زيارة السيد رئيسي اللاتينية: استكمال أفول أمريكا في ساحتها الخلفية

الرئيسان السيد رئيسي ومادورو

تعتبر زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي، إلى 3 دول في أمريكا اللاتينية – القارة التي لطالما اعتبرها الساسة الأمريكيون سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين بأنها حديقة بلادهم الخلفية – هي رسالة تحدٍ جديدة، تؤكد بأن لا وجود لأي قوة أو دولة في العالم، كالولايات المتحدة الأمريكية، تستطيع منع الترابط بين الدول التي لا تسير وفقاً لسياساتها، مما يؤكد استمرار مسار أفولها، لكن هذه المرة في ساحتها الخلفية.

فهذه الزيارة التي تستمر 5 أيام، تتم الى منطقة وقعت فيها العديد من الصراعات التاريخية المؤثرة خلال فترة الحرب الباردة، بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، في بلدان مثل كوبا ونيكاراغوا. وكانت دائماً ما تثير فيها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الحروب والانقلابات، وآخر هذه المحاولات ما حصل في فنزويلا وكوبا.

من جهة أخرى، تعتبر هذه الزيارة خطوة أخرى في مسار إحياء العلاقات بين إيران ودول الكاريبي وأمريكا اللاتينية. فعلى الرغم من أن السيد رئيسي سيزور البلدان الثلاث كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، إلا أن إيران تركّز أيضاً على الدور الفاعل والمهم الذي يمكن أن تلعبه البرازيل، وهي جهة صناعية واقتصادية رئيسية في هذه القارة بل وفي العالم أيضاً.

ومنذ وصول الرئيس لولا دا سيلفا الى الانتخابات، أظهرت الدولة البرازيلية العديد من الإشارات الإيجابية تجاه إيران مثل:

_الموافقة على مرور ناقلات النفط الإيرانية عبر بحر الكاريبي وحدودها المائية رغم التهديدات الخفية والعلنية للإدارة الأمريكية.

_دعم عضوية إيران في اتفاقية بريكس (والبرازيل هي أحد الأعضاء الرئيسيين في اتفاقية بريكس، وهي من أبرز الداعين الى عالم متعدد الأقطاب).

_التأكيد على الدور السلبي لحلف الناتو في إشعال الحرب ضد روسيا في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، محاولة التأثير على جهات غربية فاعلة، من أجل إنهاء هذه الحرب من خلال إعداد طاولة مفاوضات السلام. وهو ما تتفق عليه تماماً الحكومتان الإيرانية والبرازيلية.

أهداف الزيارة الأخرى

_ تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين إيران ودول أمريكا اللاتينية (في شكل دبلوماسية اقتصادية). ويصب هذا الهدف في صميم سياسة السيد رئيسي الخارجية التي تدعو الى تنويع الخيارات الاقتصادية للبلاد.

وفي هذا الإطار وقّعت إيران وفنزويلا خلال هذه الزيارة 25 اتفاقا للتعاون، وقال السيد رئيسي -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بالقصر الرئاسي في كراكاس- أن للبلدين مصالح ووجهات نظر وأعداء مشتركين، وأن الشعب الإيراني أثبت صداقته للشعب الفنزويلي على مدى السنوات الماضية، وأظهر دائماً أنه صديق أيامهم الصعبة. مبيناً أن الهدف المستقبلي للبلدين زيادة حجم المبادلات بينهما من 3 مليارات دولار في السنة إلى 10 مليار سنوياً كمرحلة أولى، ثم لاحقا إلى 20 مليار دولار سنوياً.

من جهته، أعلن الرئيس مادورو أن إيران تلعب دورا من الطراز الأول بصفتها إحدى أكبر القوى الناشئة في العالم الجديد"، منتقدا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقول: "نحن في الجانب الصحيح من التاريخ. معاً لن يكون بالإمكان قهرنا". مضيفاً بأنه طلب من السيد رئيسي المزيد من الدعم على الدوام من أجل تطوير تعاون علمي وتقني قوي.

_ الاتفاق على تطوير التعاون مع هذه الدول في مجالات الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطب.

_ الاتفاق على سياسات وطرق للالتفاف حول إجراءات الحصار الاقتصادي الأمريكية (العقوبات الأحادية الجانب).

_ تعزيز التعاون والتنسيق بين هذه الدول، في الشؤون السياسية على مستوى المؤسسات الدولية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور