الثلاثاء 08 تشرين أول , 2024 03:41

عام على الطوفان والعمليات النوعية لجبهات محور المقاومة مستمرة في استنزاف الكيان

على مدى عام من بداية طوفان الأقصى استمرت جبهات الإسناد والدعم من قبل فصائل محور المقاومة في العراق واليمن ولبنان وإيران والضفة بإسناد المقاومة الفلسطينية في غزة وعدم الاستفراد بها في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي حاول جاهداً فصلها عن محورية الحرب الدائرة هناك، وكبدت وحدة الساحات التي تهدف إلى الضغط على "إسرائيل" ووقف إطلاق النار في غزة، خسائر كبيرة في الكيان سواء بشرية أو مادية ونفذت عدد هائل من العمليات النوعية، استخدمت فيها الصواريخ الاستراتيجية والمسيرات العسكرية والدعم بمختلف مستوياته.

ففي جبهة الشمال الإسرائيلي التي تشهد حرباً مع لبنان، عملت المقاومة الاسلامية في لبنان على استنزاف جيش الاحتلال وتخفيف الضغط على المقاومة الفلسطينية في غزة، وقد استخدمت المقاومة اللبنانية أسلحة استراتيجية حديثة في استهدافها لجنود الاحتلال او آلياته أو قواعده العسكرية وكبدّته خسائر لا تحصى، كما تم الاجهاز على كم كبير من القدرات الاستراتيجية التكنولوجية والاستخباراتية وأجهزة الرصد والتجسس، فضلاً عن الخسائر البشرية في قوات جيش الاحتلال، إلى جانب إفراغ المستوطنات في شمال فلسطين من المستوطنين مما زاد الضغط السياسي والشعبي على حكومة نتنياهو وزيادة الانقسامات في أوساط الكيان المحتل. ونفذت المقاومة في لبنان 3001 عملية وزعت على الشكل التالي:

- موقع حدودي 1734+ موقع خلفي 117+ نقطة حدودية 382+ استهداف قاعدة 226 + استهداف جوي 142+ مستوطنة 381.

- وتم إسقاط 7 طائرات مسيّرة: 3 من طراز هرمز 900، و2 من طراز هرمز 450، و2 سكاي لارك.

- ووصل شعاع الاستهداف حتى أكثر من150كلم.

- وتهجّر نحو 230 ألف مستوطن.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية فأمّنت العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة وللمقاومة الفلسطينية، هذا العمق تجسّد في عمل محور المقاومة والتطوّر الميداني في مفهوم "وحدة الساحات". وتتحمّل إيران أعباء التذخير والتسليح والتمويل على مختلف أنواعه ومجالاته لا سيما تأمين الصواريخ والمسيرات والذخائر على أنواعها وتقوم بالتنسيق والتشبيك مع كل الأطراف والأعضاء ضمن حدود الحفاظ على سيادة القرار لدى الجميع، ما يوفّر للجميع هامشاً في العمل والقرار بناء على الوضع الخاص لكل جهة. ساهمت هذه الميزة بتشكّل المحور بالدرجة الأولى، وتنامي نفوذه بالدرجة الثانية. برز هذا التنسيق بجهوزية الدعم من إيران وسائر جماعات المقاومة.

وجّهت إيران صواريخها على كيان الاحتلال مرتين، في الأولى رداً على استهداف القنصلية في دمشق يوم الأحد 14/4/2024 سمّيت بـ"عملية الوعد الصادق"، والثانية رداً على اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران في عملية "الوعد الصادق 2".

عملية الوعد الصادق الأولى:

- أطلق حرس الثورة الإسلامية 270 مقذوفاً (صاروخ باليستي – طائرات دون طيّار – صواريخ كروز) على 3 مراحل خلال ساعتين.

-40 صاروخ باليستي من نوع عماد.

- 150صاروخ كروز من نوع باوة.

- 80 طائرة شاهد 136.

- القواعد والمواقع المستهدفة: نيفاتيم – رامون – موقع جبل الشيخ.

-30% من الصواريخ والمسيرات تجاوزت القبة الحديدية ومقلاع داوود وأنظمة الدفاع الجوي الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والأردنية.
- تكلفة الاعتراضات الجوية في سماء إسرائيل خلال الهجوم الإيراني تجاوزت مليار و200 مليون دولار وفق صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

عملية الوعد الصادق 2:

قلبت عملية "الوعد الصادق 2"  الصاروخية الإيرانية، المشهد الإقليمي في المنطقة، بعدما ظنّ الكيان المؤقت والإدارة الأمريكية، بأن تغيير معادلات المنطقة لصالحهما بات أمراً يسيراً، ما بعد الجريمة الكبرى باغتيال الشهيد السيد نصر الله.

وأبرز تفاصيل عملية الوعد الصادق 2:

- تم الهجوم بواسطة 181 صاروخ من نوعيات مختلفة: فتّاح الفرط صوتي (استخدم للمرة الأولى)، وباليستية من نوع قدر وعماد. أما شبكة "إيه بي سي" فنقلت عن مسؤول أميركي قوله بأن إيران أطلقت على إسرائيل 220 صاروخا على دفعتين.

- استهدفت العملية 3 قواعد جوية عسكرية رئيسية لكيان الاحتلال: تل نوف (القريبة من تل أبيب)، نيفاتيم، حتسريم. وتعتبر هذه القواعد من أهم القواعد في الكيان لأنها تحتوي على طائرات مقاتلة من نوع F-35 وF-15A، كما يُرجح بأنها تحتوي على مخازن للأسلحة النووية الإسرائيلية.

- تم ضرب مقر للموساد الذي كان بالإشتراك مع قاعدة حتسريم، المسؤولين التنفيذيين عن اغتيال الشهيد السيد نصر الله.

- استهدفت العملية رادارات وتجمعا للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة (وهذا ما سيشكّل دعماً كبيراً لمجموعات المقاومة في القطاع)، كما استهدفت الصواريخ أيضاً أجهزة الرادار في الأنظمة الدفاعية التي توجه صواريخ "آرو-2" و"آرو-3".

- تم الإعلام عن إصابة 100 بيت استيطاني بأضرار كاملة أو جزئية في مستوطنة "هود هشارون" شمالي تل أبيب والقريبة من مقر قيادة الموساد.

تفاصيل أكثر عن جبهة إيران وإسنادها لغزة وأهلها:

وتتنوع مجالات الدعم الايراني للمقاومة في غزة والضفة ولجبهات الإسناد بين الدعم السياسي والعسكري كما المالي والإنساني والإعلامي:

- تقديم المعلومات الاستخبارية (معلومات وإحداثيات).

- الدعم اللوجستي وتسليح المقاومة في فلسطين والجبهات (طائرات مسيرة، صواريخ، بعض أنظمة الدفاع الجوي، ذخائر...)

- الدعم المالي في المجالات المختلفة.

- تصدير التكنولوجيا العسكرية التي مكنّت المقاومة الفلسطينية من تصنيع وسائلها القتالية المختلفة بنفسها.

- دورات تدريبية متقدمة في مختلف المجالات لا سيّما في مجال الطيران المسيّر.

- تعطيل "عملية السلام" في الشرق الأوسط لعدم الالتفاف على مصير الشعب الفلسطيني.

- استخدام المنبر الدولي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

- تجريم احتلال "إسرائيل" أراضي الشعب الفلسطيني في كل المحافل والهيئات الأممية.

- تنظيم المؤتمرات واللقاءات الداعمة للقضية الفلسطينية.

- توفير المساعدات الطبية والغذائية والإنشائية والتعليمية للفلسطينيين.

- تقديم الدعم المادي للقنوات التلفزيونية الفلسطينية، والمؤسسات الإعلامية المختلفة، لا سيما تلك القريبة من فصائل المقاومة لتغطية الأحداث الفلسطينية كافة.

جبهة الضفة

أما العمليات في الضفة الغربية والتي تشهدت تصعيداً إسرائيلياً في الفترة الأخيرة، خوفاً من اشتعال انتفاضة ثالثة تتراكم مقوماتها مع مرور الوقت، وبهدف إخماد العمل المقاوم فيها، بحثاً عن صورة انتصار لم يستطع الكيان تحقيقها في قطاع غزة. وعلى إثرها تصدت المقاومة الفلسطينية في الضفة للعدوان المتكرر منذ بداية طوفان الأقصى دفاعاً عن أرضها، ولإسناد المقاومة في غزة. وبلغت عمليات المقاومة فيها 4799 عملية، وبلغت الاشتباكات المباشرة 736 اشتباك، وعمليات إطلاق النار وتفجير عبوات بلغت 1019 عملية.

جبهة العراق

أما على صعيد الجبهة العراقية فقد ساندت فصائل المقاومة العراقية جبهة غزة عبر ضرب القواعد العسكرية الأميركية في سوريا والعراق بالصواريخ الباليستية وبالطائرات المسيّرة، وضرب أهداف حساسة في أم الرشراش وحيفا وغيرها من المستوطنات المحتلة، وألحقت بالكيان خسائر اقتصادية وعسكرية إلى جانب الضغط بالنار على الداعم الامريكي واستهداف مصالحة في المنطقة. وبلغ عدد العمليات 446 عملية موزعة على الشكل التالي:

أهداف في العراق: 90 - أهداف في الكيان: 164 - أهداف في سوريا: 90 - أهداف في البحر: 9.

الجبهة اليمنية

شكلت الجبهة اليمنية مفاجأة المعركة ولها التأثير الأكبر على الكيان المحتل عبر قطع شريان الاحتلال الإسرائيلي المتمثل في ضرب المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر ومنع مرور السفن لموانئ الكيان المحتل.

وبلغت العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية 247 عملية:  

- عمليات بحرية: 172 / عمليات على الكيان: 54 / استهداف طائرات: 8 / عدد السفن المستهدفة: 177.

وتم استخدام صاروخ باليستيٍّ جديدٍ فرطِ صوتيٍّ، وصاروخ باليستيٍّ نوع "فلسطين2"، وإجمالي الصواريخ المستخدمة: أكثر من 550 من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة.

جميع هذه العمليات من فصائل محور المقاومة كانت تهدف كما أسلفنا بالدرجة الأولى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، صحيح أن هذه الجبهات لم تحقق بعد هذا الهدف لكنها أثّرت بشكل كبير على كيان الاحتلال مادياً ومعنوياً وسياسياً واستراتيجيته في قطاع غزة، فأدت إلى إشغاله وتشتيت تركيزه الكلي على المقاومة الفلسطينية التي تابعت عملياته الاستنزافية بمواجهة جيش الاحتلال. وتوزعت عملياتها على الشكل التالي:

- 376 استهداف لتحشيدات العدو.

-134 استهداف لغرف قيادة عسكرية متقدمة.

-117 استهداف لقواعد عسكرية.

- 492 استهداف لقوات راجلة.

- 742 استهداف لتجمعات جنود.

- 9 استهدافات لقوات النجدة.

- 32 استهداف لمروحيات عسكرية.

-47 استهداف لطائرات استطلاع.

- 231 استهداف لمدن وبلدات ومستوطنات في الداخل المحتل عام 48 برشقات صاروخية. وتأتي في المقدمة عسقلان وأسدود ونير عام.

- الصواريخ: أكثر من 9230 صاروخ من غزة.

- عدد كمائن المقاومة: 169.

- الخسائر العسكرية في قوات الاحتلال خلال التوغل البري (حسب إعلانات كتائب القسام) أكثر من 1878 دبابة ومدرعة وجرافة وناقلة جند دمرتها كتائب القسام جزئياً أو كلياً.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور