منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، المستمّرة منذ 20 يوماً، والتي تعدّ من الحوادث المصيرية التي ستحدّد مستقبل القضية الفلسطينية ولمستقبل منطقتنا، تطرّق قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي في 3 خطابات لهذه المعركة، مستعرضاً أهمية ما حققته وما تزال المقاومة الفلسطينية في المعركة والصراع ضد الكيان المؤقت، وما سيؤول إليه مستقبل الأخير.
فخلال لقاء الإمام السيد علي الخامنئي بالقائمين على المؤتمر الوطني لتكريم شهداء محافظة لورستان، الأربعاء 25/10/2023 في حسينية الإمام الخميني (قده). أثنى الإمام الخامنئي على صبر أهالي غزّة خلال هذه المعركة، واصفاً إياه بالمهمّ للغاية والدالّ على "هزيمة العدوّ في إخضاع الفلسطينيّين"، مؤكداً بأن "صبر أهالي غزة وتوكّلهم سوف يجعلانهم منتصرين في نهاية المطاف".
وأعاد قائد الثورة الإسلامية إشادته بعملية طوفان الأقصى، واصفاً إياها بالمصيرية وغير المسبوقة، التي يتّضح مع مرور الوقت أكثر فأكثر أنها "ضربة قاصمة غير قابلة للترميم".
معتبراً بأنّ "توافد رؤساء الدول الظالمة والشريرة في العالم إلى فلسطين المحتلّة" هو محاولة للحؤول دون زوال الكيان الغاصب.
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن كيان الاحتلال لم يقوَ على المجاهدين الفلسطينيين ولن يقوى على ذلك، بما يكشف أنه مضطّلعٌ بدقة على إمكانيات المقاومة في غزة قبل وطوال أيام المعركة، كما يشير إلى أنه على تواصل دائم معهم. واعتبر الإمام الخامنئي بأن عجز إسرائيل عن ضرب المقاومين، هو الذي يدفعها للانتقام من الناس العُزّل والمظلومين ويُلقي القنابل على رؤوسهم. مؤكّداً بأن المجاهدون لا يزالوا على جاهزية للإقدام، وأنهم حافظوا خلال هذه المدّة على روحيّتهم ودافعهم وقدرتهم على المبادرة، وأنهم سيكونون بعد الآن كذلك.
وشدّد الإمام الخامنئي على أنه ينبغي لكل مَن يتحدث عن غزة، أن يتحدّث أيضاً عن صبر أهاليها واقتدارهم، وإلّا سوف يُظلمون.
أمريكا شريكة حتمية للمجرمين الصهاينة
كما أكدّ الإمام الخامنئي على أن أمريكا شريكة حتمية للمجرمين الصهاينة، وأن يدها "انغمست حتّى المرفق في دماء المظلومين والأطفال والمرضى والنساء ونحوهم في ما يخص هذه الجريمة وهي ملطخة بهذه الدماء"، معيداً التشديد على أنّها في الواقع هي من تدير هذه الجريمة التي تُرتكب في غزّة.
وفي هذا السياق، اعتبر قائد الثورة الإسلامية بأن تحرّك الضمير العام للعالم هو رد فعل على حجم جرائم الكيان الصهيوني المتكررة وعمقها. مهاجماً من وصفهم بأدعياء الحرية وحقوق الإنسان في أوروبا (كالحكومتين البريطانية والفرنسية)، الذين منعوا المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. لكنّه أكّد بأن الناس لا تكترث لهذا الحظر وتنزل إلى الشوارع، وأنه لن يتمكن أحد من منع رد فعل الشعوب ضد "وحشية الصهاينة".
ووجه الإمام الخامنئي دعوة للحكومات المسلمة بأن تكون حريصة وواعية في قضية فلسطين، وألا تيأس في هذه القضيّة، أو أن تظنّ أنّه بسبب ارتكاب الأمريكيّين أو سائر الدول الغربيّة "حماقة بوصف المدافعين عن ديارهم ووطنهم بالإرهابيّين فعليهم أيضاً يكرّروا ذاك الوصف نفسه"، موجهاً لهم السؤال الاستنكاري بأنه " هل مَن يدافع عن دياره ووطنه أمام العدوّ إرهابيٌّ؟ إنّ تلك الحكومة الظالمة والزّائفة التي غصبت دياره هي الإرهابيّة". وهذا ما فعلته العديد من الدول العربية والإسلامية للأسف، مثل تركيا والإمارات وغيرها، بحيث أدانوا عملية المقاومة وساووها باعتداءات إسرائيل الوحشية.
العالم المُقبل هو عالم فلسطين وليس عالم الكيان الصّهيوني
وقد ختم الإمام الخامنئي خطابه بما يعطي الأمل ويثبته، عند أهل فلسطين ومقاومتها، بل وعند كل شعوب وحركات المقاومة، حينما دعا الجميع إلى أن يعلموا بأنّ فلسطين ستكون المنتصرة حتماً في هذه القضيّة والقضايا التي ستليها، وأنّ العالم المُقبل هو عالم فلسطين وليس عالم "الكيان الصهيوني الغاصب".
الكاتب: غرفة التحرير