الإثنين 22 نيسان , 2024 03:29

أهارون هاليفا: أولى حجارة الدومينو الإسرائيلية المتساقطة!!

الجنرال اهارون هاليفا

الجنرال "أهارون هاليفا"، حجر الدومينو الأول في قيادة الكيان المؤقت العسكرية الذي يسقط، بسبب الإخفاقات الكبيرة والاستراتيجية التي بدأت منذ عملية طوفان الأقصى، وصولاً الى عملية الوعد الصادق، وما بينهما وما بعدهما، من تداعيات لن تطال القيادة العسكرية فقط، بل من المؤكّد أنها ستشمل القادة السياسيين أيضاً، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في طوفان سياسي داخلي لن يتمكن أي أحد من تنبؤ مآلاته.

وبتقييم أصدقاء الكيان قبل أعدائه، إن عملية طوفان الأقصى كشفت عن فشل ذريع وكارثي لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأولهم شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال – أمان. حتى أن الكثير من الخبراء المتخصصين بالشؤون الأمنية والعسكرية، علّلوا هذا الفشل في أول عنصر من العقيدة الأمنية للكيان، بأنه ناتج عن "الغطرسة" التي أصابت قادة استخبارات الاحتلال، و"هاليفا" واحد منهم.

وعليه، فإن تقديم "هاليفا" لاستقالته وقبولها، حتى قبل أن تنتهي معركة "طوفان الأقصى"، هو أبرز مؤشّر على مدى خطورة وانحدار وضع جيش الاحتلال خاصةً داخل الكيان، بفعل قدرات محور المقاومة بكافة أطرافه على مواجهة الحرب الأمنية والاستخباراتية بكل قوة واقتدار، وصُنع مفاجئات ذات تأثير استراتيجي على إسرائيل.

فمن هو قائد جهاز أمان المستقيل الجنرال "أهارون هاليفا"، وما هي أبرز وأهم المحطات في حياته ومسيرته العسكرية؟

_ من مواليد الـ 12 من تشرين الأول / أكتوبر للعام 1967، لأبوين من أصول مغربية.

_ في شباط / فبراير من العام 1986، التحق بكتيبة 202 التابعة للمظليين في جيش الاحتلال.

_ خضع لدورة تدريبية كمقاتل ودورة ميكانيكية للمشاة، وبعدها خدم كضابط صف في قسم الدوريات السرية المساندة في الكتيبة 202.

_ في نيسان / أبريل 1988 أكمل دورة ضابط مشاة وعاد إلى الكتيبة 202، وعين قائداً لقسم الهاون في السرية المساعدة، وقُتل قائد فرقته وأحد جنوده خلال "عملية ميدون"، والتي كانت مواجهة مباشرة له مع المقاومة الإسلامية في لبنان.

وبعد ذلك تم تعيينه قائداً لسرية الإسناد في الكتيبة 202، وشارك خلال تلك الفترة في الـ 20 من شباط / فبراير للعام 1992 بمواجهات "كفرا وياطر"، والتي سقط فيها لجيش الاحتلال أكثر من 15 قتيل من بينهم قائد سرية وجرح العشرات باعتراف الإسرائيليين.

وبعد مدة، تم ترقيته الى قائد سرية في الكتيبة الأولى، وتدرّج ليتم تعيينه نائباً لقائد الكتيبة 202، حيث شارك في العديد من المواجهات مع المقاومة في لبنان، منها مواجهات في وادي السلوقي مع أفواج المقاومة اللبنانية - أمل في كانون الأول / ديسمبر 1995، التي قٌتل على إثرها جندي، وأصيب قائد الكتيبة الكولونيل "حاغاي مردخاي" بجروح بليغة.

بعد ذلك تم ترقيته الى قائد قاعدة تدريب المظليين - 35 (قاعدة تدريب الفرق)، وفي نهاية المنصب تم تسريحه من الجيش.

_بعد نصف عام عاد إلى الخدمة الدائمة، وترقى إلى رتبة مقدم وعُين قائداً للكتيبة 202، وتولى في هذا المنصب بين عامي 1999 و2001. وخلال منصبه، حصلت عملية الأسر الأولى لحزب الله ما بعد التحرير في القطاع الواقع تحت مسؤوليته.

واستمر بالتدرج بالمناصب والمسؤوليات من قائد قاعدة للمظليين، مروراً بتوليه قيادة لواء 55 المظلي الاحتياطي (2003 – 2005)، ثم قائد لواء أفرايم (2005 – 2007)، وقائد لمدرسة الضباط (2007 – 2009)، وقائد لواء المظليين (2009 – 2011)، وقائد الفرقة 98 المظلية وقوات الكوماندوس (2011 – 2013)، رئيس قسم العمليات في شعبة العمليات (2014 – 2016)، رئيس قسم التكنولوجيا والخدمات اللوجستية (2016 – 2018)، رئيس شعبة العمليات (2018 – 2021)، وأخيراً رئيس شعبة المخابرات (2021 – 2024).

تقديرات أمنية خاطئة وتقديرات تكشف قدرات حركات المقاومة

قدّم العديد من التقديرات التي بيّن بعضها بأنه بعلم جيداً تطور قدرات حركات المقاومة، كما قدم الكثير من التقديرات التي دحضتها الوقائع الميدانية:

1)كان من مؤيدي الاتفاق على "إنشاء منصة غاز لبنانية"، لأن ذلك سيجلب الاستقرار لهذا القطاع وبالتالي فإن إنشائها هو في مصلحة الكيان. وهذا يؤكّد على أنه لولا وجود حزب الله في لبنان وقوته وقدرته الردعية، لما استطاع لبنان الحصول على حقوقه النفطية والغازية بالمُطلق.

2)تقديره بأن عملية "حارس الأسوار – سيف القدس" التي حصلت في أيار / مايو 2021، ستجلب "السلام" لمدة 5 سنوات، فلم يكن يعلم بكل تخطيط وتجهيز المقاومة الفلسطينية - كتائب القسام للعملية الكبرى "طوفان الأقصى".

3)في 17 تشرين الأول / أكتوبر 2023، في أعقاب الهجوم المفاجئ على إسرائيل، كتب في رسالة وجهها إلى جنوده: "لقد فشلنا في مهمتنا الأكثر أهمية، وبصفتي في قيادة الجيش الإسرائيلي، أتحمل المسؤولية الكاملة عن الفشل".

أبرز ما جاء في خطاب استقالته

وهذا أبرز ما جاء في نص استقالة هاليفا في نص الاستقالة الذي قدمه لرئيس هيئة الأركان الجنرال هرتسي هاليفي:

_إن شعبة الاستخبارات لم تقم بالمهمة التي اؤتمنت عليها.

_تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الأحداث التي قادت إسرائيل إلى ما جرى يوم السابع من أكتوبر.

_إلى جانب السلطة، تأتي مسؤولية ثقيلة، شعبة الاستخبارات تحت قيادتي لم ترقَ إلى مستوى مهمّتها.

_حملت ذلك اليوم الأسود بكل شجاعة، منذ ذلك الحين، ليلا ونهارا، سأحمل معي إلى الأبد آلام الحرب الرهيبة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور