الإثنين 15 تموز , 2024 02:38

محاولة اغتيال ترامب: هل يتكرر سيناريو ريغان الذهبي؟

نجا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال على بُعد 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية الذي سيخوضها بعد تأكيد الحزب الجمهوري ترشيحه بعد أقل من أسبوع. وترامب هو تاسع رئيس أميركي يتعرض لمحاولة اغتيال، كان آخرهم رونالد ريغان عام 1981. في حين أن إصابة ريغان التي استقرت في أضلعه كانت أكثر يقيناً من تلك التي تلقاها ترامب والتي تركت مجالاً للشكوك وأثارت عدداً من التساؤلات حول مدى صحتها. غير أن الجدل الذي شغل وسائل التواصل الاجتماعي لن يغيّر من الحقيقة شيء. اذ ان اثبات "نظرية المؤامرة" التي يطلقها الجمهور الديموقراطي من الصعوبة بمكان. وعليه فإن التعامل مع الحادثة أصبح أمراً واقعاً، يعطي ترامب مزيداً من الحظوظ، ويجعل المشهد الانتخابي أكثر انقساماً.

يمكن القول، بأنه من غير المؤكد، أن الفوائد السياسية التي رآها ريغان -الرئيس الجمهوري- بعد نجاته من محاولة اغتياله، سيحظى بها ترامب أيضاً. في حين تستثمر حملته الانتخابية الحدث بشكل لافت، وسرعان ما أرسلت حملته رسائل نصية لجمع التبرعات نقلت عن ترامب قوله: "لن أستسلم أبداً!".

من ناحية أخرى، أصبحت صورة ترامب وهو يرفع قبضته في الهواء، والدماء تتدفق على وجهه بينما يحيط به عملاء FBI، الصورة "الأيقونية" لانتخابات عام 2024. في حين يمكن أن نتخيل كيف سيكون المؤتمر الوطني الجمهورين الذي سيمنح ترامب ترشيحاً رسمياً بعد أن حضر بعد يوم من محاولة اغتياله.

يدرس ترامب خطواته جيداً. اذ ان تصريحاته عن الوحدة عقب اطلاق النار عليه بدلاً من التصويب العشوائي للسهام كان أمراً لافتاً. وينعكس هذا الأمر ايجاباً بالنسبة لحملته الانتخابية.

سيفضل المستثمرون الصفقات الأكثر ارتباطاً بفرص ترامب في الفوز. وتشير التجربة، إلى انه عندما تم إطلاق النار على ريغان، انخفضت مؤشرات سوق الأسهم قبل أن تغلق باكراً في ذلك اليوم. لكن في اليوم التالي، 31 آذار/ مارس 1981، ارتفع مؤشر S&P 500 بأكثر من 1٪، بعد أن كان المكتب الإعلامي للرئيس أعلن أنه سينجو.

والواقع، أن الشكوك التي أثيرت حول مصداقية كانت تستند على سلوك ترامب نفسه بعد خسارته في انتخابات الدورة الماضية وما تبعها من إجراءات الاعتقال والتحقيق. منذ محاولة إعادة انتخابه في عام 2020، قدم نفسه على أنه هدف لإدارة بايدن، حيث قدم ادعاءات عن "التدخل الانتخابي" وصور جميع القضايا المرفوعة ضده على أنها اضطهاد سياسي.

حتى أن ترامب دفع بالرواية القائلة بأن حضور مكتب التحقيقات الفيدرالي عام 2022 إلى مقر إقامته في مار لاغو لاسترداد وثائق سرية كانت محاولة من قبل الفيدراليين لاغتياله.

كما أثيرت الشكوك حول الصور التي تم التقاطها بحرفية واضحة. وقال أحد حسابات يوتيوب في الولايات المتحدة إن الصورة كانت "مثالية للغاية" ووصف كيف حصلوا على "العلم في وضع مثالي". وصل المنشور على X إلى ما يقرب من مليون مشاهدة. وتم حذفه لاحقاً.

ويرى البعض أن هذه الحادثة كانت بمثابة رافعة جيدة لحظوظ ترامب الانتخابية. وكان التصريح الأبرز للبرازيلي جاير بولسونارو، -وهو مؤيد لترامب- الذي تعرض للطعن في بطنه خلال تجمع انتخابي عام 2018 قبل شهر من الانتخابات وتسببت بشكل أساسي بوصوله إلى السلطة. حيث قال في منشور على X، "أراك في يوم التنصيب".

مما لا شك فيه أن الحملتين الرئاسيتين ستسعيان إلى تحقيق أقصى استفادة من الحادث في الأيام المقبلة. ولكن في سعيهما لتحقيق مكاسب سياسية، يتوقع خبراء تصعيداً محتملاً للعنف السياسي. في حين أن حديث بايدن مع ترامب عبر الهاتف بعيد الحادث، في محادثة وصفت "بالجيدة والمحترمة والقصيرة"، للمرة الأولى بعد قطيعة سنوات، وضع في إطار التخفيف من الاحتقان السياسي.


الكاتب:

مريم السبلاني

-كاتبة في موقع الخنادق.

-ماجستير علوم سياسية.




روزنامة المحور