يوماً بعد يوم، تؤكد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، على ما دأب مناصرو القضية الفلسطينية والمقاومة تكراره منذ ما قبل النكبة عام 1948. بأن الصهاينة لا سيما أولئك المحتلين للكيان المؤقت، هم نسخة طبق الأصل عن النازيين، ونسخة طبق الأصل أيضاً عن التكفيريين، بجرائمهم الدموية اللا إنسانية.
ففي أوكرانيا، نفذت القوات والفصائل النازية الجديدة، العشرات من الجرائم ضد أبناء إقليم "الدونباس"، بحيث استشهد أكثر من 14 ألف مدني، ما بين طفل وامرأة ومسن، لم تكن جريمتهم سوى أنهم من الناطقين أو من أصول روسية. مع العلم بأن هناك نسبة كبيرة من الأوكرانيين (في الشمال والشرق والجنوب) ناطقين باللغة الروسية، ومنهم الرئيس الحالي "فولوديمير زيلنسكي"، الذي لم يكن متقناً للغة الأوكرانية حينما فاز بالانتخابات.
لكن اللافت، أن العالم الغربي الذي لا طالما روّج لعدائه للنازية، والذي تحالف مع الصهيونية، ها هو يستعد لاستقبال المتطوعين للقتال في أوكرانيا، وإن كانوا من التنظيمات التكفيرية. وبالتالي يتأكد أن الفروقات فيما بين هذه الأيديولوجيات ليست بالجوهرية، فهناك الكثير من الأمور المشتركة حد التطابق، ما بينها أبرزها:
_ التعصب ورفض وجود الآخر بالمطلق، باعتماد الاختلاف الديني والعرقي وحتى اللغوي. فالنازيون كانوا متعصبين للعرق الآري، والصهاينة متعصبون لليهود الذين يزعمون وجود كيان أرض الميعاد وبأنهم شعب الله المختار، والتكفيريون المتعصبون للوهابية الذي يكفّرون جميع من يختلف معهم.
_ الدعوة لإقامة دولة تكون صافية لجهة المعتقد الديني أو العرق (الرايخ، دولة داعش، الدولة اليهودية). وإن لم يتمكنوا من طرد أو قتل كل الأشخاص المختلفين، فيتم استخدامهم في الوظائف المتدنية، ومنعهم من حصولهم على أدنى حقوقهم الإنسانية والحياتية. وهذا ما كانت عليه الحال منذ سنوات في إقليم الدونباس وشبه جزيرة القرم، لكن لم يحرك العالم ساكناً تجاه هذه الجرائم. وهذا ما كان عليه الحال منذ مطلع القرن العشرين، حين قدمت الجماعات الصهيونية الاستيطانية، لاحتلال الأراضي في فلسطين ولبنان والأردن، وسعوا لتأسيس كيان يمتد من النيل الى الفرات. وأيضاً داعش التي هدفت الى بناء ما سمته بدولة الخلافة التي تجمع العراق بسوريا ولبنان ولا تقف عند حدود الأردن ودول الخليج.
_ توظيف جرائم القتل بوحشية، في سبيل تحقيق هدفهم بإرهاب الناس، لدفعهم للهروب والاستسلام. فالنازية استطاعت خلال الحرب العالمية الثانية، من السيطرة على أغلب دول القارة الأوروبية، في فترة زمنية قصيرة، من خلال البطش والإرهاب بحق الجيوش ضدها. والنازية الجديدة أيضاً، لا تتورع عن تنفيذ أي جريمة للوصول لأهدافها، وآخرها ما يحصل من استفزازات لتعمد سقوط الضحايا المدنيين. وداعش، سعت من خلال الترويح لمقاطع فيديو التي تظهر قطعها لرؤوس معارضيه، الى استسلام كل من يواجهها، وهذا ما استطاعت تحقيقه نسبيا في أول ظهورها بالعراق وسوريا، الا أن تصدى لها محور المقاومة وأنهى حلم الدولة.
الكاتب: غرفة التحرير