السبت 16 كانون الاول , 2023 11:24

خوارزمية "حبسورا" التي يستخدمها الاحتلال لقتل المدنيين

القصف الإسرائيلي للمباني السكنية

أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2021 ضرب جيش الاحتلال حوالي 1500 من الجو، والبحر، والبر. بعد أيام من انتهاء العدوان وُصفت عملية الجيش ضد حماس بأنها أول حرب للذكاء الاصطناعي في العالم، كما كشفت وحدة علوم البيانات 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي، وقائد الذكاء الاصطناعي العقيد يوآف "أن الوحدة استخدمت أدواتها الإلكترونية خلال حرب غزة في مايو 2021 لاستهداف اثنين على الأقل من قادة حماس بنجاح"، في سياق حديثه في مؤتمر الذكاء الاصطناعي في جامعة تل أبيب. ووحدة 8200 هي إحدى وحدات النخبة في فيلق الاستخبارات، الرائدة في مجال الخوارزميات والنصوص المبرمجة التي قادت للعديد من البرامج الجديدة بأسماء "الكيميائي"، "الإنجيل" و "عمق الحكمة" التي طُوّرت واستخدمت أثناء القتال.

نظام "حبسورا" أو "الإنجيل"

بدأ الإسرائيليون بتطوير الاعتماد على الذكاء الاصطناعي منذ عام 2019، وتم إنشاء "مديرية الاستهداف" بتوجيهات من رئيس الأركان الإسرائيلي التي تضم مئات الضباط والجنود لحل مشكلة مزمنة تواجههم في قطاع غزة تحديداً، وهي أن سلاح الجو بعد استهداف نقاط محددة مسبقاً من الأهداف في القطاع لم يجد أي هدف جديد لضربه، وبحسب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي "في الماضي كانت هناك أوقات في غزة كنا نقوم فيها بإنشاء 50 هدفاً سنوياً. وهنا أنتجت الآلة 100 هدف في يوم واحد". بالإضافة إلى أن المعلومات والتقديرات الاستخبارية كانت تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً، وذلك بالنظر إلى اعتماد الجيش الإسرائيلي على سلاح الجو بشكل كبير في مجريات معاركه السابقة والحالية، وبعد الاعتماد سابقاً على ضباط الاستخبارات لتحديد بنك الأهداف تم إنشاء نظام "حبسورا" أو "الإنجيل" الإسرائيلي، وهو عبارة عن منصة تعمل بالذكاء الاصطناعي بإمكانها تحديد الأهداف في ساحة الحرب بدقة وسرعة أكبر، وتوليد أكبر عدد ممكن من الأهداف بهدف ضربها.

يتم استخدام هذا النظام في المعارك الدائرة في قطاع غزة، في هذا السياق، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن خوارزمية "حبسورا" تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف. ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية مقابلتها لمصدر عسكري، قال إن صواريخهم لغزة ليست عشوائية، وأفاد بأنه "عندما تُقتل فتاة في الثالثة من عمرها في منزل بغزة، فذلك لأن فرداً بالجيش الإسرائيلي قرر أن موتها ليس مهماً"، مؤكدا أنهم يعرفون حجم الأضرار الناتجة عن قصف كل منزل.

في عام 2021 بحسب المصادر الإسرائيلية "ارتفعت أعداد القتلى المدنيين (المسموح بهم)، كجزء من هجوم على مسؤول كبير في حماس، إلى مئات القتلى المدنيين كأضرار جانبية". لكن في معركة طوفان الأقصى مع ما تحمله من مستجدات إنسانية، ينفي تركيز الإسرائيلي فقط على ضرب عناصر حماس، واعتبار المدنيين أضراراً جانبية. في اليوم الستين من العدوان الإسرائيلي تم الإعلان عن استهداف 20 ألف هدف في قطاع غزة، والمؤكد أن العدد الأكبر من الأهداف ليست ذات بعد عسكري، سابقاً كان الإسرائيلي يتجنب قتل عدد كبير من المدنيين لأسباب تتعلق بالإحراج الدولي، لكن هذا لا ينطبق على الوضع الحالي، الذي وصلت به أعداد المدنيين إلى أرقام غير مسبوقة.

تحاول إسرائيل إظهار كل ما بجعبتها في هذه المواجهة، وتستخدم أحدث ما في ترسانتها العسكرية من أسلحة حديثة ومتطورة، لكن رغم كل هذه الأسلحة، وفي حرب إبادة الشعب الفلسطيني، فإن جيش الاحتلال لم يتمكن حتى الآن من إنجاز أي أهداف حقيقية من وراء تلك الحرب. والأهم أن المقاومة الفلسطينية تقف في وجه كل تلك التقنيات بشجاعة وصمود، لتؤكد للجميع أن التطور والأسلحة ليست هي التي تحدد نتائج الحروب وحدها، بل الإنسان الذي يستخدم تلك الأسلحة. بل إن استخدام التكنولوجيا أفقدت جنود الاحتلال الروح القتالية والمعنوية، فيما تتمتع حماس والمقاومون في غزة بروح قتالية عالية.


الكاتب: حسين شكرون




روزنامة المحور