بالتزامن مع الحرب العسكرية التي تخوضها فصائل المقاومة في غزة، فإن هناك نوعاً آخر من الحروب يخاض أيضاً، بعيداً عن أعيننا ولا يقل ضراوة، وهو الحرب الإلكترونية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. أما أرض هذه الحرب، فهي وسائل الاتصالات والحرب السايبرية.
فبعد 8 أيام من بدء القتال، نستطيع الاستنتاج أن فصائل المقاومة قد حققت إنجازاً على هذا الصعيد أيضاً، بالاستناد على عدم تمكن استخبارات الاحتلال حتى الآن، من توجيه ضربة لقدرات المقاومة البشرية او الصاروخية والنوعية، ما يدل على عدم اختراق الاحتلال لشبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة حتى الآن، التي تكمن أهميتها في أنها الجزء الرئيسي لإدارة أي معركة، ووسيلة التنسيق بين غرفة العمليات والوحدات، لذا اختراقها سيؤدي تلقائياً إلى معرفة أماكن الوحدات القتالية، ما يسهل استهدافها بعمليات قصف جوي أو عبر عمليات كوماندوس.
ما دفع بجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، إلى توجيه الوحدة 8200، المسؤولة عن العمليات والرصد الالكتروني، لتحسين جودة المعلومات وإعادة بناء بنك الأهداف، وتستفيد هذه الوحدة بشكل أساسي من مراقبة وسائل التواصل الاجتماعية، والتنصت على المكالمات الهاتفية، أو إجراء المحادثات النصية المضللة، أو اختراق الأجهزة الخليوية، كما تتعقب شرائح الشركات الفلسطينية الخلوية، لما لها من دور في كشف الموقع الجغرافي، في حال لم يكن الهاتف موصول بالإنترنت.
كما تستعين هذه الوحدة، بطائرات تخترق كل موجات الاتصال اللاسلكي، لذلك تستطيع كشف أماكن أعمدة الإرسال، وحتى أطراف الاتصالات (المرسل والمرسل اليه)، كما تستطيع تعقب كافة الأجهزة الالكترونية، والتحرك البشري على الأرض.
إجراءات المقاومة الدفاعية
في المقابل حذرت فصائل المقاومة ووزارة الداخلية في غزة المواطنين، من الاتصالات والرسائل النصية المشبوهة، التي ترد إليهم من أرقام هواتف مجهولة لهم، أو حتى من أرقام مؤسسات وجهات فلسطينية قد يكون تم اختراقها، وتقف خلفها وحدة 8200.
كما قام الفريق الأمني للمقاومة، بعدة إجراءات دفاعية ووقائية، عبر منع العدو من التجسس التكنلوجي وخرق نظم ووحدات المقاومة، بالإضافة إلى السيطرة على الاتصالات، ونشر الحملات التوعوية عبر مواقع الانترنت … إلخ.
مع الإشارة إلى أن هذا الفريق الأمني، يمتلك طاقات بشرية مبدعة، استطاعت الحصول على معلومات مهمة عن جيش الاحتلال، من خلال اختراق أجهزة اتصالات جنوده وضباطه والمستوطنين، كما استطاع اختراق شبكات الكاميرات في المستوطنات، وأكبر دليل هو توجيه جيش الاحتلال رسالة عند بدء العمليات تحذيراً للمستوطنين، بإطفاء الكاميرات خوفاً من اختراق المقاومة لها.
الكاتب: غرفة التحرير