الإثنين 07 تشرين أول , 2024 03:54

عام على الطوفان: الشهداء القادة يعمّدون بالدم معادلة وحدة الساحات

قادة المقاومة الشهداء

يعد "طوفان الأقصى" ترجمة فعلية لوحدة الساحات التي عملت جبهات المقاومة على انضاجها طيلة السنوات الماضية، حتى تحققت على عدد من المستويات، تجاوزت الاعداد والتأهيل والتدريب ثم التسليح وتبادل الخبرات، ووصلت إلى مراحل أكثر تقدماً من الإعلان عن الاسناد ومشاركة أهداف الحرب، والعمل على تحقيقها عبر التواجد الفعلي بأرض الميدان، وهذا ينطبق على مختلف القيادات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى حزب الله والمقاومة العراقية واليمن وإيران، وهذا ما وثّقته دماء القادة الشهداء خلال عام على 7 أكتوبر المجيد.

 يعتقد كيان الاحتلال أن باغتياله قادة المقاومة أنه يحقق انجازاً استراتيجياً، في حين أثبت الميدان عكس ذلك. فلو نجح اغتيال القادة المؤسسين، في كل الجبهات، لما وصل الحال بإسرائيل لاعتبار نفسها مهددة "وجودياً". في حين أن ارتقاء ثلة من القادة يوحد الدم المقاوم ويعطي دفعاً للكوادر الجديدة أيضاً. وهنا عرض لأبرز القادة الذين ارتقوا خلال معركة طوفان الأقصى:

قائد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

يعد السيد الشهيد حسن نصرالله رمزاً من رموز المقاومة  ليس فقط في لبنان بل في  المنطقة بأسرها، ولا نغالي ان  قلنا في العالم أيضاً، نتيجة المسيرة السياسية الحافلة التي قادها طيلة أكثر من 23 عاماً،  بكل ما حملته من مفاصل رئيسية غيّرت وجه المنطقة، بعد أن كان المشروع الاميركي الاسرائيلي "فرض شرق أوسط" جديد. في حين ان شهادته أيضاً تعد مفصلاً هاماً على صعيد المنطقة والاقليم، خاصة بما يتعلق بالحرب الحالية ثم المرحلة التالية.

يمكن تلخيص شخصية السيد نصرالله بأنه "قاد الأمة من نصر إلى نصر". منذ  عام 1992 عند انتخابه أميناً عاماً للحزب إلى انتصار عام 2000 ثم 2006، وبعد ذلك القرار التاريخي بمساندة الشعب السوري في حربه ضد تنظيم  داعش الارهابي الوهابي والانتصار العظيم على المشروع التكفيري في المنطقة، واحباط مختلف مخططات الفتنة في لبنان إلى قرار فتح جبهة الاسناد للشعب الفلسطيني التي سيقودها أيضاً  للنصر الحتمي.

ولد في أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية لبيروت، وأكمل دراسته الثانوية في قرية "البازورية"، وهناك إنتسب إلى حركة أمل التي كانت معروفة آنذاك بـ"حركة المحرومين"، حيث أصبح بسرعة مندوب قريته، برغم صغر سنه.‏‏ توجّه في أواخر سنة 1976 إلى النجف الاشرف وهناك تعرّف على الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي كلّف الشهيد السيد عباس الموسوي بتولي أموره العلمية هناك.

 

عاد السيد نصر الله إلى لبنان سنة 1978م نظراً للممارسات التي كان يقوم بها النظام البعثي في العراق، وقد أكمل دراسته وتدريسه للعلوم الإسلامية في حوزة الإمام المنتظر (ع). وفي سنة 1982 بدأ الاجتياح الصهيوني للبنان وشهدت مدينة بعلبك تأسيس "حزب الله" وتولى السيد مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه.

في 16 شباط 1992، تم إنتخابه بالإجماع من قبَل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته القوات الاسرائيلية. وقد تصاعد الخط البياني لعمليات المقاومة كمّاً ونوعاً خلال تولّيه الامانه العامة للحزب إلى أن تم التحرير سنة 2000.

يمكن  الدلالة عن  شخص السيد الشهيد بالقرارات التاريخية التي اتخذها على صعيد لبنان والمنطقة، والتي كانت تنعكس بالدرجة الأولى على الوحدة الوطنية واحباط مشاريع الفتنة الداخلية. هذا الرجل العظيم الذي لا تكفي الاشارة إليه ببضع أسطر، كان الرجل  العربي الأول الذي قاد الحرب لأجل فلسطين واستشهد على طريق القدس في أقدس معركة منذ قيام  كيان الاحتلال.

الشهيد  اللواء عباس نيلفروشان

الشهيد اللواء عباس مرتضى نيلفروشان ارتقى برفقة السيد حسن نصر الله، شهيداً على طريق القدس، في الغارة التي  استهدفت الضاحية الجنوبية  لبيروت في 27 أيلول/ سبتمبر عام 2024. ويعد أحد القادة البارزين في حرس الثورة الإسلامية في إيران.

ولد في 23 من آب / أغسطس عام 1966 في أصفهان، خلال حرب الدفاع المقدس، تولى مناصب مختلفة في فرقة الإمام الحسين (ع) 14 والفرقة المدرعة الثامنة. بعد انتهاء الحرب، واصل دراسته وحصل على الدكتوراه في الإدارة الإستراتيجية.

في مسيرته العسكرية تولى منصب نائب عمليات القوات البرية للحرس الثورة الإسلامية (من العام 2005 إلى العام 2007)، وقائد مدرسة القيادة والأركان "دافوس" (من العام 2010 إلى العام 2014)، ونائب قائد مقر الإمام الحسين (ع)، والنائب التنفيذي ونائب العمليات للقائد العام للحرس (منذ العام 2018 حتى استشهاده وخلفاً للشهيد القائد محمد رضا زاهدي). كما تولى لـ 5 أعوام (على مرحلتين) قيادة قوة القدس في لبنان وسوريا (عمل مستشاراً عسكريا مع الدولة السورية خلال الحرب الكونية عليها ابتداءً من العام 2011).

اللواء الشهيد رضي موسوي

بعد عشرات محاولات الاغتيال الفاشلة، والتي كان يخرج منها دائماً بعزيمة وإرادة أكبر على إنجاز مهمته، كمسؤول دعم لوجستي وعسكري لمحور المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين، نال اللواء رضي موسوي (تم ترقيته الى رتبة لواء بعد شهادته) ما كان يتمناه ويطمح إليه دائماً، بأن ينهي مأموريته التي مدّدت من أسبوعين الى 30 عاماً بالشهادة، وذلك عبر عملية اغتيال نفذتها إسرائيل في الـ 25 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2023.

في الآونة الأخيرة، مع اشتداد مراحل معركة طوفان الأقصى، زادت وتيرة نقل الأسلحة النوعية من إيران باتجاه لبنان تحديداً، لذا حاول الإسرائيليون بشتى الوسائل الضغط على اللواء موسوي، لإيقاف عمليات الشحن والنقل هذه، لكن محاولاتهم باءت بالفشل دائماً.

تولى الشهيد مهامه في سوريا منذ العام 1993، وكانت مأموريته هناك لمدة أسبوعين فقط، لكن المأمورية امتدت حتى تاريخ استشهاده، أي بعد 30 عاماً. كان على علاقة مميزة بحزب الله وبقادتها، وفي مقدمتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والشهيد الفريق قاسم سليمان.

تعرّض لعشرات محاولات الاغتيال، أصيب مرتين خلالها. ومنذ فترة وجيزة لا سيما مع بداية معركة طوفان الأقصى كان يقول لمرافقيه ابتعدوا عني كي لا تقتلوا معي، حيث كان يشعر بأنه سيستشهد، وبالفعل استشهد وحده، واصيب أحد مرافقيه وهو بعيد عنه اصابات طفيفة.

إحدى محاولات اغتياله كانت عندما اغتيل الشهيد القائد مصطفى بدر الدين، حيث كان الشهيد في مكتبه، لكن السيد رضي لم يكن هناك حينها.

شارك في العديد من المعارك في حرب الدفاع عن سوريا 2011، مثل معركتي تحرير البادية وريف دمشق، وكان من ضمن الصامدين الذين صدوا هجوم الإرهابيين غربي حلب.

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد صالح العاروري

ارتقى يوم الثلاثاء الواقع 2-1-2024، شهيداً، من جرّاء عدوانٍ إسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

تقلد العاروري العديد من الوظائف المهمة داخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من بينها عضويته منذ عام 2010 في مكتبها السياسي، قبل أن يُختار نائباً لرئيس المكتب السياسي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2017.

التحق العاروري بالعمل الإسلامي في سن مبكرة من حياته، وقاد العمل الطلابي الإسلامي في جامعة الخليل منذ عام 1985 حتى اعتقاله عام 1992، والتحق بحركة حماس بعد تأسيسها أواخر عام 1987.

وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1990 و1992، اعتقل جيش الاحتلال العاروري إداريا (دون محاكمة) فترات محدودة على خلفية نشاطه في حركة حماس، حيث شارك خلال تلك الفترة في تأسيس جهاز الحركة العسكري وتشكيله في الضفة الغربية، وهو ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.

وفي عام 1992، أعاد جيش الاحتلال اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، لكن الاعتقال لم يوقف عمل العاروري حيث استغل تلك الفترة لتجنيد أعضاء جدد في الحركة والكتائب، وإنشاء خلايا هجومية ووضع خطط عسكرية. وفي عام 2007 أُفرج عنه، لكن الكيان أعاد اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة ثلاث سنوات (حتّى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.

كان أحد أهم المفاوضين لإتمام صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" بين الحركة وكيان الاحتلال (بالوساطة) والتي تمّت عام 2011، وتحرّر أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.

وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2017، انتُخب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

هدّد الكيان الإسرائيلي باغتياله عدّة مرات، ووجّه الرسائل إلى الكثير من الدول من أجل ملاحقته عبر "الإنتربول".

ويحمله الاحتلال مسؤولية عدّة عمليات في الضفة أبرزها خطف وقتل ثلاثة مستوطنين قرب الخليل في حزيران عام 2014. ويتهمه بإطلاق شرارة الحرب عام 2014 في غزّة والضفة. وكما أقدمت قوات الاحتلال على هدم منزله في منطقة العارورة شمال غرب رام الله.

وبدورها وصفت وزارة العدل الأمريكية العاروري بأنه "قائد عسكري رفيع المستوى في حماس"، ووضعت مبلغاً بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلّ على مكانه أو يتقدّم بمعلومة عنه، وذلك بفضل دوره القديم في قيادة خلية طلابية في جامعة الخليل في بداية التسعينيات، عندما انضم لحماس.

نعته حركة حماس في بيان بوصفه "قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس طوفان الأقصى". وبذلك تُختتم سيرته بالتحاقه بالرفيق الأعلى.

الشهيد القائد وسام حسن طويل

التحق الحاج جواد بصفوف المقاومة في العام 1989. وشارك في العديد من عمليات المقاومة الإسلاميّة قبل تحرير الجنوب عام 2000، وخاصةً النوعية منها.

أصيب بجراح بليغة في رقبته أثناء مشاركته في عملية سُجد النوعية خلال العام 1999.

 بعد تحرير الجنوب في أيار / مايو من العام 2000، شارك في العمليات النوعية التي استهدفت مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. كما شارك في عملية الأسر (الوعد الصادق) في العام 2006 وفي حرب تمّوز / يوليو بعدها.

ساهم بشكل كبير وفعال في بناء وتطوير الجهاز التدريبي في المقاومة. كما كان ركناً أساسياً في عملية تطوير المقاومة بعد العام 2006 وشارك في وضع البرامج المتعلقة بتطوير الميدان. وكان له دور أيضاً في نقل تجربة حزب الله إلى المقاومة الفلسطينية.

 واكب ورافق العديد من الشهداء القادة في المقاومة في مقدمتهم الحاج عماد مغنية "رضوان"، السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار"، الحاج أبو محمد سلمان الإقليم، الحاج محمد عيسى "أبو عيسى الإقليم"، الحاج حاتم حمادة "علاء الجوي"، الحاج علي فياض "علاء البوسنة"، خالد بزي "قاسم"، محمد قانصو "ساجد الدوير"، الحاج محمد سرور "جهاد"، وغيرهم.

مع بدء الحرب الكونية على سوريا، كان في طليعة القادة المقاومين الملتحقين في مهمة التصدي للتنظيمات الإرهابية، وقاد العديد من العمليات النوعية التي استهدفت هذه التنظيمات والتي ساهمت في التحرير الثاني. كما تولّى مسؤولية قيادة العمليات في سوريا، تحت قيادة الشهيد القائد مصطفى بدر الدين. كان له مساهمةً في تحرير العراق من تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، من خلال مساعدة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية.

بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى قاد العديد من العمليات التي استهدفت مواقع وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، وحاز على تنويه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عدة مرات. وكان هدفاً للاغتيال الإسرائيلي منذ سنوات حيث حاول الكيان النيل منه عدّة مرات.

اغتاله جيش الاحتلال صبيحة الاثنين 8 كانون الثاني / يناير من العام 2024 عندما استهدف سيارته في منطقة "الدبشة" في بلدة خربة سلم – جنوب لبنان.

الشهيد القائد أحمد الغندور

اغتالت آلة القتل الإسرائيلية عضو المجلس العسكري وقائد لواء شمال قطاع غزة أبو أنس" في 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2023.

قضى 6 أعوام في الأسر (1988-1994) في معتقلات كيان الاحتلال، ومن ثم سجنته السلطة الفلسطينية لمدة 5 سنوات أيضاً (ضمن سياسة الباب الدوار)، بسبب نشاطه الجهادي والمقاوم،  وتحرر في العام 2000 مع اندلاع انتفاضة الأقصى.

خلال الانتفاضة الثانية، عمل مساعداً للقائد عدنان الغول، الذي كان حينها مهندس القسام في قطاع غزة والساعد الأيمن للقائد العام للكتائب محمد الضيف "أبو خالد".

بعد استشهاد القائد الغول في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2004، تم تعيينه قائداً لمنطقة شمال قطاع غزة.

في الـ 23 من أيلول / سبتمبر من العام 2005، نجا من أولى محاولات اغتياله الإسرائيلية، حينما حصل انفجار أدى إلى استشهاد 19 شهيد، أثناء عرض عسكري للقسام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

كان المساعد الأبرز للقائد أحمد الجعبري خلال توليه لمسؤوليات القيادة التنفيذية، ويزعم الاحتلال بأنه كان من المشاركين في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط صيف العام 2006.

في 12 تموز / يوليو 2006، فشلت المحاولة الثانية لاغتياله، بالتزامن مع محاولة اغتيال القائد العام للكتائب محمد الضيف، وقد أصيب الغندور حينها بجروح طفيفة فقط. نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية أخرى عندما قُصف منزله ومنازل كان يتحصن بها خلال معارك عامي 2012 و2014، وقد استشهدت زوجته وابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا كانتا تتواجدان به عام 2014.

صنفته الولايات المتحدة الأمريكية "إرهابيًا دوليًا" في العام 2017،

لم تُعلن كتائب القسام أو حركة حماس تاريخ وطريقة استشهاده بالتحديد، لكن تم تشييعه ودفنه مع ثلة من رفاقه القادة الشهداء في 26/11/2023. ويدّعي الكيان المؤقت بأنه استشهد في الـ 16 من تشرين الثاني / نوفمبر 2023 خلال معركة طوفان الأقصى، بعد غارات شنّها جيش الاحتلال على أحد الأهداف في قطاع غزة.

الشهيد القائد إسماعيل هنية

فجر 31 تموز/ يوليو عام 2024، استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنية إثر استهداف كيان الاحتلال لمكان اقامته في العاصمة الإيرانية طهران.

وفي بداية حركته المناهضة للاحتلال، تعرض هنية للاعتقال من قبل السلطات الاسرائيلية ثلاث مرات، فبعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، اعتقل للمرة الأولى مدة 18 يومًا. وفي العام 1988 أمضى هنية 6 أشهر في سجون الاحتلال، فيما قضى في المرة الثالثة أطول فترة اعتقال حيث بقي ثلاث سنوات حتى عام 1991.

وبعد عام من إطلاق سراحه، نفى كيان الاحتلال، هنية مع 415 ناشطاً من قيادات وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، ليعود إلى غزة بعد عام واحد إثر توقيع اتفاق أوسلو.

في العام 2003 تعرض هنية لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل جهاز الموساد، وذلك أثناء تواجده والشيخ أحمد ياسين في شقة سكنية في قطاع غزة.

وعام 2006 ترشح هنية لمنصب رئاسة الحكومة على رأس قائمة التغيير والإصلاح، ففاز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي وأصبح رئيسًا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس. لكن بعد عام من توليه رئاسة الحكومة، أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدما سيطرت كتائب عزالدين القسام على الأجهزة الأمنية في غزة لحسم الانفلات الأمني الذي دام فيها لشهور، لكن بقي هنية رئيسًا للحكومة المقالة حتى عام 2014، حيث تم تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة رامي الحمدالله.

فيما بعد، انتخب إسماعيل هنية في العام 2017 رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، من خلال عملية انتخابية جرت في الدوحة وغزة عبر نظام الربط التلفزيوني، نتيجة لإغلاق معبر رفح آنذاك ما حال دون سفر هنية إلى قطر.

وفي العام 2018، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية هنية على لائحة الإرهاب، وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها بأن هنية "على صلة" بكتائب عز الدين القسام. ويقضي هذا القرار بتجميد أمواله في البنوك الأمريكية، إضافة إلى منع أي شركة أو مؤسسة أمريكية من التعامل معه.

في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2023 استهدفت طائرات الاحتلال حفيدة هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعد نحو 10 أيام استشهد حفيده الأكبر بعد تنفيذ ضربة جوية إسرائيلية على منزله.

يوم 1 أبريل/نيسان 2024 اعتقلت الشرطة الإسرائيلية إحدى شقيقات هنية قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في الحركة. كما اغتال الاحتلال الإسرائيلي 3 من أبناء إسماعيل هنية في 10 أبريل/نيسان 2024 كانوا على متن سيارة مع 5 من أبنائهم لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر المبارك.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قتل أبناء هنية كان عملية اغتيال بالتخطيط مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

الشهيد القائد فؤاد شكر

كان له تاريخ ودور تأسيسي في المقاومة الإسلامية، بدءاً من الثمانينيات منذ قتال اللحظات الأولى في خلدة وصولًا إلى طوفان الأقصى، وهو من مواليد النبي شيت - بعلبك، 15 أبريل (نيسان) 1961. طوّر علومه العسكرية في جامعة الإمام الحسين في طهران. وعمل كمستشار في الشؤون العسكرية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. كما عمل في أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، وهي "المجلس الجهادي".

عمل كمساهم رئيسي إلى جانب الشهيدين القائدين الحاج عماد مغنية والسيد ذو الفقار وآخرين، على تأسيس الجهازين الأمني والعسكري لحزب الله منذ بداياته. وأسس مجموعة من الاستشهاديين في منطقة الأوزاعي في الأشهر الأولى للاجتياح باسم "مجموعة الميثاق" أو "مجموعة العشرة". وكان آخر من تبقى منها على قيد الحياة بعد تنفيذ أصغر أعضاء المجموعة الاستشهادي الشيخ أسعد برو عمليته الاستشهادية.

- عام 1992، ذهب إلى البوسنة قائدًا لمجموعة من مجاهدي المقاومة الاسلامية أيضًا للدفاع عن أهل البوسنة، حيث أجرى عملية تنسيق عمل المجموعة وتوزيعها وعاد إلى لبنان بحكم منصبه كمعاون جهادي للأمين العام آنذاك السيد عباس الموسوي. وكلّف مع الحاج عماد ومسؤولين آخرين بملف الثأر للسيد عباس.

- ساهم في عمليتي تصفية الحساب 1993 وعناقيد الغضب 1996 حيث رافق سماحة السيد في عمليات التفاوض غير المباشرة التي جرت في دمشق والتي افضت الى تثبيت عملية عناقيد الغضب. وقاد الوحدة البحرية في حزب الله منذ تأسيسها، وخلال قيادته للوحدة نفذت عدة عمليات أهمها العملية البحرية الأولى وعملية انصارية.

وعمل منذ العام 1999 مسؤولاً لملف العمليات المركزي في المقاومة الاسلامية حتى استشهاده وكان من المشاركين والمخططين الرئيسيين للدفاع عن لبنان في حرب تموز 2006.

قاد التخطيط لعملية أسر ثلاثة جنود صهاينة في 7-10-2000 عند بوابة حسن في مزارع شبعا، وشارك الحاج محسن في العملية بشكل مباشر في مجموعة الاقتحام، حيث أصيب خلالها إصابة بليغة في يده اليمنى.  وكان هو من أطلق العملية بطريقة مبتكرة إذ تولى لنفسه تنفيذ مهمة تفجير بوابة حسن معلناً انطلاق العملية.

من المساهمين والداعمين لتأسيس وحدة الرضوان ووحدات خاصة سرية أخرى. تولى تطوير البنية التصنيعية والتسليحية في حزب الله، كما متابعة تطوير القوات الجوية والقوات الصاروخية للحزب كما والدفاع الجوي وتولى إدارتها.

أدار باقتدار عمليات إسناد غزة منذ اللحظة الأولى، وكانت له مساهمات في التخطيط وإدارة المعركة منذ 8-10-2023 وحتى استشهاده.

- وضعت وزارة الخزانة الأمريكية السيد فؤاد شكر على لائحة "الإرهاب" عام 2015. وترى الولايات المتحدة أن الحاج محسن لعب "دوراً محوريًّا" في تفجير ثكنات المشاة البحرية الأمريكية ببيروت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1983؛ وفي يوم 10 سبتمبر/أيلول عام 2019، على أساسها صنَّفت وزارة الخارجية الأميركية السيد شكر بشكل خاص كـ "إرهابي عالمي".

مساء 30 تموز/يوليو 2024، مضى ليحلّق قرب رفاقه الذين سبقوه، تاركاً إرثاً طويلاً من العمل الجهادي، وسيوارى الثرى اليوم في الضاحية الجنوبية بوداع يليق بتاريخه.

الشهيد القائد محمد نعمة ناصر

التحق بصفوف المُقاومة الإسلاميّة عام 1986. وشارك في العديد من العمليّات العسكريّة ضد مواقع الجيش الإسرائيلي إبان فترة احتلال جنوب لبنان، حيث تعرض للإصابة أكثر من مرة.

شارك في التصدي البطولي للعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز / يوليو عام 2006.

شارك في التصدي للتنظيمات الإرهابيّة في العراق وسوريا خلال الفترة الممتدة من العام 2011 وحتى العام 2016، حيث تعرّض للإصابة في معارك السلسة الشرقيّة في العام 2015.

بعد استشهاد القائد حسن محمد الحاج "الحاج أبو محمد الإقليم" في العام 2016، توّلى مسؤولية وحدة عزيز. كما خطط وقاد وأشرف على العديد من العمليّات العسكريّة ضد مواقع ومنشآت، وقواعد، ونقاط انتشار العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين المُحتلّة، خلال عمليات طوفان الأقصى.

حائز على تنويه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدة مرات.

اغتاله جيش الاحتلال مع مرافقه الشهيد محمد غسان خشاب "ذوالفقار" يوم الأربعاء بتاريخ 03-07-2024 في منطقة الحوش في جنوب لبنان.

الشهيد القائد طالب عبدالله

كان هدفاً لإسرائيل منذ سنوات، ولم تستطع النيل منه إلّا بعد مرور 249 يوماً من معركة طوفان الأقصى، لينال عندها الأمنية التي سعى إليها: شهيداً على طريق القدس.

يعدّ من قدامى المجاهدين في المقاومة الإسلاميّة التي التحق بها في العام 1986، عندما كان عمره 17 عاماً.

كان أحد قادة عمليات تحرير جنوب لبنان في أيّار / مايو 2000، وأوّل الداخلين إلى مركز قيادة الجيش الإسرائيلي في بنت جبيل "موقع الـ 17" ومركز قيادة العملاء.

 في العام 2006، تسلًم مسؤولية قيادة محور بنت جبيل، واستطاع إفشال كل الخطط العسكرية الإسرائيلية وأبرزها خطة الوصول الى ملعب بنت جبيل لضرب خطاب بيت العنكبوت. وقد استمر بقيادة هذا المحور حتى العام 2015، ليتسلم بعدها مسؤولية نائب قائد وحدة "نصر"، ومن ثم قائد الوحدة عام 2016.

خلال حرب الدفاع عن سوريا، شارك في معارك منطقتي ريف حلب وسهل الغاب.

وصفته قناة الجزيرة بالقائد التاريخي في المقاومة الإسلامية، كاشفةً بانه انخرط في جبهات القتال في حرب البوسنة أوائل التسعينات، إلى جانب القائد علي عزت بيجوفيتش.

في المرحلة التي سبقت عملية طوفان الأقصى، كان يتفقد باستمرار الشريط الحدودي ويعمّق معرفته بكل تفاصيل الاحتلال، من التشكيلات إلى القدرات وصولاً إلى دراسة المواقع وتجهيزاتها.

في الـ 11 من حزيران / يونيو 2024، نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 3 غارات متتالية على منزل في بلدة جويا – جنوبي لبنان، والذي كان الحاج أبو طالب ورفاقه يتواجدون فيه. أما رفاقه فهم الشهداء: محمد حسين صبرا الملقب بـ "باقر"، وعلي سليم صوفان الملقب بـ "كامل"، وحسين محمد حميد الملقب بـ "ساجد".

الشهيد محمد رضا زاهدي

ولد العميد الشهيد محمد رضا زاهدي في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1960 في أصفهان، وانضم إلى حرس الثورة الاسلامية عام 1980، وكان أحد القادة المهمين في الحرس الثوري أثناء الحرب المفروضة، وقائداً لفرقة قمر بني هاشم (44) من عام 1983 لغاية 1986.

كان قائداً للفرقة الرابعة عشرة للإمام الحسين (ع) بين عامي 1986 و1991. وقائداً لمقر "ثار الله" من عام 2005 إلى 2006. تسلّم أيضاً قيادة القوة الجوية للحرس الثوري لمدة قصيرة عام 2005. بعدها تولى مسؤولية قيادة القوات البرية لحرس الثورة حتى عام 2008.

عمل العميد الشهيد زاهدي في قوة القدس من عام 2008 إلى عام 2016. وكان مسؤول العمليات في الحرس الثوري من عام 2016 إلى 2019. ثم عاد للعمل مسؤولاً في قوة القدس في سوريا ولبنان من عام 2020 لغاية 2024.

الشهيد محمد هادي حاج رحيمي

محمد هادي حاج رحيمي هو أحد قادة حرس الثورة الإيرانية وله تاريخ في كونه ضابطاً في الحرس، أصيب بجراح مرات عدة أثناء القيام بعمله الجهادي. وكان الشهيد رحيمي نائباً للشهيد زاهدي في سوريا ومعاون التنسيق في قوة القدس، كما كان مسؤولاً للعمليات في الحرس ورفيقاً لقائد قوة القدس الشهيد قاسم سليماني.

الشهيد حسين أمان الله

الشهيد حسين أمان اللهي وعمره خمسون عاماً، من مدينة إسلام شهر في محافظة طهران. عمل مستشاراً في سوريا واستشهد فيها بعد أن أمضى 15 عاماً في حرس الثورة.

تدخل الحرب عامها الثاني دون أن يحقق كيان الاحتلال أهدافه باقتلاع المقاومة من أرضها، في حين أن التكاتف الميداني الذي يترجم فعلياً بين الساحات، يأخذ منحى تصاعدياً. في حين أن الدكاء التي سالت لأجل هذه المسيرة، ومنهم من التحق بركب المجاهدين الاحرار، من مختلف الساحات في اليمن والعراق أيضاً، لم يتم الكشف عن اسمائهم بعد  لعدد من الأسباب قد يتعلق بعضها بطبيعة المعركة، في حين أن الانتصارات المتتالية التي تحققها المقاومة تكشف عن الانجازات التي حققها هؤلاء، والتي تستمر  ثأراً وغضباً ونصرة للحق ودفاعاً عن  الأرض ومشروع المقاومة في المنطقة والعالم.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور