الثلاثاء 04 تموز , 2023 04:05

معركة "بأس جنين": محور المقاومة مستنفر وجاهز

معركة بأس جنين ومحور المقاومة

تتواصل معركة "بأس جنين"، التي يخوضها المقاومون الفلسطينيون بمختلف فصائلهم، وقد استطاعوا حتى الآن تحقيق العديد من الإنجازات، وقاموا بالكشف عن بعض ما يمتلكونه من مفاجئات، بانتظار ما ستحمله الساعات وربما الأيام القادمة.

ورغم صعوبة هذه المعركة، لكنها ستكون محطة أساسية في تطور المقاومة في الضفة الغربية من دون شك، خصوصاً لناحية أنها تحصل وفق تكتيكات حرب المدن، والاحتكاك المباشر ما بين المقاومين وجنود الاحتلال الإسرائيليين، الذي ستكون الغلبة فيه للطرف المقاوم من دون شك.

إلا أن السؤال الأبرز الذي يطرحه الكثيرون، ومنهم صنّاع القرار في الكيان المؤقت أيضاً، هو عن ماذا سيكون عليه الحال في جبهات وساحات محور المقاومة الأخرى، إزاء تطورات هذه المعركة؟ هل ستشارك فصائل المقاومة في غزة أو حتى من لبنان؟ ماذا عن حزب الله وإيران وسوريا واليمن والمقاومة العراقية؟

محور المقاومة في أعلى درجات الجهوزية والاستنفار

من المفيد الوقوف عند بعض النقاط الأساسية، التي يمكن أن تُساعد في استشراف الإجابة عن هذا السؤال المطروح دائماً:

_مما لا شك فيه بأن محور المقاومة بأغلب ساحاته، خصوصاً في قطاع غزة ولبنان وفي الجمهورية الإسلامية عبر قوة القدس، مستنفر ويتابع المعركة بدقة وبشكل لحظوي، ويواكب التطورات، وتقوم أطرافه بالتنسيق فيما بينها، لتحديد ما يتوجب عليهم من مسؤوليات في دعم المقاومة في جنين.

_ الدعم العسكري الذي تقدمه الأطراف الى المقاومين في جنين، لا يتوقف عند حصول المعركة بل تزداد وتيرته، وخاصة في المجالات الأمنية والاستخباراتية، وربما في مجال نقل السلاح والذخيرة أيضاً. كما أن تنفيذ بعض الإجراءات الميدانية في ساحات أخرى، بشكل يتيح لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رصدها، سيكون لها التأثير على المعركة بالتأكيد.

_ التدخل المباشر للساحات الأخرى سيكون بشكل تدريجي، ووفقاً لتطورات المعركة وتكتيكات جيش الاحتلال (حصول استهداف للمدنيين سيضاعف من احتمالية التدخل المباشر للساحات الأخرى).

_ بشكل حتمي، لن يسمح محور المقاومة للكيان المؤقت، بأن يقضي على وجود المقاومة في مخيم جنين، لأن حصول ذلك سيؤدي الى مخاطر عديدة، لا تقتصر على مخيم جنين فقط، بل ستشمل جبهة الضفة كلّها، وهي المخطّط لها بأن تكون من "سيُركّع الكيان المؤقت".

أما المخاطر فهي:

1)ترميم الردع الإسرائيلي من خلال ضرب بيئة المقاومة الأساسية في الضفة الغربية، وهو ما قد يجرّ أيضاً حكومة الاحتلال، الى العمل على تنفيذ الاستفراد في مناطق أخرى مثل نابلس والخليل وبيت لحم والقدس المحتلة.

2)إفساح المجال أمام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، لمعاودة عملها والتزاماتها تجاه كيان الاحتلال، بعدما أوشكت هذه الأجهزة على الانهيار في الأشهر الماضية، في ظل التصاعد الكبير لأعمال المقاومة في الضفة الغربية.

3) تضييع جهود وإنجازات محور المقاومة في حرب الوعي، وما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية، كما ستضرب كل إنجازات كي الوعي التي تحققت في بيئة الاحتلال الداخلية.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور