حط الرئيس الأميركي جو بايدن على أرض مطار بن غوريون يوم أمس الأربعاء. وكان باستقباله رئيس وزراء سابق كان قد قرر ترك العمل السياسي لكنه حضر في اللقاء على مضض، ورئيس وزراء حالي سيرعى اجراء الاستحقاق الانتخابي الخامس خلال 3 سنوات. وسط أزمة سياسية طويلة الأمد، أنتجت خلافات وصلت إلى كل الأحزاب السياسية والعسكرية.
صحيفة هآرتس أشارت في مقال لها إلى أن "دافيد امسالم الذي يصمم على الاستناد إلى الموضوع الشرقي الذي يخدم موقف الضحية الأبدي، يقول بأنه لم يكن ليسمح ليئير لبيد بـ "إدارة بسطة خضراوات"، معتبرة ان "النضال في هذه المرة ليس ضد بيبي الشخص فقط، بل هو ضد اليمين المتطرف، والمتدين والمتعصب وغير الديمقراطي، الذي قد ينهي ما تبقى من إسرائيل".
النص المترجم:
بصوت خافت يهمس كثيرون "انتخابات أخرى"، تنهد ينطوي على نوع من اللامبالاة، سنذهب مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، ونأمل أن يكون لدينا يوم جميل، وهكذا يمكننا التنزه مع الأولاد.
هذه هي الانتخابات الخامسة في غضون ثلاث سنوات، لكن اليمين يأتي إليها للمرة الأولى بعيون تقدح الشرر بعد فقدانه السلطة. بالنسبة له، لا معركة هنا، بل حرب لإعادة الاحتلال. كتلة كاملة ومتكتلة تعزز الصفوف وتحارب من أجل كرامتها وتكذب بدون خجل. حملة اليمين غير اعتذارية. هذه الحملة تفترض بأن الدعاية والتحريض في الشبكات الاجتماعية فعلت فعلها، وأن الأرضية ممهدة، وأنه قد حان الوقت لتقويض الديمقراطية بشكل صريح.
إذا كانت عضوة كنيست من الليكود تعتقد أن حل منظومة القضاء في إسرائيل سيساعد في انتخابها في الانتخابات التمهيدية، فإن التفسير المطلوب هو وجود جمهور كبير في أوساط أعضاء الحزب مستعد لرفع يده على منظومة القضاء كلها حجر أساس الديمقراطية الإسرائيلية. وهم حتى يوافقون على أن "المدعي العام سيدفع كرسيه ثمناً للتحقيقات التي لم تنضج"، إلى هذه الدرجة تضخمت المعركة ضد سلطة القانون عقب ما يسمى "حياكة ملفات لرئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو".
وفي جعبتهم أيضاً كلاب هجومية تُسمع هراءات، لكنها مخلصة لرسائل الحملة. دافيد امسالم الذي يصمم على الاستناد إلى الموضوع الشرقي الذي يخدم موقف الضحية الأبدي، يقول بأنه لم يكن ليسمح ليئير لبيد بـ "إدارة بسطة خضراوات". لماذا؟ لأنه غير مثقف بما فيه الكفاية، حسب رأيه. أنا لم أصوت للبيد يوماً ما، ولكنه شخص مثقف وواسع الأفق وقام بتأليف كتب ومسرحيات، وكان له مقال رئيسي في صحيفة مشهورة، وهو الشخص البارز في هيئة الأخبار الأكثر شعبية في التلفزيون خلال سنوات. من المشروع القول بأن هذه التجربة لا تكفي من أجل الوقوف على رأس حكومة. ولكن هل يمكن إبعاد هذا الشخص بسبب ثقافته الشخصية؟ هل هناك أحد من أعزاء امسالم يقول بأن من باع الأثاث في "ريم" ممنوع أن يشغل منصب رئيس الحكومة؟
ها هو إذاً أسلوب الحملة المسمومة حتى قبل بدايتها. ايرز تدمر، وهو من رؤساء حركة الواشين الاستفزازية "إذا شئتم"، يتحدث بقرف عن شهادة هداس كلاين؛ فهي بالنسبة له شريكة في تجريم نتنياهو ولوائح الاتهام التي قدمت ضده. مستوى الإنكار غير مستوعب. وكأن "تدمر" لم يسمع شهادات شاهدي الدولة، شلومو فلبر ونير حيفتس، الأول بثقة والآخر بتلعثم، واللذين قدما الشهادة على سلوك نتنياهو المرفوض. كلاين مثيرة للانطباع أكثر منهما، فهي أعطت شهادة شاملة ومقنعة ومحرجة لكل شخص يحترم نفسه وله معيار أخلاقي أساسي.
أتذكر أن كان في الدولة عملية "للقضاء على الأمية" في فترة معينة. ويمكن القول إننا الآن نشهد عملية منظمة لـ "القضاء على الديمقراطية". انقلب المشروع رأساً على عقب. ففي الوقت الذي تحارب فيه منظمة مثل "بتسيلم" من أجل شرعيتها، فإن منظمات مثل "إذا شئتم" و"حنونو" وأعضاء كنيست مثل ايتمار كهانا وبن غفير، أصبحوا عملة متداولة للتاجر، وليس لهم أو لمصوتيهم التزام بالحفاظ على الديمقراطية.
النتيجة التي يجب استخلاصها هي أن الكتلة المناوئة يجب أن تبدأ بالعمل. واندماج "أزرق أبيض" مع "أمل جديد" هو رد إيجابي أول، جاء من خلال إدراك جوهر المعركة التي يواجهونها. ولكن هذا غير كاف. الآن حان وقت إعادة الرايات السوداء إلى المفترقات، بنفس الثقة والوعي بأن أمامنا خطراً أكبر وأخطر. النضال في هذه المرة ليس ضد بيبي الشخص فقط، بل هو ضد اليمين المتطرف، والمتدين والمتعصب وغير الديمقراطي، الذي قد ينهي ما تبقى من إسرائيل.
المصدر: هآرتس
الكاتب: عوزي برعام