الجمعة 12 كانون الثاني , 2024 08:15

فورين أفيرز للإدارة الأميركية: لا تقصفوا الحوثيين

سفينة أميركية

تواجه الولايات المتحدة معضلة الملف اليمني الذي يلقي بثقله على المشهد في البحر الأحمر ومنطقة غرب آسيا، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني الصامد، وخصوصاً بعد مواجهة القوات البحرية اليمنية القوات العسكرية الأميركية وجهاً لوجه في البحر الأحمر في بداية العام الحالي، ضمن هذا السياق نشرت مجلة Foreign Affairs الخميس مقالاً بعنوان" لا تقصفوا الحوثيين" ترجمه موقع الخنادق، يشير إلى عدم فعّالية الردع العسكري في مواجهة اليمن بل اتخاذ أفضل الخيارات السيئة والذي يسعى إلى إنهاء الحرب التي تشنها "إسرائيل"، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية.

النص المترجم للمقال:

نظراً لأن هجمات الحوثيين قد يكون لها عواقب وخيمة على التجارة العالمية، فإن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط كبيرة للرد عسكرياً. لكن بدلاً من الضربات الانتقامية، يجب على الولايات المتحدة اتباع نهج دبلوماسي. قد تكون أخبار الحوثيين جديدة في عناوين الصحف العالمية، لكنهم يتحدون الولايات المتحدة وشركائها الخليجيين منذ عقدين. واستخدام القوة ضد الحوثيين في الماضي، سواء من قبل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح أو من خلال جهود تقودها السعودية لإعادة الحكومة التي أطاح بها الحوثيون في منتصف عام 2010، سمح للجماعة بتحسين قدراتها العسكرية وتصوير نفسها على أنها حركة مقاومة بطولية، مما يعزز شرعيتها في الداخل.

من واجب الجهات الفاعلة الدولية الرد على هجمات الحوثيين، سواء للحفاظ على طريق الشحن البحري في البحر الأحمر ومنع المزيد من التصعيد الإقليمي. لكن الولايات المتحدة تواجه مجموعة من الخيارات السيئة لكيفية القيام بذلك. جادل بعض السياسيين والمحللين بأن أفضل طريقة لمواجهة عدوان الحوثيين هي التصعيد العسكري المُصمم "لاستعادة الردع". لكن مؤيدي الضربات الجوية ضد الحوثيين لا يستطيعون توضيح ما هي الخطوة الثانية بعد ذلك. من الصعب أن نرى كيف ستردع الضربات الجوية هجمات الحوثيين الآن، وهم فشلوا في القيام بذلك خلال العقد الماضي. قد تؤدي الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين إلى تآكل هامشي لقدرة الحوثيين على إطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار، ولكن سيكون من الصعب للغاية استهداف الحوثيين بشكل فعّال.

النهج الذي يجمع بين الدبلوماسية والردع هو الأفضل بين الخيارات السيئة بالنسبة للولايات المتحدة للتعامل مع هذه المشكلة المستعصية على الحل في المدى القريب. هناك القليل من الرغبة الدولية في الرد العسكري، حتى المملكة العربية السعودية، التي قادت التدخل العسكري لعام 2015 ضد الحوثيين، تحذر الآن الولايات المتحدة وتدعوها لضبط النفس. لا يمكن لواشنطن الاعتماد على دعم شركائها الخليجيين. الرأي العام في المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، تحول أكثر ضد إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. دول الخليج لديها حافز ضئيل للمخاطرة بغضب جمهورها. بصرف النظر عن البحرين، كانت الدول العربية مترددة في الانضمام علناً إلى العملية متعددة الجنسيات التي أعلنها البنتاغون في منتصف ديسمبر.

للتعامل مع التهديد الذي يشكله الحوثيون، يجب على الولايات المتحدة في نهاية المطاف الضغط من أجل إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، وكذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام. شئنا أم أبينا، ربط الحوثيون عدوانهم بعمليات إسرائيل في غزة وحصلوا على دعم محلي وإقليمي للقيام بذلك. سيكون إيجاد نهج مستدام طويل الأجل لكلا الصراعين أمراً بالغ الأهمية لتهدئة التوترات في جميع أنحاء المنطقة وحمل الحوثيين على إلغاء هجماتهم على السفن التجارية، وستكون لهذه الهجمات فائدة محدودة في غياب هذه الصراعات.

لا يمكن لهذه الإجراءات أن تعالج بشكل كامل التهديد الذي يشكله الحوثيون على المصالح الأمريكية والاستقرار في المنطقة، لكنها تظل الأفضل بين الخيارات السيئة، وليس أمام الولايات المتحدة سوى خيارات سيئة، بسبب مقارباتها الفاشلة تجاه اليمن على مدى السنوات العشرين الماضية. يجب على واشنطن ألا تكرر أخطائها، لقد أظهرت عقود من الخبرة، حتى الآن، أن الجهود العسكرية لردع الحوثيين من غير المرجح أن تكون فعّالة. بدلاً من ذلك، قد تؤدي فقط إلى المزيد من الخسائر البشرية اليمنية.


المصدر: مجلة foreign affairs

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور