الثلاثاء 30 تموز , 2024 04:05

صدقي المقت: عميد الأسرى السوريين والمقاوم من مجدل شمس المحتلة

صدقي سليمان المقت

يعدّ صدقي سليمان المقت، الملقّب بـ"عميد الأسرى السوريين" من أبرز المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي مهما كلّفه ذلك من تضحيات: اعتقال متكرّر وجراح. والمقت هو من مواليد بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، الذي أكّد بمساره المقاوم النضالي، أن الكيان المؤقت لن يستطيع أسرلة الجولان مهما قام من اعتداءات، ولا أن يعزل هذه المنطقة عن سوريا.

فما هي أبرز المحطات في مسيرة العميد المقت؟ ولماذا أعادت إسرائيل اعتقاله مع بداية معركة طوفان الأقصى؟

_ من مواليد قرية مجدل شمس في 17 نيسان / أبريل من العام 1967. وهو من عائلة تنتمي الى طائفة الموحدين الدروز، التي رفضت دائماً الاحتلال الإسرائيلي للجولان حيث تم اعتقال والده سليمان أكثر من مرة ولفترات متباعدة واعتقل أخويه فخري وبشر. أما جده احمد فهو من مناضلي الثورة السورية الكبرى (ثوار 1925) وعند اعتقال صدقي كان الجد يتوكأ على عكازه التي استعملها في ضرب الجنود الإسرائيليين وطردهم من البيت. وقد رفض الجد استخراج بطاقة الهوية منذ الاحتلال الإسرائيلي للجولان عام 1967، ولكنه اجبر على ذلك بعد اعتقال أحفاده ليتمكن من زيارتهم.

_ أنهى صدقي دراسته الابتدائية في مدارس القرية، أما المرحلة الإعدادية والثانوية في قرية مسعدة. وكان ناشطا قبل اعتقاله في الأوساط الشبابية الطلابية وشارك في جميع المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي. كما التحق بصفوف المقاومة الوطنية السورية أثناء انتفاضة شباط / فبراير عام 1982 في الجولان المحتل، التي عُرفت باسم "حركة المقاومة السرية". واشترك خلال تلك الفترة بالعديد من العمليات منها عملية بئر الحديد التي أدت إلى حرق وتفجير معسكر إسرائيلي قرب قرية بقعاثا، وقام بجمع ومصادرة قنابل يدوية وتفكيك ألغام أرضية مضادة للدبابات والأفراد في موقع تل الريحان، كما كان مسئولا عن تجنيد إحدى الخلايا التابعة للمقاومة التي ضمت كلاً من مدحت الصالح وعصمت المقت.

_تم اعتقاله في الـ 23 من أيار / مايو 1985، ولُقب بعميد الأسرى السوريين كونه أقدم أسير في التاريخ السوري المعاصر، وفي الـ 20 من أيار / مايو 1986 أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكما جائرا عليه بالسجن لمدة 27 عام، ومن اللافت أن القاضي الذي أصدر بحقه هذا الحكم هو ذاته القاضي الذي أصدر الحكم بحق والده عام 1968. وقد عانى خلال فترة اعتقاله من انعدام الرؤية في العين اليمنى والآلام حادة في المعدة، وخاض العديد من الخطوات النضالية ضد ادارة السجون بهدف تحسين الأوضاع المعيشية للأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.

_بعد أن أتمّ سني اعتقاله الـ 27، تم الإفراج عنه في آب / أغسطس من عام 2012.

_ تم إعادة اعتقاله في 25 شباط / فبراير 2015 بعدما اتُهم بتوثيق تعاون جيش الاحتلال الإسرائيلي مع عناصر جبهة النصرة الإرهابية (المعروفة اليوم باسم هيئة تحرير الشام)، وحُكم عليه بالسجن 11 سنة بتهمة "التجسّس والخيانة والاتّصال بعميل أجنبي ونقل معلومات إلى سوريا في أوقات الحرب".

_أُفرج عنه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ليل الجمعة 10 كانون الثاني / يناير 2020 مع أسير سوري آخر هو أمل أبو صلاح الذي هو ينحدر من الجولان المحتلّ أيضاً، في إطار عمليّة تبادل معقّدة بوساطة روسية. مع العلم بأن المقت قد رفض سابقاً إطلاق سراحه المشروط من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بالإبعاد عن الجولان السوري المحتل ومسقط رأسه.

_ في الـ 12 من تشرين الأول / أكتوبر 2023، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله من منزله في الجولان السوري المحتل لمدة 24 ساعة، ثم أطلقت سراحه وفرضت عليه "الحبس المنزلي".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور