الجمعة 13 تشرين أول , 2023 05:18

بلينكن والولايات المتحدة في اختبار حقيقي للشعوب العربية والإسلامية

مظلة اميركية فوق اسرائيل

لطالما هددت حركة حماس عبر لسان ناطقيها حكومة الاحتلال بعدم تجاوز حدوده بالمسجد الأقصى وملف الأسرى، لكن الممارسات ازدادت تغولا مصحوبةً بقيادة وزرائها المتطرفين لتأخذ الشرعية الرسمية، وظنت أن حركة حماس تقبل النوم على ضيم، وفي ال 30 من أبريل من العام الماضي هدد قائد حركة حماس حكومة الاحتلال بكلمات قال فيها "إن هذه الصورة أو صورة مثيل لها في قبة الصخرة ممنوع أن تتكرر" بالإشارة لصورة تدنيس شرطة الاحتلال لقبة الصخرة وسحل المرابطين في المسجد الأقصى، لكن على ما يبدو فإن نتنياهو لم يفهم معنى هذه العبارة واعتقد أن بعض التسهيلات الاقتصادية ممكن أن تؤدي الغرض، أو أن هذا ما تسعى له حركة حماس خلف تصريحاتها المختلفة في مناسبات عدة.

طل علينا اليوم الخميس وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في زيارة لكيان الاحتلال للاطلاع عن قرب على تفاصيل عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في غلاف غزة السبت الموافق ال 7 من أكتوبر، حيث أن هذه الزيارة جاءت بعد الانحياز العلني للولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال بقيادة رئيسها بايدن الذي هاجم غزة وحركة حماس، وقد صرح بلينكن خلال خطابه قائلا بأنه لم يأت الى المنطقة كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط؛ ولكن بصفته "يهوديا فرّ جده من القتل"، في إشارة واضحة لما حذر منه القائد يحيى السنوار سابقا من تحويل المعركة بالأقصى لمعركة دينية، ليؤكد بلينكن ما تخفيه حكومة دولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد اصبح وجود حركة حماس في المنطقة عائقا أساسيا للأطماع اليهودية في المنطقة.

تحيز الولايات المتحدة وبلينكن نفهمه جيدا وقد أوضحنا بمقالات سابقة طبيعته وأهدافه؛ لكن ما لا نستطيع تفهمه هو تجاهل قتل المدنيين والأبرياء وهدم البيوت على ساكنيها بأبشع صوره باستخدام أحث التكنولوجيا العسكرية لدى الاحتلال، وأضف على ذلك المدد الأمريكي بالذخيرة كمباركة لعملية القتل والأساليب المستخدمة، محملاً نتائج ذلك لحركة حماس واعتماده لرواية الاحتلال دون التحقق من الافتراءات الصهيونية وهي التي تدعي أنه دولة عظمى تحافظ على قوانين حقوق الانسان، مجيبا ضمنا عن الأسئلة المتكررة حول سلوك الولايات المتحدة الاجرامي في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية؛ وجرائم القتل التي نفذتها ترسانتها العسكرية وجنودها في هذه الدول.

 السنوار صرح بالتجهيز للمعركة الكبرى إذا لم يكف الاحتلال من الاعتداء على المسجد الأقصى، وطلب من جماهير شعبنا وأمتنا من التجهز لذلك؛ أما وأن قد بدأت هذه المعركة -طوفان الأقصى- بعد تحويل الاحتلال لهذه المعركة الى معركة دينية؛ وقد أكد ذلك بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، لذلك وبعد التحيز الكامل للولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال، مطلوبٌ من الدول العربية والإسلامية:
أولا: مساندة الشعب الفلسطيني في إيقاف الجرائم الصهيونية بحق المدنيين؛ وامداده بما يحتاجه من عوامل الصمود ضد الية البطش الصهيونية، 
ثانيا: مطلوب من الشعوب العربية والإسلامية القيام بمظاهرات مليونية في العواصم العربية رفضا لتصريحات بلينكن وموقف الولايات المتحدة الأمريكية والهجوم الصهيوني على قطاع غزة؛ ودعما لأهلنا بقطاع غزة، والهبة للدفاع عن المسجد الأقصى ضد المخطط الصهيوني الهادف لهدم المسجد الأقصى، وعدم التخلي عن الشعب الفلسطيني المقاوم لهذه المخططات.
ثالثاً: التوجه للحدود والالتحام مع جنود الاحتلال وتصعيد حالة الاشتباك؛ لإفشال مخططات الرامية للاستفراد بالشعب الفلسطيني عامة وأهل قطاع غزة خاصة التي تسطر معركة بطولية تاريخية نيابة عن الأمة الإسلامية ومقدساتها الإسلامية.


الكاتب:

فادي رمضان

-كاتب صحفي فلسطيني




روزنامة المحور