كثرت التحاليل والشكوك حول جدوى محاربة الدولار والهيمنة، وتكثر السيناريوهات الممكنة لحرب العملات المقبلة، بعد عقود من تربع الدولار على العرش وسيطرة الولايات المتحدة على كل مفاصل الأسواق العالمية المؤسسات الدولية، والأكيد ان مسار التخلي عن الدولار قد انطلق، وتكثفت الجهود الرامية إلى تسريع الوصول اليه مدعومة بتسارع الاحداث العالمية الاقتصادية والسياسية. والأكيد ايضاً، ان الدولار عملة متجذرة في أصل الاقتصاد العالمي الحالي واقتلاعه لن يكون بالشيء اليسير، وأمام كل ضعف للدولار واضعاف للهيمنة الأميركية، سيحرك الغرب كل أسلحته الممكنة لوقف هذه الجهود. الا انه من الممكن انه مع كل تحرك غربي عدائي تجاه دول الشرق ومن يدور في فلكها، تزداد فرص سقوط الدولار عن عرشه.
وبعد فقدان الولايات المتحدة القدرة على كبح مسار تفوّق الصين وبعد اعلان الصراع المباشر مع الروس وفشل العقوبات على إيران واتحادها مع الدول الأخرى، وسقوط مخططات احتواء الازمات في العديد من الدول، وانقلاب العديد من الأنظمة السياسية لصالح التحرر من الهيمنة، ترتفع أصوات المطالبين بالتخلي عن الدولار. وتستفيق الشعوب يوماً بعد يوم على فكرة ان الدولار ليس قدراً لأنظمتها الاقتصادية، وان البدائل تصبح شيئاً فشيئاً متاحة. في الحروب الاقتصادية لا حدود ولا توقعات بل من الممكن ان تتحرك الأسواق بما لا تشتهي الدول، وتتسارع الاحداث أسرع مما كان متوقعاً سلباً كانت أم ايجاباً.
لن ينهار الدولار دفعة واحدة، بل سيقفد قوته تدريجياً مقابل ارتفاع قوة العملات الأخرى، ومع كل ضعف للدولار، نقترب أكثر من سقوط الأحادية القطبية في توجيه سياسات الدول ومؤسساتها، ويتبلور أكثر بروز عالم متعدد الأقطاب بمؤسسات ذات توجهات مغايرة للمغرب لا سيما أن الجهود لا تتوقف على تكتل البريكس بل من الممكن ان تنتقل الى تكتلات أكثر توسعاً كمنظمة شنغهاي مثلا إذا ما تشاركت البريكس الخطط والاهداف.
في هذه الدراسة الاقتصادية للباحث وائل شري إطلالة على البريكس كقوة جيوسياسية عظمى، وماذا عن الصراع بين البريكس ودول G7، وما هي العملة الجديدة وما تحدياتها.
الكاتب: وائل شري