اجتياح لبنان عام 1978

في الـ 14 من آذار / مارس من العام 1978، قام الكيان المؤقت بتنفيذ أول اجتياح بري للبنان، والذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الإسرائيليَّة اسم "عملية الليطاني"، واحتلّ خلالها الجيش الإسرائيلي بواسطة 25 ألف جندي، كلّ الأراضي اللبنانيّة حتّى نهر الليطاني.

وقد استمرت السيطرة الإسرائيلية على هذه المنطقة لمدّة 3 أشهر، قبل أن تنسحب بعدها القوات الإسرائيلية إلى الحدود الدوليّة ما بين لبنان وفلسطين المحتلّة. وكانت هذه الحملة تهدف إلى القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية المتمركزة في جنوب لبنان، وتدمير بنيتها التّحتيّة، من أجل الحدّ من العمليّات الهجومية التي كانت تقوم بها ضدّ الكيان ومستوطني شمالي فلسطين، وآخرها عملية كمال عدوان البطولية بقيادة منذ 3 أيام ما قبل الاجتياح (11 آذار / مارس من العام 1978).

وقد أسفرت هذه العملية عن استشهاد ما بين 1100 إلى 2000 من المقاومين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين، وإلى تهجير ما بين 100 ألف إلى 250 ألف مواطن لبناني من بيوتهم وقُراهم.

وقد نجح كيان الاحتلال في تحقيق أهدافه من هذه العملية العسكريّة ظاهرياً، حينما استطاع إبعاد قوّات المقاومة الفلسطينية إلى منطقة شمالي نهر الليطاني، لكنها سرعان ما استطاعت العودة وتكرار تنفيذ عملياتها ضد الكيان.

من جهة أخرى، أدّت اعتراضات الحكومة اللبنانية على الاجتياح الإسرائيليّ إلى تكوين قوّات اليونيفيل الدولية -UNIFEL، على افتراض أنها ستكون قوة لحفظ السلام في جنوب لبنان، فيما أثبتت التجارب خلال السنوات التي تلت (خاصة خلال اجتياح لبنان عام 1982 – فترة احتلال جنوب لبنان ما قبل 2000 – حرب تموز عام 2006)، بأنها ليست سوى قوة مراقبة لصالح إسرائيل فقط. كما أدّى هذا الاجتياح لإصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 425 والقرار رقم 426 اللذان تضمنا دعوة القوّات الإسرائيلية للانسحاب مِن لبنان، وهو الذي لم يحصل إلا بفضل المقاومة اللبنانية في 25 أيار / مايو من العام 2000.