك سيتبعه في المحاسبة كلاً من قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يارون فينكلمان ونائب رئيس الأركان الجنرال أمير برعام، ورئيس الأركان الجنرال "ألوف" هرتسي هاليفي.

_ لا يُستبعد أن يقدّم رئيس شعبة الإستراتيجية والدائرة الثالثة الجنرال إليعازر توليدانو استقالته أيضا، كونه كان القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية، وبالتالي كانت تجري تحضيرات القسام للعملية دون أن بلحظ أي شيء.

_ بالنسبة لقائد قسم العمليات في شعبة العمليات العميد شلومي بيندر، الذي يعدّ أبرز المرشحين لخلافة هاليفا، فيتوقع أن يقدم استقالته بسبب الانتقادات التي وُجهت له بخصوص نقله لكتائب من قيادة فرقة غزة إلى الضفة الغربية عشية الـ 7 من أكتوبر.

_ بالتزامن مع إعلان هاليفا استقالته، تم الكشف بأن قائد المنطقة المركزية في جيش الاحتلال، الجنرال يهودا فوكس، قد أبلغ رئيس الأركان هرتسي هليفي، بأنه يعتزم الاستقالة من منصبه في آب / أغسطس المقبل. وقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأنه لا توجد علاقة بين استقالة هاليفا واستقالة فوكس. فالأخير بحسب الصحيفة، وعلى عكس كبار الضباط الآخرين، لم يكن متورطا في الإخفاقات ولا توجد اتهامات ضده في هذا الصدد. إلُا أنها قدّرت بأنه يمكن أن تكون استقالته بسبب ما وصفته بالأجواء الصعبة في الجيش بشكل عام، وهيئة الأركان العامة بشكل خاص في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، خاصةً أن بإمكانه أن يشغل أحد المناصب الكبرى في الجيش التي ستصبح شاغرة نتيجة الحرب والإطاحة المرتقبة بعدد من القادة بعد التحقيق في الإخفاقات، لكنه رغم ذلك: "آثر التقاعد".

_ على صعيد جهاز الشاباك، فإن رئيسه رونين بار قد أعلن في الأيام الأولى ما بعد حصول "طوفان الأقصى"، بأنه يتحمل مسؤولية الهجوم الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية، مبيناً بأنه على الرغم من سلسلة الإجراءات التي قام الجهاز بها فإنه "لسوء الحظ لم نتمكن يوم السبت من إصدار تحذير كافٍ يسمح بإحباط الهجوم، وباعتباري الشخص الذي يترأس الجهاز، فإن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتقي، سيكون هناك وقت لإجراء التحقيقات، لكن الآن نحن نقاتل".

وعليه سيكون "بار" وكل من يتبعه بالرتبة، وصولاً لأصغر ضباط وعناصر الشاباك، مسؤولين وخاضعين للتحقيق والمسائلة والعقاب، جراء عملية المقاومة الفلسطينية التي وصفت بأنها "أكبر عملية خداع إستراتيجي للجيش الإسرائيلي"، و"بالفشل الاستخباراتي الإسرائيلي".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور