الخنادق بالعبري، منبر إعلامي جديد، هو الأول من نوعه، يبدأ مسيرته في هذا الوقت الحساس الذي تمرّ به منطقتنا، خلال معركة طوفان الأقصى، التي لن يكون ما قبلها كما بعدها. لكي يكون الموقع أحد الوسائل التي تخاطب الإسرائيليين بلغتهم، وتكشف الحقائق التي تخفيها الرقابة في كيان الاحتلال عنهم، وتُرسل ما يجب لهم أن يعلموه ويدركوه، عن مسار المواجهة ومعالم المستقبل، الذي سيكون بلا شك مستقبل تحرير فلسطين وزوال الكيان المؤقت.
هذا الموقع سيتخصص بمتابعة الشؤون والقضايا الإستراتيجيّة لمنطقة غرب آسيا، بتركيز أكبر على قضايا فلسطين وكيان الاحتلال، ذات الأبعاد السياسية والعسكرية والأمنية، عبر تقديم مقالات تحليل وتوثيق وتقدير موقف.
وبالنسبة لمحتوى الموقع، فإنه سيكون هناك حرصٌ كبير، على ألا يكون مشابهاً للخطابات والشعارات الشعبوية، بل يعتمد لغة موضوعية علمية ومهنية من خلال نشر المعطيات الدقيقة والموثقة، وتقديم التقديرات والدراسات والتقارير والتحليلات والمقابلات، لإبراز قدرات وطاقات شعوب منطقة غرب آسيا، وكشف نقاط الضعف الكثيرة في إسرائيل، وهو ما لا يحظى بمتابعة من أغلب وسائل الإعلام الناشطة في منطقتنا.
كما سيهتم الموقع بمتابعة قضايا وأزمات المعسكر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، التي يتجه نفوذها العالمي الى التراجع والانحسار يوماً بعد يوم، بحيث يعترف مسؤولوها بأن مكانة دولتهم وقدرتها على التفرّد في العالم وفقاً لنظام القطب الواحد، باتت في أدنى مستوياتها، بل وتواجه منافسةً شديدةً من أطراف ودول عديدة، يأتي في مقدمتهم الصين وروسيا والجمهورية الإسلامية، وأن النظام العالمي القادم هو نظام التعددية القطبية. وعليه فإن من أهداف الموقع الرئيسية أيضاً، تقديم مقاربة موضوعية حول موازين القوى المحلية والإقليمية والعالمية، وبمعادلات الردع، والتحالفات، والجبهات.
إنه وقت الهجوم الإعلامي
يُنسب إلى وزير الحرب الأسبق في الكيان المؤقت "موشي ديّان"، قوله ذات مرّة لصحفي هندي: "إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا يطبقون، وإذا طبقوا لا يأخذون حذرهم".
هكذا كانت نظرة مسؤولو الكيان دائماً، لناحية الحطّ من حقيقة شعوب منطقتنا، والتقليل من شأنهم، إلى أن انبثق محور المقاومة خلال العقود السابقة، فاستطاع بالتضحيات وتراكم التجارب والتعلّم المستمّر، أن يصنع المستحيلات وأن يحقق الإنجازات الكبرى، وأن يُفشّل كل المشاريع والمخططات الأمريكية والإسرائيلية.
لذلك فإنه في هذه المرحلة من الصراع بين محور المقاومة وأمريكا ومن خلفها إسرائيل، لم تعد الحرب في كل المجالات والجبهات، وفي مقدمتها الإعلامية، ذات سياق دفاعي في إطار "اعرف لغة عدوك"، بل باتت ذات سياق هجومي في إطار "خاطبه بلغته".
سُئل حكيم صيني ذات مرة، إذا مُنحت السلطة لتحكم العالم فماذا تفعل؟ فأجاب باللغة أحكم العالم، فاللغة ضرورية لكي يفهم الناس ما أقول، ويتطابق المنطوق مع المفهوم.
لمتابعة الموقع
الكاتب: غرفة التحرير