الخميس 18 تموز , 2024 04:26

الملك الأردني يشرّع الأبواب أمام حلف الناتو

يواصل ملك الأردن عبد الله الثاني مساره، في تحويل البلاد الى مركزاً وقاعدةً للقوات الأمريكية والغربية في منطقة غرب آسيا، ربما بسبب خشيّته على مستقبل سلطته، في مرحلة ما بعد معركة طوفان الأقصى.

فالنظام الملكي الأردني قام خلال هذه المعركة بالكثير من الخطوات التنفيذية والإجرائية الداعمة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي أكّدت بأنه الحليف العربي الأول للكيان المؤقت، أولاً من خلال تشريع مطارات البلاد أمام وصول شحنات الأسلحة الأمريكية المُرسلة الى كيان الاحتلال، وثانياً من خلال إنشاء جسر بري عبر البلاد يعوّض ما قطعته الجبهة اليمنية المساندة للمقاومة الفلسطينية من خط شحن بحري للبضائع الى الكيان، وثالثاً عبر التصدّي لمسيّرات المقاومة العراقية التي تُطلق ضد إسرائيل، ومن ثم التصدّي لهجوم الوعد الصادق الإيراني، ورابعاً من خلال لعب أدوار تنفيذية الى جانب قوات الاحتلال في محاصرة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وغيرها الكثير من الخطوات التي لا يُمكن حصرها.

أمّا آخر الخطوات الأردنية، فهي افتتاح أول مكتب اتصال لحلف شمال الأطلسي - الناتو في منطقة الشرق الأوسط في البلاد، وهو ما يعدّ امتدادا لمسيرة 30 سنة من التنسيق بين الطرفين. وبالتزامن، تزيد الولايات المتحدة الأمريكية من دعمها الاقتصادي والعسكري للملكة الأردنية، والذي من المقرر أن يبلغ 2.1 مليار دولار في العام 2025.

فما هي خطورة هذه الخطوة ومسار تعميق العلاقة الأردنية العسكرية مع حلف الناتو؟

_ قد يشكّل هذا المكتب غطاءً قانونياً دولياُ لتحويل الأردن، الى قاعدة انطلاق للعمليات والحروب الأمريكية التي تُنفّذ تحت اسم الحلف، والتي قد تشارك في إطار المواجهات والمعارك والحروب المستقبلية ضد محور المقاومة.

فلا بّد الإشارة هنا على أن الحلف أنشأ خلال سنة 1994 ما يُعرف بإطار "الحوار المتوسطي"، الذي ضم إسرائيل ومصر والمغرب وتونس وموريتانيا، ثم التحق به الأردن سنة 1995.

وشمل التعاون الثنائي العسكري ما بين هذه الدول والحلف ما يُعرف بـ"مكافحة الإرهاب" من خلال تقاسم المعلومات الاستخبارية بشكل فعال، والتشاور بشأن أمن الحدود، وغيره من المجالات. ومؤخراً جرى الاتفاق في قمة الناتو لعام 2024 في واشنطن على ما سمّي بخطة عمل لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواكبة تطورات المشهد الأمني والإقليمي والعالمي.

_ لا يُمكن استبعاد قيام إسرائيل باستغلال هذا الأمر، من أجل استخدام الأراضي الأردنية كساحة للمناورات وربما ساحة للاستخدام خلال معاركها وحروبها، لا سيما إذا ما تعرضت القواعد الجوية في فلسطين المحتلة الى تهديد ما.

وهذا ما حصل أمر شبيهٌ له خلال عملية الوعد الصادق، حينما أسقطت الطائرات الإسرائيلية الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية في الأجواء الأردنية.

_ يرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي إتش.إيه هيلر، قرار الحلف بفتح مكتب اتصال في الأردن "بالخطوة الهامة"، وأنه يُظهر حرص الناتو على التأكيد بأن العالم قد تغير. وعدّه قراراً منطقياً بضوء "التواجد الروسي بالشرق الأوسط". فهل يعني ذلك أن الملك عبد الله الثاني قد قرّر انخراط الأردن في الصراع الغربي مع روسيا!!


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور