صلاح الدين الحسيني، معروف بـ "أبو العباس"، شاعر فلسطيني رفع القضية الفلسطينية بأسلوبه الخاص من المقاومة المسلّحة الى الكلمة الى الفن والشعر والموسيقى. شخصية استطاعت الجمع بين هذا المزيج ليكون "ثروة أدبية وفكرية وفدائية".
ولد في قطاع غزّة عام 1935، والتحق بصفوف حركة فتح أثناء تواجده في العاصمة المصرية القاهرة عام 1967، وكانت بدايات انطلاق "الثورة الفلسطينية المسلّحة" كما عرفت آنذاك، واشتهر بكتابة أول نشيد للثورة الذي عُرف "بنشيد العاصفة"، وشكّل مع شاعر آخر وملحن إنتاج أناشيد الثورة ضمن فرقة عُرفت بـ "صوت العاصفة"، بالإضافة الى دره في تأسيس الاعلام الحربي للحركة وتسلّمه مهمّة الناطق العسكري باسم "قوات العاصفة"، ليصبح بعدها الناطق الموحّد باسم جميع "قوات الثورة الفلسطينية" عام 1971.
القصائد سلاحه الأوّل
جسّد الحسيني بقلمه وبين طيّات قصائده وكتاباته التاريخ الفلسطيني بمراحله، منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي عام 1948 وما خلّفه من جرائم وتشريد للشعب، وأكّد من خلاله هويته والهوية الفلسطينية التي أراد حفظها للأجيال القادمة وبثّ روح الحماسة للانتفاض والمقاومة ضد كيان الاحتلال لا سيما مع بدأ صعود العمل العسكري كشكل أساسي من أشكال مواجهة الكيان، حيث يعتبر "ان أقصر طريق إلى البيت هو الرشاش".
وحتى بعد حرب 1967 واصلت كلمات الحسيني لتكون بمثابة إعادة الأمل الى الشعب الفلسطيني والعربي. كما تطرّقت قصائده الى كافة تفاصيل الأزمات في الساحة الفلسطينية.
ومن أشهر قصائد الحسيني التي لُحنّت وتحوّلت الى نشيد خلّد الصراع الفلسطيني مع الكيان الإسرائيلي وانتشر بشكل واسع في العالم العربي "طل سلاحي".
وبعد ذلك اكتسب لقب "شاعر الثورة الفلسطينية".
عمل صلاح الدين الحسيني أيضاً في مجال المسرح حيث أسس مؤسسة "المسرح والفنون الشعبية الفلسطينية" عام 1975 في العاصمة اللبنانية بيروت، كما شكّل فرقة من أبناء وبنات شهداء "الثورة الفلسطينية" جال بها في العديد من الدول لتعريفها ت بطريقته – بالقضية الفلسطينية ونشر ثقافة المقاومة.
اختتم الحسيني مسيرته في الحركة فتح والمشهد السياسي العام بعد توقيعها لما يسمى "اتفاقية أوسلو" في العام 1993. واستقر في القاهرة بالعمل في مشروعه "مسرح الطفل الفلسطيني" حتى فارق الحياة في الحادي عشر من شهر كانون الثاني عام 2011 متأثراً بالتهاب رئوي حاد عن عمر ناهز الـ 76.
الكاتب: غرفة التحرير