رويداً رويداً، بدأت تظهر تصريحات شخصيات وازنة، في الكيان المؤقت كما في الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد على أن هدف حكومة الاحتلال "القضاء على حركة حماس"، هو مهمة صعبة وطويلة. وهذا ما قاله حرفياً رئيس حركة شاس أرييه أدرعي، الذي يعدّ أحد حلفاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي قدّم لقوله هذا بأنه لا يريد أن يخدع أحدا بأن هزيمة حماس ستكون سريعة.
أمّا في أمريكا، فقد قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجديد الجنرال تشارلز براون بأن الأهداف الإسرائيلية المعلنة في الحرب "كبيرة جدا"، في إشارة إلى استحالة تحقيقها، مشدداً على أنه كلما طال أمد الحرب زادت صعوبتها، مشدّداً على ضرورة توصل جيش الاحتلال إلى حسم أسرع للقتال في غزة، لأن ذلك قد يساعد في تقليص فرص انضمام المدنيين إلى صفوف المقاومة الفلسطينية.
وأمّا ميدانياً، فإن كل التطورات تؤكّد على بطولات المقاومة من جهة، وصعوبة مسار عملية الغزو البري على جيش الاحتلال، مع تصاعد خسائره البشرية والمادية.
الوضعية التعبوية والتكتيكية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال 24 ساعة (الخميس 9-11-2023):
أولاً: أهداف المناورة الشاملة لجيش الاحتلال:
1)الدفع بالفرقة 252 احتياط لتعزيز الجهد الرئيسي على المحاور الشمالية لتطوير الهجوم المتباطئ على المحور الرئيسي الساحلي شمال غرب مخيم الشاطئ.
2)تطوير الهجوم في المحور الاوسط هند ابراج الهوا باتجاه عمق النطاق الدفاعي لمدينة غزة.
3)العودة للمناورة في المحور الشمالي الشرقي وتحريك جبهة بيت حانون مجدداً.
4)التحول من حالة الدفاع الثابت وتأمين القوات وإعادة تنظيم استعدادها إلى المناورة مجدداً في المحاور الشرقية لقطاع غزة.
5)فتح محور جديد على الاطراف الجنوبية الشرقية لرفح.
6)التحضير لتنفيذ وقفة تعبوية.
ثانياً: وضعية جيش الاحتلال في ال 24 ساعة الماضية:
_بعدما أعلن عن تشغيل الفرقة 252 احتياط المعروفة بتشكيل (سيناء)، أعاد جيش الاحتلال بناء استعداد كبير لتطوير مناورته وعملياته الهجومية في معظم محاور شمال غزة، وتعزيز المحور الغربي بلواء مدرعات احتياطي. كما وسع من نطاق عملياته على ثلاث اتجاهات بحيث اتخذ تشكيلاً حربياً هجومياً تقليدياً (وسط ومجنبات) باستعداد فرقتين. وفيما كثف هجومه في المحور الاوسط باتجاه حي الصفطاوي وحي الشيخ رضوان، تقدم لعشرات الأمتار داخل المناطق المأهولة. وتحول الجهد الرئيسي في منطقة شمال غرب مخيم الشاطئ إلى شعبتين:
الأولى: باتجاه الجنوب الغربي ونفذها اللواء 401 من الفرقة 162 واللواء 15 من الفرقة 252 احتياط بهدف الاندفاع ما أمكن ساحلاً باتجاه ميناء غزة وحقق خلال النهار تقدماً بحوالي 800 متر على الشاطئ الرملي قبل أن يتعرض لمقاومة كبيرة من غرب مخيم الشاطئ مما اضطره للتوقف والتعزيز.
الثانية: تراجع لواء الناحال إلى دوار المخابرات وبدأ يناور في داخل الاحياء المأهولة على اتجاهين:
1)جنوبي: حيث وصل إلى مخيم شهداء مخيم الشاطئ وتوقف.
2)شمالي: حي المشتل وشارع صلاح خلف باتجاه شارع النصر حيث توقف عند المفترق المؤدي إلى بهلول جنوباً ودوار التوام شمالاً.
أما على المحور الأوسط في منطقة بيت لاهيا فقد تجاوز العدو منطقة العطاطرة ودوار التوام جنوباً، باتجاه شارع عباد الرحمن وشارع الصفطاوي الموازي، ليقترب من ملاقاة القسم الذي يناور عند شارع صلاح خلف ومفترق بهلول باتجاه الشرق، حيث من الممكن ان ينفذ وقفة تعبوية مستفيداً من منتزه النزلة كمركز عمليات ميدانية متقدم ولتجميع باقي القوات.
على المحور الشمالي الشرقي في بيت حانون، عاود جيش الاحتلال عند الساعة 6:00 مساء الخميس، تسخين المحور بالاستفادة من تعزيز منطقة العمليات الشمالية بفرقة 252 احتياط، ليعاود مناوراته الهجومية حيث يسعى لواء جفعاتي واللواء 37 مدرع لاختراق مخيم جباليا من جهة الشمال الشرقي من جهة ايرز بالاتجاه الشمالي الغربي معتمداً اسلوب القضم التدريجي والعزل والتطويق.
_بالنسبة لنطاق عمليات الفرقة 36 فقد عاود لوائي 188 مدرع ولواء 609 احتياط التقدم لعدة مئات من الامتار باتجاه الشمال ثم تراجع حوالي الـ 200 متر، ويحاول تأمين قواته وترك المناطق المأهولة المقابلة للمدفعية الارضية والبحرية ولسلاح الجو للتعامل معها ليعيد محاولته الاختراقية باتجاه الشمال، وذلك بعد ان تمكن القسم الثاني من الفرقة ( اللواء 7 المدرع ولواء غولاني مدعوماً بكتيبة إيغوز) الذي كان يناور شمالاً من تل الهوى باتجاه عمق دفاعات المقاومة من تحقيق تقدم مهم في الاحياء الصغيرة القريبة من البحر ومن الاطراف الجنوبية لمدينة غزة ليصبح على تماس مع حيي الزيتون في الغرب وحي الشجاعية في الشرق.
_تحول جهد مناورة الإسرائيلي في المحور الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي عند أطراف خان يونس ودير البلح إلى جهد هجومي، حيث نفذت قواته التابعة للفرقة 98 الخاصة عمليات تعرضية هجومية في الثغرة الواقعة بين المغراقة ومخيم البريج ودفعت بقوات باستعداد كتيبة لتناور على الاطراف الغربية لهاتين المنطقتين مستفيدة من الدمار الكبير الذي تعرضت له مدينة الزهراء السكنية والتي سويت جميع ابراجها بالأرض منذ الاسبوع الثاني لبداية معركة طوفان الأقصى. هدف هذه المناورة هو تأمين ظهر القوات المتقدمة شمالاً على شارع الرشيد (اللواء 88 مدرع واللواء 609 مشاة احتياط)، ومشاغلة استعدادات المقاومة في تلك المنطقة.
_أما في المحاور الجنوبية الغربية فقد استمرت قوات العدو من الفرقة 98 بالتعرض لضربات كبيرة من المقاومة التي تدير الجهد التعرضي بشكل بارع ومتقن، فيما يرد الإسرائيلي بقصف المناطق التي يحتمل احتواءها لمقاومين في المغازي وأطراف خان يونس والقرارة والجهة الشمالية الغربية لوادي غزة بالمدفعية والطيران الحربي والمروحي ونيران الدبابات. ويناور الإسرائيلي في هذه المحاور بالقوات التالية:
1)اللواء 35 مظلات النظامي، في أطراف دير البلح الغربية وصولاً إلى رفح، وقد فتح هذا اللواء محوراً جديداً في اقصى جنوب منطقة مسؤوليته باتجاه جنوب رفح.
2)لواء 89 كوماندوز النظامي المعروف بوحدة "عوز" على اتجاه خزاعة – عبسان – خان يونس.
3)اللواء 55 مظلات المعروف بـ "رأس الرمح" في منطقة شمالي عبسان وادي السلقا أطرف دير البلح الشرقية.
4)اللواء 551 مظلات الاحتياطي "سهام النار" الذي يناور جنوب وادي غزة وشرق خان يونس.
5)يبقي الإسرائيلي الفرقة 99 المظلية التابعة للقيادة المركزية كقوة احتياطية مساندة في غلاف غزة، لمد أي محور يصيبه الاضطراب والفوضى بسرعة، بسبب تكوين هذه الفرقة النخبوية وسرعة حركتها.
نتائج مناورات جيش الاحتلال في الـ 24 ساعة الماضية:
1)عاود اللواءان 401 مدرع والناحال (مشاة) من الفرقة 162 هجومهما، بعد ادخال الفرقة 252 للعمل في منطقة العمليات الشمالية، وحققا تقدماً بسيطاً على الرمال الشمالية الغربية لشاطئ غزة، وتقدماً آخراً باتجاه الأحياء الشرقية بين دوار التوام وشارع صلاح خلف.
2)اختراق الاطراف الشمالية الغربية لمنطقة الشيخ رضوان.
3)معاودة اللوائين 37 المدرع وجفعاتي مناورتهما الهجومية في منطقة بيت حانون جباليا، التي كانت راكدة خلال الايام الماضية، وتمكن لواء جفعاتي معززاً بكتيبة دبابات من اللواء 37 من تحقيق تماس مع مخيم جباليا، من الجهتين الغربية والشمالية.
4)تقدم اللواء 188 مدرع واللواء 609 مشاة احتياط شمالاً عدة مئات من الأمتار على طريق الرشيد الساحلية ونجح القسم الثاني من الفرقة 36 (اللواء المدرع رقم 7 ولواء غولاني مدعومين بكتيبة ايغوز بالتوغل داخل الاحياء الفرعية لمنطقة تل الهوى وحققا تماساً مع حيي الشجاعية والزيتون).
5)بقاء الأفراد والدبابات داخل السواتر التي جرى رفعها بشكل دائري شرقي المقبرة الشرقية وفي منطقة جحر الديك وعلى الطريق رقم 10 وفي معابر كارني وصوفا.
6)اعتماد العدو للمرة الأولى منذ بداية المناورة البرية في محوري الشاطئ وابراج الهوى على سلاح القناصة.
7)ادخال طائرات الـ F15 المطاردة للمرة الأولى في سماء المعركة ربما تخوفاً من امكانية استخدام المسيرات والصواريخ البالستية اليمنية لدك تجمعات العدو الكبيرة خارج غلاف غزة.
العمليات الدفاعية والتعرضية للمقاومة خلال 24 ساعة
1)استخدام تكتيكات الصد الفردي والجماعي في منع العدو من التقدم من اتجاهات الجهد الرئيسي.
2)تكثيف العمليات التعرضية من النقطة صفر ومن خلف خطوط العدو في المحاور الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والوسطى الغربية ومحاور الجنوب الشرقي.
3)فرض تغيير اتجاه الهجوم على العدو في محور شمالي مخيم الشاطئ من فندق المشتل باتجاه مجمع المخابرات وصولاً إلى منتصف شارع صلاح خلف بعد تكبيد اللوائين 401 مدرع و الناحال خسائر كبيرة بالارواح والعتاد بلغت العشرات من الجنود والآليات المدرعة.
4)التصدي للمناورة الهجومية التي نفذها العدو بلوائي 7 مدرعات وغولاني، في المحور الاوسط من تل الهوى باتجاه أطراف حي الزيتون الشرقية والاطراف الغربية لحي الشجاعية ومنع هذا الجهد من أي اندفاعة تجاه مدينة غزة أو غرباً نحو البحر مما علق كل مناورات الفرقة 36 الهجومية.
5)فرض التثبيت والانتقال للدفاع الثابت على العدو في محور المقبرة الشرقية.
6)ارتفاع كبير بالقدرة التكتيكية والتعبوية في جمع المعلومات القتالية ذات الطابع التعبوي فضلاً عن عمليات الاستطلاع والرصد الجوي والبري في الوقت الحقيقي والاستفادة من ذلك في معظم المحاور وقد كشفت المقاومة عن قدرات استطلاع جوي نهاري وليلي في الميدان.
7)رفع نسبة أفراد القناصة بشكل كبير مما بات يؤذي العدو الذي اعترفت قيادته بالتأثير الكبير لسلاح القناصة التابعة للمقاومة.
8)الصد المباشر بالاسلحة الفتاكة (كونكورس – كورنيت – آر بي جي 29 – الياسين 105).
9)التعرض والالتفاف خلف قوات العدو لتنفيذ عمليات إيذائية.
10)محاولة أسر جنود وضباط للعدو وإخفائهم في متاهات المباني.
11)الاستفادة من الفراغات في المناطق المبنية التي يعرفها رجال المقاومة جيداً لتجهيز نسفيات كبيرة وزرع ألغام وعبوات قاتلة لآلياته وجنوده.
12)تكثيف عمليات ضرب تجمعات المشاة التي تتخذ من البيوت ملاذاً وذلك عبر استهدافها باسلحة مباشرة وبعبوات كبيرة مجهزة سلفاً أو زرع عبوات من عناصر الجهد الهندسي وتحقيق إنجازات مهمة في منع العدو من الاستقرار واتخاذ ملاذات آمنة.
13)تنظيم عملية إدارة النار لاستهداف تجمعات العدو في مناطق التماس أو في المستوطنات المتاخمة للغلاف أو طرق القوافل اللوجستية للعدو.
14)المحافظة على القصف الصاروخي لعمق العدو ومدنه الرئيسية وهو ما يبقي العدو في حالة الصدمة والتوتر.
خسائر كيان الاحتلال منذ بداية المناورة البرية في 25-10-2023
أولاً : الخسائر البشرية: مقتل 37 فرداً من جيش العدو بينهم 24 ضابطاً و إجلاء نحو 450 جريحًا وذلك في إطار نحو 270 عملية إنقاذ جوية وبرية حسب اعترافات العدو.
ثانياً الخسائر بالعتاد – الخميس (9-11-2023):
_منطقة العمليات الشمالية:
تدمير دبابات عدد 3
تدمير آليات مدرعة عدد 2
تدمير جرافة d9 عدد 1
قنص خفيف عدد 3
تغيير اتجاه هجوم بري باتجاه شمال غرب مخيم الشاطئ عدد 1
اشتباك من نقطة صفر ومن خلف الخطوط عدد 7
قصف تجمعات عدد 9
استهداف قوات خاصة (مختبئة في الابنية) عدد 1
_منطقة العمليات الوسطى:
تنفيذ كمين محكم بتجمع افراد والاجهاز عليه عدد 1
استهداف تجمعات مشاة عدد 4
قصف آليات متوغلة عدد 3
تدمير دبابات عدد 1
اشتباك مع قوة متوغلة عدد 16
_منطقة العمليات الجنوبية:
اشتباك من نقطة صفر عدد 2
قصف تجمعات داخل حدود غزة 3
قصف تجمعات خارج غلاف غزة 6(بما فيها القوافل اللوجستية)
التحليل النهائي
وضعية جيش الاحتلال المتوقعة في الساعات الـ 24 القادمة:
سيسعى الإسرائيلي إلى:
_استكمال الضغط والتقدم باستعداد كبير يبلغ فرقتين مدرعتين من الجهتين الشمالية الغربية (شاطئ غزة الرملي شمال غرب مخيم الشاطئ) وبرج المخابرات وأطراف الشيخ رضوان والجنوبية الغربية (شارع الرشيد)، وأطراف حيي الشجاعية والزيتون، لاستكمال محاولات الاختراق العميق باتجاه مدينة غزة لجذب استعدادات كافية من المقاومة للدفاع عن المناطق التي يخطط العدو اختراقها.
_اعادة تحريك مناورته الهجومية في مخيم بيت حانون حتى مخيم جباليا.
_استخدام الفرقة 252 احتياط في منطقة العمليات الشمالية لرفع استعداد الفرقة 162 في محاور بيت لاهيا الشيخ رضوان جباليا ومحيط ابراج المخابرات.
_استمرار اعتماده على تكتيك جديد في المنطقة الوسطى يعتمد على (التسرب من الطرق المتفرعة شمالاً باتجاه وسط غزة بعدما نجح من خلاله بتحقيق تماس مع حيي الزيتون والشجاعية)، وذلك لمشاغلة استعدادات المقاومة والتشويش على جهودها التعرضية والدفاعية.
_تأمين قواته في المقبرة الشرقية وفي منطقة جحر الديك فضلاً عن حمايتها داخل السواتر الترابية التي جرى رفعها لحماية آلياته ونقاط تجمعه الثابتة داخل قطاع غزة.
_استمرار الضغط عبر المناورة بالنار وبالحركة على الثغرة بين المغراقة ومخيم البريج لحماية مؤخرة لوائي 188 و609 ريثما يحققان تقدماً مهماً على طريق الرشيد البحري باتجاه ميناء غزة.
_احتمال تعرض معظم شواطئ غزة قبل 2 كيلومتر وبعد 2 كيلومتر لعمليات ابرار بحري وجوي لتأمين احتلال ميناء غزة الذي يبدو أنه أصبح الجهد الرئيسي لكل الهجوم على غزة حيث يعتقد العدو أن الميناء مناسب لتحقيق صورة نصر.
_رفع مستوى العمليات الاستطلاعية البرية والجوية بهدف حماية ووقاية القوات ومن المتوقع أن يتكثف عمل الدوريات الاستطلاعية التي ستنفذها قوات نخبة من الفرقتين 98 و 99 التي قد يتحول بعضها إلى جهد استطلاعي قتالي في حال عثور أي من هذه الدوريات على هدف مهم للمقاومة.
تنفيذ مجازر لأغراض عسكرية في المناطق التالية:
1)مخيم الشاطئ- حي الشيخ رضوان – مخيم جباليا – المغراقة - البريج - دير البلح.
2)مدينة غزة – غزة القديمة – حي الزيتون – حي الشجاعية –البريج – المغازي – غرب خان يونس - الاحياء والمربعات السكنية الواقعة شمال وغرب منطقة تل الهوى.
3)مستشفيي الشفاء والقدس في الوسط والمستشفى الاندونيسي في الشمال.